جليلة
دحلان ليست Persona
non Grata

الخميس، 06 آذار، 2014
فتحت
المخيمات الفلسطينية في لبنان أبوابها لجليلة دحلان، زوجة القيادي المفصول من حركة
فتح محمد دحلان. استُقبلت السيدة دحلان بحرارة في المخيمات التي زارتها. لم تكن
الحفاوة في الاستقبال محبّةً بها أو بزوجها، بل لما كانت تحمله في كل زيارة لها
إلى لبنان من مشاريع وأموال وزعتها على «مفاتيح» في تجمعات اللاجئين الفلسطينيين.
عرفت
دحلان كيف تدخل إلى المخيمات، وعرفت ما يحتاجه سكانها، فأطلقت مشاريع تنموية عدة
في مخيمات برج البراجنة وشاتيلا وعين الحلوة. وبدأت في توزيع مساعداتها المالية
على اللاجئين والنازحين الفلسطينيين من سوريا. كذلك أطلقت مشاريع لتوفير مياه
الشرب في المخيمات. لم تعترض الفصائل، بادئ الأمر، على حراك زوجة القيادي المفصول
من فتح، وكانت تردد دائماً «نحن مع من يُسهم في تحسين أوضاع اللاجئين في
المخيمات». لكن، مع مرور الأيام، ازداد دور جليلة، وأنشئت جمعيات وروابط أهلية،
عملت على تقديم المساعدات واستقطاب الشباب إليها. راقب مسؤولو الفصائل تحركها
بصمت، وخصوصاً حركة «فتح» التي عمّمت على قيادييها منع استقبالها أو لقائها. لكن
لم يلتزم كثيرون من أبناء الحركة قرارَ القيادة، أولهم القيادي العسكري محمود عيسى
«اللينو»، الذي كان بمثابة مرافق لدحلان بتحركاتها في المخيمات. اختارت دحلان عين
الحلوة، أكبر مخيمات الشتات لتنطلق منه. عرفت من أنصار زوجها حاجات اللاجئين فيه،
فقدمت المساعدات الاجتماعية والمالية. ويقول أحد مسؤولي الفصائل إن «كمية الأموال
التي صرفتها جليلة في المخيمات كبيرة جداً، وهي أكبر من ميزانية جمعية «فتا» التي
تترأسها». يضيف: «أموال جليلة هي من الدولة الإماراتية، التي يعمل زوجها مستشاراً
لحاكمها».
لكن
لماذا تذكرت جليلة في هذه الفترة الأوضاع المزرية للاجئين؟ يجيب: «ببساطة تريد
دولة الإمارات إضعاف حركة حماس، أي الإخوان المسلمين، في المخيمات». حضور جليلة
المتكرر إلى لبنان أثار ريبة الأجهزة الأمنية، وخصوصاً من جهة الخلافات الداخلية
التي نشأت في حركة فتح بسبب استقبال بعض قياداتها لدحلان.
تحرك
جليلة، وصرفها للأموال بطريقة جنونية في المخيمات، وإنشاؤها جمعيات شبابية وأندية
ثقافية، أجبرت حركة «فتح» على مواجهتها؛ إذ كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن قرب
إعلان فصيل جديد يحمل اسم «أبناء العاصفة»، يضم فتحاويين سابقين، وقيادات مفصولة
من فتح. بالطبع للاسم رمزية خاصة عند الفتحاويين، فهو كان الاسم الأول للحركة عند
انطلاقتها. وتقول مصادر فتحاوية إن «كل الخطوات التي قامت بها جليلة على الصعيد
الإنمائي والاجتماعي والشبابي تشير إلى أنها أصبحت تسيطر على شريحة كبيرة من
المجتمع الفلسطيني».
لذلك،
وبسبب هذه الحساسيات وانعكاسها على الوضع الأمني اللبناني، طلب مسؤول أمني لبناني
بارز من الفصائل الفلسطينية كافة وأعضاء «فتح» خاصة عدم استقبال دحلان مجدداً،
وإعلامها أنها غير مرغوب فيها في لبنان. ويقول مسؤول فلسطيني إنه «بعد فترة تلقى
رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً من مسؤول إماراتي كبير، أبلغه فيه أنه إذا
منعت جليلة دحلان من زيارة لبنان فسيكون اللبنانيون في الإمارات في دائرة خطر
الترحيل». أضاف: «تلقى المسؤول الأمني اتصالاً من سليمان، وطلب منه رفع الحظر عن
جليلة، وهذا ما جرى».
التحركات
«المثيرة للجدل» لزوجة القيادي الشهير بعلاقته «المتينة» بالاستخبارات الإسرائيلية
ستعود إلى سابق عهدها، ومعها زوبعة الخلافات التي تثيرها.
المصدر:
الأخبار