توجه لإلغاء الاعتصام في «البارد»
الإثنين، 16 تموز، 2012
تتكثف الجهود في مخيم نهر البارد على خطيْ الجهات الرسمية اللبنانية والفصائل الفلسطينية لإزالة كل رواسب الإشكالات الأمنية التي شهدها المخيم منتصف الشهر الماضي، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى وخلق حالة من الاحتقان العارم استدعت تدخلاً مباشراً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عمل على سحب فتائل الانفجار، وتهيأت الأجواء ميدانياً من خلال سلسلة إجراءات وقرارات جاءت تمهيداً لمعالجة ملف البارد وإجراء المصالحة التي سيرعاها ميقاتي. فعلى وقع الإفراج عن الموقوفين الفلسطينيين على خلفية الأحداث الأخيرة وإلغاء الجيش اللبناني قبل أيام نظام التصاريح المعمول به منذ سنوات، بدأت الجهات المعنية اللبنانية والفلسطينية البحث عن آليات تنفيذ بنود الاتفاق الذي عقد مع رئيس الحكومة خلال الاجتماع الموسّع الذي عقد في السرايا الحكومية ونتج عنه قرار سياسي يقضي البدء بالبحث عن الحلول لإنهاء ملف البارد بشقيه الأمني والاجتماعي. وتوالت أمس التحركات السلمية داخل خيمة الاعتصام في مخيم البارد ونظمت سلسلة لقاءات ونشاطات، في وقت تسعى فيه الفصائل واللجنة الشعبية في المخيم إلى التوصل لاتفاق مع شبــاب الحراك وفاعليات المخيــم لإزالــة الخيمة التي جرى نصبها منذ أقل من شهر، بهدف تبريد الأجواء كلياً وترك معالجة الأمور تسير بالشكل الذي بدأت به، خصوصاً بعد تنفيذ الحكومة اللبنانية للعديد من وعودها. وبحسب المعلومات، فإن اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي عقد قبل يومين، ناقش خلاله المجتمعون ما تحقق من خطوات إيجابية من الحكومة وما صدر من مواقف على لسان رئيس «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني» الدكتور خلدون الشريف، كان قد أكد فيها متابعة العمل لتحقيق كامل البنود المتفق عليها ومنها على وجه الخصوص ملف الحالة العسكرية. وأشارت المعلومات، إلى أن اجتماعاً عقد مع المشاركين في خيمة الاعتصام، وتمّ خلاله البحث في مقترح الفصائل بإزالة الخيمة، كما تم الاتفاق على متابعة التحركات للوصول إلى معالجة كل المسائل العالقة، مؤكدة بأن الأمور في هذا الاتجاه تسير بشكل إيجابي ومن المتوقع إلغاء الاعتصام خلال أيام وإقامة احتفال للمناسبة. وكان الجيش اللبناني انسحب أمس من إحدى الشقق السكنية التي كان يتخذها موقعاً له بالقرب من موقع «صامد»، والتي كانت أحد محاور المواجهات التي شهدها المخيم وسقط بالقرب منها قتيل وعدد من الجرحى. وسلم الجيش صاحب الشقة أبو حسين لوباني منزله، حيث باشر بتنظــيفه تمهيــداً لإعادة ترميمه. وترك انسحاب الجيش من هذه الشقة حالة من الارتياح في صفوف الأهالي الذين يطالبون الجيش من ضمن بنود الاتفاق بإخلاء الشقق السكنية والأراضي التي يقيم فيها مراكز له أو إيجاد بدائل عنها لأصحابها. وثمن مسؤول ملف البارد مروان عبد العال هذه الخطوة، معتبراً «أنها من ضمن الايجابيات التي نجمت عن اللقاء الأخير مع الرئيس ميقاتي»، وأكد أن «كل المنازل المشغولة من قبل الجيش سيتم إخلاؤها بناء على الاتفاق مع رئيس الحكومة». وكانت الفصائل الفلسطينية عقدت اجتماعاً مع الدكتور خلدون الشريف في دارته بطرابلس، حيث تمّ التطرق إلى ما تمّ تنفيذه من بنود، والتأكيد على ضـرورة التواصل واستكمال العمل من أجل إقفال هذا الملف. وكان تأكيد من الشريف على استكمال ما بدأه الرئيس ميقاتي، وعدم ترك هذا الملف حتى إغلاقه بشكل كامل بالتعاون مع مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى رأسها قيادة الجيش. ولفت الشريف إلى أن «خطة العمل التي انطلقت لن تتوقف، وهي بدأت تثمر على الأرض من خلال ما تحقق من خطوات نعتبرها جيدة ونسعى لأن نصل للغاية المنشـودة في توفير حياة كريمة لإخواننا الفلسـطينيين وفي الحفاظ على الأمن والاستقرار».
المصدر: السفير