جريمة مروّعة في مخيم البارد
الثلاثاء، 17 تموز، 2012
مخيم البارد | كان يوم أمس موعداً مقرراً للاحتفال بإلغاء نظام التصاريح المعمول به في مخيم نهر البارد منذ خمس سنوات، فإذا به يوم إضراب عام، استنكاراً لمقتل أحد أبناء المخيم محمد خضر الحصري، وللطريقة الهمجية التي قتل بها أيضاً، ولأسلوب التصرف بالجثة التي وجدت محبوسة في براد للبوظة بعيداً من مكان حدوث الجريمة، في بلدة قبة بشمرة العكارية، بحسب المعطيات المتوافرة لغاية يوم أمس.
هكذا لم يفرح فلسطينيّو البارد باليوم الذي ناضلوا لأجل مجيئه، وانتظروه منذ نكبتهم الثانية إثر تهجيرهم من مخيمهم. لا لافتات رفعت على مداخل المخيم، ولا شعارات في شوارعه، ولا في الأزقة. فقط صدمة وحزن. صدمة من مشهد جثة بائع البوظة، خضر الحصري، الذي غادر منزله صباح السبت وهو يقود فاناً كبيراً لتوزيع البوظة. عودته المسائية تأخرت. طال الانتظار، هرع الأقارب للبحث والتفتيش، انقضى الليل ولم يجدوه. طلع الصبح ومعه خبر وجوده ميتاً، مشوهاً، مرمياً في براد البوظة. ساد الوجوم أرجاء المخيم. الصبية والشباب يتناقلون صور الشهيد الجديد، أبو خضر الحصري. الصور المنقولة تظهر تشوهات كبيرة تعرضت لها جثة الحصري قبل أن يقتل، آثار السكاكين في بطنه وفي الصدر، عينه اليمنى فقئت، رأسه محطم من ناحية الخلف، وبين أظافره آثار عراك يبدو أنه امتد لوقت طويل.
وبعيداً عن الجريمة التي تركت أثرها على المخيم، يتمنى أبناء نهر البارد أن تكون مشاكل الازدحام على باب المخيم عابرة، وأن تكون قد تقاطعت مع صدفة تغيير اللواء الذي ينتمي إليه الجنود المنتشرون على مداخل المخيم، نتيجة الانتشار العسكري الجديد في عكار . وبالتالي فهم يعتقدون أن الأمور ستتحسن مع الأيام بعد اعتياد الجنود الجدد وجوه أبناء المخيم. ومن مستجدات المخيم إخلاء الجيش اللبناني مبنى صامد «الشهير» الذي شهد مقتل فؤاد لوباني ومن ثم رشق المبنى بالحجارة من قبل محتجين، وإحراق سيارة عسكرية بجانبه.
مبنى صامد ليس ثكنة عسكرية، بل هو في الواقع منزل أبو حسين محمد لوباني الذي استمر الجيش بإشغاله رغم تسليم المنازل المجاورة لأصحابها. تسلّم أبو حسين منزله منذ يومين. وقد كانت عودة أبو حسين إلى المنزل ثمرة الحراك الشعبي الذي خاضه شباب المخيم. وبرغم فرحته العارمة باستعادة المبنى، يصاب أبو حسين بشيء من الوجوم لدى سؤاله عن كلفة الترميم. لكن أبو حسين تلقّى وعداً من مسؤول ملف إعادة إعمار البارد بإجراء الكشف على المنزل وترميمه على حساب الهبة الإيطالية.
المصدر: روبير عبد الله - الأخبار