زار المرجعيات الروحية الدرزية وهنّأ عباس
جنبلاط: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة غير مسبوقة
الثلاثاء، 04 كانون الأول، 2012
وصف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الإعتراف بدولة فلسطين من قبل الأمم المتحدة بـ "الخطوة التاريخية غير المسبوقة"، معتبرا أن هذا القرار "يحقق أمنية" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، و"يتقاطع مع رغبة مؤيدي السلام في إسرائيل".
وقال في موقفه الأسبوعي إلى جريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الإشتراكي" يُنشر اليوم: "بعد 64 عاماً من صدور قرار التقسيم الشهير الذي رُفض من العرب وإسرائيل على حدٍ سواء، وبعد حروب وصراعات دامية وإغتيالات وقتل وتهجير وتدمير، وبعد سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من الشعبين اليهودي والفلسطيني، أخيراً خطا المجتمع الدولي خطوة تاريخية غير مسبوقة إلى الأمام الاعتراف بدولة فلسطين التي تغاضى عن وجودها وحقوقها طوال العقود الستة الماضية".
أضاف: "لقد أسقط هذا التصويت النظريات الصهيونية التي لطالما تنكرّت حتى لوجود الشعب الفلسطيني تحت شعار أنها أتت إلى أرض بلا شعب، وأثبت أن هناك شعباً فلسطينياً ويتمتع بحقوق وطنية سُلخت منه منذ سنوات طويلة"، معتبرا أن "هذا الاقرار الذي قدمه المجتمع الدولي، بإستثناء الفيتو الأميركي المعهود والحاضر دائماً للدفاع عن إسرائيل ومصالحها بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وبإستثناء الامتناع عن التصويت من بعض الدول الكبرى الأخرى، وهو تصرف غير مفهوم؛ كل ذلك أنتج منعطفاً جديداً في الصراع العربي ـ الاسرائيلي".
وأكد أن "هذا القرار التاريخي الذي جسّد حلم وأمنية الرمز الوطني الفلسطيني ياسر عرفات وعكس خطابه التاريخي في الأمم المتحدة سنة 1974، الذي قال فيه إنه يحمل بيدٍ غصن الزيتون وبيده الأخرى البندقية، جاء ليؤكد أن كل المغامرات والحروب العسكرية الاسرائيلية التي هدفت إلى تطويع الشعب الفلسطيني أثبتت عقمها وأنه لا مفر من حل الدولتين، فكأن القرار الأممي الأخير جاء ليعيد الاعتبار لقرار التقسيم بعد مضي كل هذه السنوات"، مشيرا إلى أنه "إذا كان هذا القرار يحقق أمنية عرفات، فإنه يتقاطع أيضاً مع رغبة مؤيدي السلام في إسرائيل وفي المقدم المفكر الكبير يوري أفنيري، الذي لطالما ناضل في سبيل السلام والتعايش وكتب في هذا الاتجاه، وآخر ما كتبه شكل إحتفاء يوازي الاحتفال الفلسطيني بما تحقق من مكسب سياسي وقانوني وتاريخي كبير".
ورأى أن "هذا القرار من شأنه أيضاً أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ويتيح للفلسطينيين متابعة النضال لقيام دولتهم المستقلة بعيداً عن الشعارات الطنانة الفارغة، التي قالت بها أنظمة الممانعة وتحدثت عن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، فيما لم تحرك ساكناً على جبهاتها المحتلة منذ عقود بينما شجعت الحروب المستمرة التي لا تنتهي في الساحات الأخرى وتغاضت عن حقوق شعوبها المشروعة"، مشددا على أنه "آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يخرج من سندان آلة الارهاب الصهيونية ومطرقة بعض التنظيمات الارهابية التي إلتحقت بأنظمة الممانعة وإستُخدمت من قبلها لأهداف هي أبعد ما تكون عن تحرير فلسطين وإغتالت شخصيات ورموزاً وطنية من أمثال صلاح خلف (أبو إياد) وهايل عبد الحميد (أبو الهول) وعصام السرطاوي وسواهم من المناضلين الفلسطينيين، فضلاً عن العشرات من العمليات الارهابية في عدد من العواصم والمطارات حول العالم".
وأشار جنبلاط إلى أن "الصراع العربي ـ الاسرائيلي أمام منعطف تاريخي، والنضال الوطني الفلسطيني سيستمر لنيل الحقوق السياسية والانسانية والاجتماعية، ولعل هذا القرار يؤسس لتكريس وتعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية والخروج من حالة الانقسام السابق بهدف رسم رؤية موحدة لكيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة وإستثمار هذا النصر الديبلوماسي الهام على مختلف المستويات".
من جهة ثانية، أبرق بالمناسبة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئاً.
زيارة مرجعيات روحية
الى ذلك، زار جنبلاط عدداً من المرجعيات الروحية لطائفة الموحدين الدروز في منطقتي عاليه والمتن، واقيمت له استقبالات شعبية حاشدة من قبل الفاعليات الروحية والزمنية والوجهاء والهيئات المختلفة الى جانب مجالس بلدية واختيارية والاهالي في القرى، مقدماً الى المرجعيات ميدالية "كمال جنبلاط، 1917- 1977. ورافق جنبلاط في هذه الجولة الشيخ عامر زين الدين، واستهلها من منزل الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ في بلدة معصريتي، بحضور نائب رئيس حزب "التوحيد العربي" سليمان الصايغ، ثم زار الشيخ ابو حمزة اسعد شهيب في منزله في عاليه بحضور النائب اكرم شهيب، فغداء في منزل النائب شهيب، واستكملها بعد الظهر بزيارة بلدة بعلشميه حيث التقى الشيخ ابو صالح محمد العنداري، بحضور النائب السابق ايمن شقير، واختتمها بلقاء الشيخ ابو يوسف امين الصايغ في دارته في شارون.
واستعرض جنبلاط مع المشايخ ومستقبليه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، متطرقا الى شؤون الطائفة، الى جانب الاوضاع الداخلية والجهود التي تُبذل على اكثر من صعيد من اجل حفظ الاستقرار وحماية السلم الاهلي، ودرء الفتنة. وشدد على "العودة الى التهدئة السياسية والاعلامية للحد من التوتر في الشارع، والتركيز على الحوار بين جميع الافرقاء كسبيل وحيد لمعالجة المشكلات القائمة، وتجاوز المرحلة الراهنة بالحد الادنى من التضامن".
وأبدت المرجعيات الروحية التي التقاها تقديرها لـ "المواقف الحكيمة والعقلانية للنائب جنبلاط، وتنويهها بوقوفه في الخط السياسي الوسطي، واطلاقه المبادرة السياسية الاخيرة، من اجل صون الوطن وحماية استقراره وامنه الاجتماعي".
المصدر: المستقبل