القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حاخامات «ناطوري كارتا» لـ«السفير»: سرائيل لا تملك الحق في أرض

حاخامات «ناطوري كارتا» لـ«السفير»: سرائيل لا تملك الحق في أرض
 

الجمعة، 30 آذار، 2012

يطل علينا «يوم الأرض» في ذكراه السادسة والثلاثين، كما عهدناه، يوماً مفصليا في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، فهو اليوم الذي انتفض فيه الفلسطينيون دفاعاً عن أرضهم وهويتهم ضد مخططات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أراضيهم وتهويدها.

وفي سياق التحضيرات لإحياء ذكرى هذا اليوم، عبر «مسيرة القدس العالمية» التي ستتجه اليوم إلى قلعة الشقيف، بالتزامن مع مسيرات مماثلة في كل من سوريا والأردن وفلسطين، حضر ناشطون عرب وأجانب من 64 دولة إلى لبنان للمشاركة في المسيرة، ومن بينهم حاخامات من حركة «ناطوري كارتا» المناهضة للصهيونية.

وفي حديث خاص لـ«السفير» في فندق «غولدن بلازا» على طريق المطار، شدد الحاخامات الستة، الذين حضروا بدعوة من «اللجنة الوطنية لمسيرة القدس العالمية»، على أهمية الفصل بين «إسرائيل» و«اليهودية»، موضحين أن لا علاقة بينهما، على اعتبار أن إسرائيل هي «صهيونية وليست يهودية، وتخالف كل مبادئ التوراة التي تتناقض مع أعمال العنف والسيطرة والاغتصاب التي تمارسها بحق الشعبين الفلسطيني واليهودي». وهي إذ «تمارس هذه الأفعال الإجرامية باسم الدين اليهودي، فإن هذا الدين يتبرأ منها، نافياً حقها في الوجود أساساً»، على اعتبار أن «إسرائيل لا تملك الحق في أن يكون لها أرضا أو أن تسمى دولة، وذلك وفق تعاليم الله التي تقول إن الشعب اليهودي يجب أن يعيش في المنافي كمواطنين صالحين في ظل حكم الدولة التي يعيشون فيها، وتحت سيطرة الحكومة الفلسطينية فحسب في حال كانوا يعيشون في فلسطين».

ويعتبر الحاخامات أن مشاركتهم في «مسيرة القدس» «رسالة إلى العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني، بأنهم يشعرون بمعاناتهم ويدعون لحريتهم الكاملة وتحرير أراضيهم وإطلاق سراح أسراهم.

«إسرائيل مصيرها الزوال، ونحن ننتظر هذه النهاية التي باتت قريبة جداً»، هكذا يصف الحاخامات مصير إسرائيل، التي «تخالف تعاليم الله بممارساتها الوحشية، لذا فهي زائلة لا محالة». ومع صحوة العالم العربي الآن وانخفاض الدعم العالمي لإسرائيل وتعاليم الصهيونية التي بدأت تفقد صدقيتها، يرى الحاخامات أن «إسرائيل تتخبط في الفوضى في سبيل إثبات قوتها لأنها تعرف أن نهايتها باتت قريبة».

ينفي الحاخامات احتمال أن تكون فلسطين أرضاً مشتركة للشعبين الفلسطيني واليهودي، ويصفونه بـ«المستحيل»، رادّين هذه الاستحالة إلى واقع أن الأرض من حق الفلسطينيين وحدهم ولا حق لليهود في أي شبر منها لكي يشاركوها مع الشعب الفلسطيني.

ووجه الحاخامات رسالة إلى الأسرى العرب والفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والأسيرة المضربة عن الطعام هناء شلبي، فعبروا فيها عن تضامنهم معهم وشعورهم بمأساتهم، موضحين أن كل ما يتعرضون له لا يعبر عن «الصوت اليهودي» في العالم، وإنما هو تعبير عن «حركة سياسية بحتة ضد التعاليم اليهودية التقليدية، وذلك منذ ظهور الصهيونية». أضافوا إن هذه الممارسات الصهيونية لا تمثل اليهود وديانتهم ولا تتكلم باسمهم.

وقال الحاخامات: «نحن نحس بمعاناتكم ونبكي من أجل ألمكم ونفعل كل ما في وسعنا لإدانة الإجرام وإظهاره على حقيقته أمام العالم أجمع». وإذ يتذكرون «التاريخ المنسي للتعايش العربي ـ اليهودي» في البلدان العربية بما فيها فلسطين، يشيرون إلى الاحترام المتبادل الذي ساد العلاقات في ذلك الوقت. ويدعون إلى التصدي «للبروباغندا الصهيونية الخطرة والرهيبة التي تقول إن الشعبين العربي واليهودي يتبادلان الكراهية»... وإلى عدم السماح لهذه الفكرة بالانتشار، إذ «لا يوجد أي سبب لإيجاد هذا الكره على اختلاف الديانات». ويشددون على أن السبب الوحيد الذي عمل على هدم السلام والطمأنينة آنذاك هو ظهور الفلسفة الصهيونية التي أوجدت أزمة ما زالت مستمرة حتى الآن»، وراجين أن يعم السلام والوئام في أقرب وقت ممكن، بعد زوال إسرائيل التي نعتوها بـ«العقبة في طريق السلام»، الذي سيعود ليعم من جديد على الشعوب كافة في المستقبل كما ساد العلاقات في الماضي.

المصدر: كارمن جابر – السفير