تعرفت على الصديق والأخ والشريك عادل عبدالله دوغمان أبوالبراء الامين العام لمؤتمر فلسطيني أوروبا منذ 25 سنة، وكان أول لقاء جمعنا في أثينا عاصمة اليونان في نشاط أقيم إحياء للذكرى الاولى لإنتفاضة الحجارة. وإمتدت علاقة مميزة أعتز به، وكانت الحاجة الفاضلة أم علي والدة أبوالبراء حاضرة باكرا بذكرها الطيب وتضحياتها العظيمة. هذه اللبنانية بنت الجنوب من القرى المتاخمة للحدود مع شمال فلسطين والتي تزوجت من المرحوم عبدالله دوغمان اللاجئ الفلسطيني من ترشيحا. وعاشت معه شظف العيش وضيق مخيم برج البراجنة أكثر من نصف قرن من الزمان حتى قضى مغفورا له باذن الله. وانجبت له تسعا من البنين والبنات. تختزل الحاجة أم علي مع أولادها قصة فلسطين فهم عشرة موزعين على عشرة بلدان في أربع قارات. حافظت على تواجدها في المخيم وهي تنير أزقته بأنوار إيمانية يشعر به كل من يلتقيها. تشرفت بالتعرف عليها منذ أعوام عديدة وتسامرنا في بيتها ضيوفا حتى ساعات متأخرة نستلهم منها الصبر والثبات. تذكرنا دائما بالله بدعائها الصادق وصحوتها المباركة قبل صلاة الفجر. فاضت روح الحاجة أم علي الترشحاني في الساعات الاولى من نهار هذا اليوم الثلاثاء 7 أيار/ مايو عن عمر يناهز 86 عاما. رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته وغسلها بالماء والثلج وللبرد. سيوارى جثمانه الطاهر الثرى غدا في لبنان. يعلم الله أننا على فراق الحاجة أم علي لمحزونيين ولا نقول إلا ما يرضي الرب. إنا لله وإنا اليه راجعون. عزائنا للاخ الحبيب أبوالبراء عادل وأسرة آل دوغمان الكرام .