تقليص مساعدات الأونروا.. واقع كارثي على الفلسطينيين
في لبنان

السبت، 20
كانون الثاني، 2018
تعتمد أم محمد وهي من سكان مخيم برج الشمالي
في الجنوب تماما على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سواء في الحصول
على العناية الطبية او تعليم أطفالها وحتى جمع النفايات. وبعد تقليص المساعدات الأميركية
للمنظمة الدولية، يخشى اللاجئون من كارثة تحيق بهم.
وتقول أم محمد التي تبلغ من العمر نحو أربعين
عاماً وتعيش في مسكن متواضع في المخيم القريب من مدينة صور، "سيتعذب الناس كثيراَ.
الأونروا هي أملنا الوحيد".
وتواجه المنظمة الأممية "اخطر أزمة مالية"
منذ انشائها قبل نحو سبعين عاماً بعدما أعلنت واشنطن الثلاثاء أنها ستقتطع 65 مليون
دولار من 125 مليوناً هي مساهمتها الطوعية المتوقعة فيها.
بالكاد ألتقط أنفاسي
يعيش أكثر من 174 ألف لاجىء فلسطيني في لبنان
وفق إحصاء نشرته السلطات اللبنانية في أواخر 2017، وهو عدد يقل عن تقديرات الأونروا.
ويقول فريج، أبو محمد، "إذا أغلقت المدارس،
سيصبح الأولاد في الشارع". ويضيف بصوت يملأه الأسى، إن "تكفل الأونروا بتعليم
الأولاد يسمح لي بالكاد أن ألتقط أنفاسي، فأنا عاجز عن إرسالهم إلى مدارس خاصة أو رسمية".
يعمل أبو محمد في إصلاح الأثاث الذي يعيد بيعه
ليحصل على بعض من مال يعيل به عائلته. ولقد ترك ابنه الأكبر المدرسة الثانوية وهاجر
مخاطراً بحياته عبر البحر إلى أوروبا بحثاً عن فرصة أفضل.
وفي لبنان، حصل 160 ألف شخص في سنة 2017 على
معاينة في عيادات الأونروا التي تصرف كل سنة 14 مليون دولار بدل تكاليف العلاج في المستشفى.
وفي المخيمات، تدير الوكالة جمع النفايات وتساهم
أحياناً في إصلاح المساكن.
ويقول مدير الوكالة في لبنان كلاوديو كورودوني
"لا شك في ان تقليص المساعدات سيؤثر على كل هذه الخدمات" اذ "لا يمكن
لأي هيئة أخرى أن تحل محل الوكالة. الدولة اللبنانية تواجه صعوبات من نوع آخر فهي تتولى
اصلاً رعاية شؤون عدد كبير من اللاجئين السوريين" الذين جاؤوا بمئات الآلاف الى
لبنان هربا من الحرب المشتعلة في سوريا منذ 2011.
أما المجلس النروجي للاجئين، فيرى أن قطع مساعدات
الأونروا سيرغم المنظمات الخيرية الأخرى على زيادة مساهماتها.