حراك فلسطيني ـ لبناني في صيدا لتحييد المخيمات وعدم الانجرار الى اي فتنة
الأربعاء، 19 كانونالأول، 2012
كشفت حركة الاتصالات واللقاءات الفلسطينية واللبنانية في مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة عن دقة الاوضاع السياسية والامنية على ضوء استفحال الخلافات اللبنانية وتطورات الاحداث الامنية في سوريا وسط تأكيد واجماع على تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم الانجرار الى اي فتنة او اقتتال.
واكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، حركة الاتصالات واللقاءات ركزت على عناوين كثيرة ابرزها خطورة زج المخيمات الفلسطينية في سوريا بالاحداث الامنية وقصف الطائرات الحربية السورية لمخيم اليرموك وكيفية استيعاب النازحين الى المخيمات في ظل ازدياد اعداهم واحتياجاتهم الحياتية، فضلا عن ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية في اعقاب الانتصار العسكري والسياسي في غزة والدبلوماسي في الامم المتحدة، واستمرار تكريس سياسة النأي بالنفس عن الخلافات اللبنانية الداخلية واعتماد الحياد الايجابي.
وابلغت مصادر فلسطينية، ان ثمة انزعاجا سياسيا وشعبيا كبيرا من استهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا وتحديدا مخيم اليرموك الذي يعتبر عاصمة اللجوء في سوريا، ولكنها اشارت انه في الوقت الحالي لن يتم تنظيم اي من التحركات الاحتجاجية حفاظا على الوحدة الفلسطينية، غير مستبعدة في ذات الوقت فعل ذلك اذا تفاقم الوضع اكثر.
هذا واكد ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة الحرص على عدم زج المخيمات بالخلافات اللبنانية وما يجري في المنطقة، قائلا "نحن ضد الفتنة المذهبية ونعمل على وأدها وعلى منعها ونحن حريصون كل الحرص على امن واستقرار لبنان والمخيمات الفلسطينية".
وقال بركة خلال جولة له في مدينة صيدا حيث التقى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، النائب بهية الحريري وامين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود.. اننا حريصون على موقفنا المتوازن من كافة القوى اللبنانية وضرورة عدم انخراط الحالة الفلسطينية في الاستقطاب اللبناني، داعياً الى مزيدٍ من الوحدة الفلسطينية، معتبراً أن خيار المقاومة لا يمكن أن يسقط وان الانجازات التي تحققت بفعل المقاومة ستستمر.
تحييد المخيمات
بالمقابل، شدد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي على ضرورة "تحييد المخيمات الفلسطينية عن التجاذبات الداخلية اللبنانية، وبإبقاء بوصلة الصراع موجهة دائماً نحو قضية فلسطين، لأن العدو الصهيوني هو عدو شعبنا الوحيد"، لافتاً الى أن القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في حفظ الأمن والاستقرار الداخلي في المخيم ومحيطه من خلال ما تتمتع من علاقات وحضور فاعل.
الرفاعي وخلال لقائه القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة ممثلة بأمين سرها أمير الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، والقيادي في الحركة أبو محمد بلاطة، والشيخ أبو عبيدة مصطفى، والشيخ أبو طارق السعدي، والشيخ أبو شريف عقل، عن عصبة الأنصار الإسلامية، وذلك في منزل مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي شكيب العينا.. قال "من واجب القوى الإسلامية أن تكون عامل استقرار وأن تركز جل اهتمامها على تعزيز الأمن في المخيم، وعدم السماح لأحد بجر المخيمات وشعبنا الفلسطيني الى صراعات جانبية أو الى اصطفافات مذهبية أو طائفية، لا تخدم قضيتنا الفلسطينية، بل تأتي على حساب شعبنا وقضيته".
اعتصام النازحين
ميدانيا، اعتصم مئات اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا امام مكتب الاونروا في مدينة صور احتجاجاً على تقصير الاونروا تجاه تأمين الاحتياجات الاساسية، رافعين يافطات تطالب الاونروا بتحمِّل مسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينين في أماكن نطاق عملها.
والقت سماح الحسين كلمة النازحين فقالت "نحن في موقف لا نحسد عليه وما كنا ننتظره ابدا، اننا نعيش اوضاعا إنسانية قاسية جداً بحيث اصبحنا نشكل عبء، لضيق مساحة المساكن التي نتقاسمها مع العائلات التي تستضيفنا ومما يزيد الالم ألما هو التقصير والاهمال وعدم المبالاة من قبل الانروا كهيئة مسؤولة عن رعايتنا وتأمين الاحتياجات الضرورية، كحد الأدنى من مقومات الحياة".
وسلم المعتصمون مذكرة صادرة عن اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان لمدير منطقة صور المهندس فوزي كساب اعتبرت أن "اكتفاء وكالة غوث الانروا على تشكيل لجان لحصر أعداد العائلات وتسجيلها فقط واتباع سياسة إدارة الظهر والتهرب من مسؤولياتها التي هي بالأساس الأونروا، انشأت من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، وهي بالتالي مطالبة اليوم ان لا تقف موقف المتفرج والمصفق للهيئات والجمعيات الدولية التي تقدم بعض الاعانات لأهلنا اللاجئين في مخيمات لبنان والتي لا تفي بالغرض المطلوب.
المصدر: البلد – محمد دهشة