القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تطويق اشتباك "عين الحلوة": رفض فلسطيني لمحاولات زج المخيم

تطويق اشتباك "عين الحلوة": رفض فلسطيني لمحاولات زج المخيم


السبت، 30 تشرينالثاني، 2013

هل يمكن اعتبار ما جرى في مخيم عين الحلوة ليل الخميس مجرد حادث امني عابر؟. وهل من رابط بين ما جرى وبين استمرار تركيز الضوء الاعلامي على المخيم من الزاوية الأمنية منذ تفجيري السفارة الايرانية، ومحاولة الايحاء بوجود تنظيم القاعدة وكتائب عبد الله عزام داخل المخيم؟.

رغم اعتبار معظم القوى الفلسطينية في المخيم ان الاشتباك الأخير لا يعدو كونه حادثا امنيا كالحوادث التي يشهدها المخيم عادة بين عناصر حركة "فتح" وتنظيم "جند الشام"، الا ان بعض الأوساط الفلسطينية ترى ان تزامنه مع الحملة الاعلامية التي يتعرض لها المخيم منذ فترة بهدف ربطه ببعض الأحداث الأمنية الكبرى التي شهدها لبنان مؤخرا، وابقائه على خط ارتدادات الأزمة السورية، يجعل ابناء المخيم يتخوفون من ان يكون هناك تحضير لافتعال أجواء امنية تصب في خانة تثبيت ما يتم تداوله من تموضع وسيناريوات لأشخاص او مجموعات مسلحة داخل المخيم على انهم مسؤولون في تنظيم "القاعدة". كما جرى اثر اشتباك الخميس من اشارة من قبل بعض الوسائل الإعلام الى ان هيثم الشعبي هو احد مسؤولي كتائب عبدالله عزام، علما ان الشعبي المطلوب لدى السلطات اللبنانية - هو نفسه الذي سبق وعرف حيناً بأنه مسؤول في تنظيم جند الشام وحيناً بأنه مسؤول في تنظيم فتح الاسلام!. وهو امر ترى الأوساط الفلسطينية في المخيم انه يتناغم مع ما ضخ عبر وسائل اعلام اخرى قبل ايام من ايحاءات عن ان الفلسطيني توفيق طه الموجود في المخيم، هو مسؤول كتائب عبد الله عزام وان له علاقة بتفجيري السفارة الايرانية!.

وتستند هذه الأوساط في تقليلها من اهمية ما يثار حول المخيم، الى ان المطلوبين الموجودين في المخيم هم انفسهم، وهم من ابناء المخيم ولم يدخل غرباء اليه ولكن الاعلام او المصادر التي يستند اليها هذا الإعلام تعطيهم في كل مرة تسمية ووجهة ومهمة !.

وتتخوف الأوساط الفلسطينية من ان يكون هناك شيء يحضر للمخيم على المستوى الأمني، تحت عنوان مواجهة خطر تنظيم القاعدة وما يثار عن فرع لها في لبنان، او تحت عنوان مواجهة ما يتم ترويجه من عملية تجنيد لمقاتلين داخل المخيم وانطلاقا منه، وغيرها من القضايا الأمنية المطروحة. لكن الأوساط نفسها تؤكد بالمقابل ان لا صحة لكل ما يروج عن عين الحلوة، وان جميع افرقاء ومكونات المخيم على درجة كبيرة من الوعي، بما يساهم في تجنيبه اي تفجير امني يراد له الإنزلاق اليه.

والمفارقة ان الشارع الفلسطيني في عين الحلوة يقابل ما يثار حول المخيم بشيء من السخرية والاستهزاء باعتبار ان لا شيء تغير بالنسبة لأبناء المخيم. فالأشخاص الذين يفتعلون المشاكل الأمنية هم انفسهم وان تغيرت التسميات، وهذه المشاكل- بحسب بعض الأهالي- تراجعت نسبيا من حيث عددها وحجمها، اما بسبب خروج قسم من مفتعلي الحوادث الأمنية من المخيم أو بسبب موت آخرين في حوادث سابقة. ويعتبر الكثيرون في المخيم ان هناك تضخيما لكل حادث يسجل في المخيم وتضخيما لأشخاص مطلوبين داخل المخيم عبر الباسهم ثوبا اكبر منهم بكثير بحسب تعبير هؤلاء، وذلك بهدف توظيف هذا الأمر في مكان ما.

المقدح: إعلام مسيء

وفي تصريح الى "المستقبل"، قال القيادي الفتحاوي اللواء منير المقدح في هذا السياق: هناك جهات وبعض وسائل اعلام موجهة تصر على ان تبقي البوصلة موجهة باتجاه المخيمات وخاصة عين الحلوة، فتنسج روايات وتستبق اي تحقيق في البلد. وهناك تخوف من هذا الأمر وكأن المطلوب فتنة او شيء ضد المخيمات. وهذا الأمر يتطلب تحركا من الأجهزة الأمنية للتحقق من مصادر المعلومات التي يستند اليها الإعلام في هذا الصدد ولماذا هذا الضخ الإعلامي المسيء للمخيم واهله. ولماذا لا ينظر الى سرعة معالجة وتطويق اشتباك ليل الخميس- بغض النظر عن اسبابه - على انها نموذج في حرص كافة القوى الفلسطينية على امن واستقرار المخيم والجوار. فالتنسيق والتواصل قائمان ومستمران بين هذه القوى كما بينها وبين الأجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني حول كافة القضايا. وأي قضية تعالج سوية بحكمة. لذلك كل هذه الأبواق باتجاه المخيم هي مجرد كلام في الهواء .

شبايطة: مشروع فتنة

وقال امين سر حركة فتح في مخيم عين الحلوة العقيد ماهر شبايطة ان ما جرى مؤخرا في عين الحلوة كان قطوعا امنيا عابرا، وما هو موجود في هذا المخيم موجود في كل لبنان ومن كل الأطياف. وكما يوجد حركات اصولية في مناطق اخرى، يوجد عدد قليل في عين الحلوة لكن هؤلاء هم من ابناء المخيم ولا يوجد احد من خارجه.

واضاف: كل يوم يطالعوننا بتسميات جديدة لنفس الأشخاص، وآخر تسمية كانت اطلقت عليهم جند الشام، لكن نحن نؤكد ان لا وجود لما يسمى كتائب عبد الله عزام في عين الحلوة، ونعتبر ان هذه الحملة على المخيم مقصودة لأنه يمثل عاصمة الشتات وعنوان اللاجئين، وهناك اجهزة معادية امنية واعلامية تحاول زج المخيم في مشاريع واسماء مشبوهة او غير موجودة. ولدينا شعور بأن هناك مشروع فتنة يحضر للمخيم لكن بوحدتنا وتماسكنا نستطيع افشاله وسنفشله ان شاء الله .

عودة الهدوء الى المخيم

وكان مخيم عين الحلوة استعاد حياته الطبيعية على اثر الاشتباك الذي وقع ليل الخميس بين حركة فتح وتنظيم جند الشام على خلفية ما اثير عن تعرض احد مسؤولي الاخير، هيثم الشعبي، ومجموعة تابعة له لكمين في محلة البستان اليهودي حيث سارعت لجنة المتابعة الفلسطينية الى تطويق ذيول هذا الحادث بالتعاون مع قيادتي فتح والقوى الاسلامية.

وفيما شهدت معظم شوارع المخيم حركة عادية، عمد عدد من اصحاب السيارات التي تضررت في الاشتباك الى اغلاق طريق الشارع التحتاني للمخيم احتجاجا مطالبين بالتعويض عليهم.

المصدر: المستقبل