القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جهاد موعد يصنع ربيعه الفلسطيني في "عين الحلوة"

جهاد موعد يصنع ربيعه الفلسطيني في "عين الحلوة"
 

الأربعاء، 11 كانون الثاني، 2012

بدا المشهد ملفتا في احد شوارع مخيم عين الحلوة الذي يسَلّط الضوء عليه بين الحين والآخر من باب الأحداث الأمنية التي باتت تشكل هاجسا يقض مضاجع أهله.

جهاد موعد فلسطيني في العقد الثالث من عمره، رب عائلة ويعمل نجارا، قرر أن يصنع ربيعه الفلسطيني على طريقته، فجال بلافتة تحمل عبارات هي أشبه بشعارات ثورة على وشك الولادة من رحم المعاناة التي يعيشها ابناء المخيم. معاناة تبدأ مع لقمة العيش وتستمر مع الصحة والتربية والخدمات ولا تنتهي مع الأمن. تنوعت الشعارات التي رفعها جهاد موعد بتنوع وجوه معاناة أبناء المخيم، ولكن تصدرها الهاجس الأمني بشكل لافت، وقد أدرجها موعد على شكل حوار بين رجل وابنه أو بينه وبين فقير وجاء في بعضها: أمن عين الحلوة أولاً.. لازم تصحى يا فقير.. لازم ترفع صوتك.. إصحى من الغيبوبة.

ثورة جهاد موعد الصغيرة جاءت لتعبر عن ثورة أكبر بدأت ملامحها تترجم من خلال تحرك للجان القواطع والأحياء وفاعليات المخيم تحت شعار "كسر جدار الصمت ورفضا للفلتان الأمني"، عسى أن تحمل كرة الثلج المتدحرجة بمثل هذه التحركات ربيع الأمن والاستقرار الى أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ويقول موعد: "انا الآن أحمل لافتة أمشي بها لوحدي لتفعيل دور شعبنا لنهيئه في أي وقت ان يخرج ويقول لا للظلم، لا للفقر، لا للإضطهاد، لا للقتل داخل هذا المخيم.. فشعبنا كله عطاء، لكن ربما بحاجة لإنطلاقة، بحاجة لشخص يفعل الدور داخل الأحياء وداخل المجتمع لنقول لهذا المسؤول ولهذه القيادة التي تحكي باسم شعبنا داخل هذا المخيم أننا احياء ولسنا اموات. نحن بحاجة لدم جديد في القيادة، نحن بحاجة لناس تمثلنا من صميم شعبنا. خلقنا ووجدناهم ولا نعرف الى متى يبقوا.. اذا كانوا يريدون مصلحتنا ويخدموننا نضعهم فوق رأسنا، اما اذا كانوا ينفذون أجندات هنا وهناك ويعملون ضد الطفل الفلسطيني ويضيعون قضيتي وقضية حق العودة وقضية تمكيني كيف أفكر ان أعود الى فلسطين وكيف أفكر ان أعلم إبني فهذا لا يناسبني".

ويضيف: "انا يناسبني شخص يحكي باسم قضيتي ويعبر عن الداخل الفلسطيني الحقيقي. لا اريد أن يحكيني ويفرض عليي إملاءات ويضعني تحت أجندات هنا وهناك.

نحن بالنهاية في هذا المخيم، في عين الحلوة وحي صفوري والطوارئ وحطين.. كلنا شعب واحد كلنا اخوة.. الهدف تجزيء المخيم والهدف ان يصبح الصفوري يقول انا ضد أهل الصفصاف.. نحن مع الوحدة وهي التي تجمعنا، وأطلب من كل فاعلي الخير ومن كل المثقفين.. نحن في عين الحلوة 80 الفا فيه حوالى 100 عيادة دكتور، وهناك نخبة من المتعلمين، أطلب منهم ان يتحركوا ويقوموا بدورهم لأن هذا ظلم على شعبنا.. اذا بقيوا ساكتين نصل للهلاك. نحن نرفض أي طلقة تطلق داخل هذا المخيم، ونحن داخل هذا المخيم تحت الشرعية اللبنانية ومع تسليم أي شخص يطلق النار للدولة اللبنانية".

ويلفت موعد الى أن ثورته المتواضعة ليست سوى اول الغيث مما سيشهده المخيم من تحركات رافضة للواقع الأمني والاجتماعي المزري الذي وصل اليه.. ويقول : "سنفعل دورنا جيدا داخل الأحياء، وربما اليوم تراني انا وغدا سترى غيري يتحرك داخل المخيم حتى نصل الى نتيجة واحدة ان نكون تكتلا واحدا وشعبا واحدا داخل المخيم اسمه شعب فلسطين، يريد العودة الى فلسطين ولا يريد ان يبقى مشتتا داخل المخيم".

والمفارقة أن بعض من يقود هذه التحركات أو يحفظها ناشطون في تنظيمات وفصائل فلسطينية ممثلة في الأطر التي تتوجه اليها التحركات! وبعضهم أعضاء مباشرون في هذه الأطر!.

المصدر: رأفت نعيم – المستقبل