القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جمال خطاب: أستبعد أن يحاول أي فريق إسلامي في عين الحلوة اغتيال نبيه بري

جمال خطاب: أستبعد أن يحاول أي فريق إسلامي في عين الحلوة اغتيال نبيه بري
 

الثلاثاء، 14 آب، 2012

أدّى مسؤول «الحركة الاسلامية المجاهدة» في مخيم عين الحلوة، الشيخ جمال خطاب، دوراً بارزاً في فك اعتصام الشيخ أحمد الأسير وهو متابع أيضاً لكل المعلومات بشأن مخطط لاغتيال الرئيس نبيه بري، إضافة إلى العلاقة مع حزب الله، في مكتبه الكائن على بعد أمتار من منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة، يجلس خطاب.. في غرفة خالية من جهاز للتكييف. برأيه «ليس لائقاً أن أضع في مكتبي مكيّفاً، فيما الناس لا يستطيعون النوم من الحر، وانقطاع الكهرباء».

يعرف خطاب أن الإعلام مشغول هذه الأيام بخبر عودة كوادر من التنظيمات الأصولية إلى المخيم، بعد مغادرتهم له قبل حوالى أربعة أشهر للقتال في سوريا. ويقول «للتصحيح، الذين خرجوا ليسوا أربعة (أسامة الشهابي، محمد العارفي، زياد أبو نعاج وشخص رابع ملقب بخردق) بل ستة، قبل شهرين عاد اثنان منهم إلى المخيم، وأخيراً عاد الأربعة الآخرون، رجع الاثنان الأوّلان، وقالا لي: لا نفع لشيء هناك، جلسنا في قاعدة للمعارضة، وكل ما كنا نفعله هو انتظار متى سيقصف مكاننا الجيش النظامي ولذلك عدنا».

وبشأن ما يمثلون يقول «اليوم، أصبح «القاعدة» ثوباً فضفاضاً. الشباب الستة خرجوا بقرار ذاتي في ما بينهم. ووجودهم في عين الحلوة محدود، فهم لا يمثّلون حالة أو ظاهرة. ثم لا شيء هنا اسمه «جند الشام». في الأصل، عناصر هذه الحركة تركوا تنظيماتهم الاسلامية، وقد جمعهم أبو يوسف شرقية، وأطلق عليهم هذا الاسم. وأصدر بياناً أعلن فيه أنه ضد الكل. استغل الإسرائيليون بيانه هذا، واغتالوا (المسؤول في حزب الله) غالب عوالي، عام 2003. وقد أدرك الحزب أن هذا الاغتيال من عمل الموساد. أقنعنا حينها أبو يوسف شرقية بأن يحل التنظيم، وهذا ما حصل».

لكن هذه المجموعات متهمة بالإعداد لاغتيال رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هل اطّلعت على الأسماء التي قدمت إلى لبنان وهي مرتبطة بـ«القاعدة» وتخطط لتنفيذ اغتيالات؟

هنا، يعدل خطاب من لهجته ويقول: «صحيح، لكن سأكشف لك سراً: توفيق طه، هو الاسم الوحيد الحقيقي في اللائحة، الموجود في مخيم عين الحلوة. وقد فاتحت طه بالموضوع فنفاه بالمطلق. في الأساس، طه لا يدخل حتى في الصراعات الموجودة داخل المخيم. نعرف أن لبنان مفتوح أمنياً، وقد يكون هناك مخطط صهيوني للاغتيالات، ويلبّس للفلسطيني تحت اسم إسلامي. لكن استبعد أن يحاول طرف إسلامي في المخيم اغتيال بري».

وماذا عن فتوى الزعيم الحالي لتنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري بتحويل لبنان أرض جهاد بدل أرض نصرة؟ يقول خطاب «استبعد ذلك. لأن تاريخ الدكتور الظواهري يبيّن أنه لم يتجه إلى أي عمل في لبنان. أنا لا أعتقد أنهم سيفعلون شيئاً في لبنان الآن».

وبالانتقال إلى الأجواء خارج المخيم، وطبيعة الوساطة التي شارك فيها خطاب وآخرون مع الشيخ أحمد الأسير لفك اعتصامه في صيدا، يقول القيادي الاسلامي الفلسطيني «معرفتنا بالأسير جديدة. لقد حاولنا منذ البداية التدخل لإنهاء اعتصامه، فنصحتنا فعاليات صيداوية بالابتعاد، حتى لا يثير تدخلنا حساسية صيداوية أو غيرها. لكن عندما شعرنا بأن الأمر متجه نحو التأزم، قررنا المبادرة، وأرسلت ممثلين عني شخصياً وعن «عصبة الأنصار»، فلم نفلح. وقال لنا الأسير: الجميع يطلبون مني رفع الاعتصام، لكن لم يسألني أحد عن مطالبي. لا أحد يعرف أن هناك اعتداءات متكررة على المسجد. ثم تكلم على تسليم سلاح المقاومة للجيش، فأجبناه: نحن جزء من هذه المشكلة المعقدة الناتجة من وجود احتلال، فيما الدولة ليس لديها قدرات الحرب. نحن نقول السلاح الفلسطيني وغيره، إذا جرى ضبطه فهذا أفضل للجميع، لكنه سلاح يردع العدو عن القيام بأي اعتداء».

ويتابع «في آخر يوم خميس قبل فك الاعتصام، بدأ الوضع يتفاقم في صيدا، وقررنا التدخل مباشرة لإنهاء هذا الأمر. وذهبت والشيخ أبو شريف عقل المسؤول في عصبة الأنصار واجتمعنا بالأسير واتفقنا معه على شروط الممكن تحقيقها، وبقية القصة معروفة».

وماذا حصد الأسير؟ يرد خطاب «لقد أخذ من الصحن الشعبي لجميع القوى في صيدا، وخصوصاً تيار «المستقبل»، والنائبة بهية الحريري لم تكن مع اعتصامه. وبعد اجتماعنا به لإقناعه بفك الاعتصام، اتصلت بنا لوضعها في أجواء الاجتماع. وسألناه رأيه، فأجاب بأنه يفضّل عدم إشراك أي طرف ممن وقف ضدي في حل مشكلة الاعتصام».

ولكن من يموّله؟ بحسب خطاب فإن «هناك نحو 150 رجل أعمال من عائلات صيدا الكبيرة، وهم أثرياء، ومنهم من عائلات العلايلي والشريف وحتى الحريري، وهؤلاء يقدمون له الأموال».

ويبدو أن خطاب مثل كثيرين يميزون بين الجماعات السلفية في لبنان، ويدخل من باب ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا ليشير إلى الشيخ سالم الرافعي «الذي شجعته على القيام بمبادرات لإطلاق سراح المخطوفين. وبالفعل عندما ذهب إلى تركيا تحدث مع الخاطفين لإقناعهم بتحرير المخطوفين، لكنه لم ينجح، وهو رجل مهم وأهم من الداعية محمد سرور. وهو يقوم بدور الوسيط لمنع تفاقم الأمور في طرابلس. صحيح أنه صار لديه من فترة ذراع عسكرية، وذلك بعدما تعسكرت طرابلس، لكنه محور وساطة يقوم بها الآن وزير الداخلية بين باب التبانة والعلويين في جبل محسن».

أما بخصوص «العلاقة الجيدة مع حزب الله لا تمنعنا من مطالبته بتعديل موقفه من الموضوع السوري. علماً بأننا متفقون مع الحزب على مواجهة الفتنة المذهبية، ولكن علينا أن نعمل أيضاً لإقفال الأبواب التي تنفذ منها».

المصدر: ناصر شرارة - الأخبار