«حزب الله» يتفهّم موقف
«حماس» من الأزمة السوريّة وينظم العلاقة معها

الجمعة، 21 حزيران، 2013
تنشط الفصائل الفلسطينية في لبنان،
سواء المنضوية تحت «منظمة التحرير الفلسطينية» أو «تحالف القوى الفلسطينية»، في
تحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراعات الداخلية اللبنانية، أو نقل الازمة السورية
اليها، مع الانقسام الفلسطيني حولها، بين مؤيد للنظام السوري وآخر مؤيد للمعارضين
له، وانتقال عشرات آلاف الفلسطينيين من سوريا الى مخيمات لبنان، والمعلومات التي
تحدثت عن مشاركة حركة «حماس» في أحداث سوريا، سواء في مخيم اليرموك او القصيّر،
حيث نفت قيادة الحركة ذلك، واكدت انها خارج العمل العسكري كلياً، وان كان موقفها
السياسي داعم لحراك الشعب السوري.
ولقد انعكس خروج «حماس» من سوريا
قيادة وكوادر، وانتقال اقامة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الى الدوحة، على
«تحالف القوى الفلسطينية» التي كانت حماس جزءاً اساسياً منه، وهو انشىء ككيان
سياسي للفصائل والمنظمات الرافضة لنهج التسويات السلمية المفروضة، وبعده توقيع
منظمة التحرير على اتفاق اوسلو.
والتباين في المواقف من الازمة
السورية بين «حماس» وفصائل «تحالف القوى الفلسطينية» عطل اجتماعاتها في بيروت، وهو
ما اثّر ايضاً على علاقة «حزب الله» بـ«حماس»، كما بين الاخيرة والاحزاب اللبنانية
المؤيدة للنظام السوري، الا ان ذلك لم يؤد الى الصدام او فك التحالف نهائياً، وقد
سعت كل الاطراف الى تنظيم الخلاف بينها، بما يبعد الساحة اللبنانية عن حصول
اشكالات امنية أو معارك عسكرية، حيث نجحت الاتصالات واللقاءات في احتواء التوترات
السياسية والأمنية، حيث كان قرار «حزب الله» تفهم ما حصل مع «حماس» بالنسبة للازمة
السورية، وهو سعى الى ضبط الانفعالات تجاه «حماس» لا سيما بعد ورود اخبار عن انها
شاركت في معارك القصيّر، لا بل كانت لها مساهمات في التدريب والتسليح والاعمال
اللوجستية في حفر الانفاق، وهي المعلومات التي نفتها حركة «حماس» التي سارعت الى
تظهير موقفها من الازمة السورية، على انه سياسي وليس عسكري.
وتدخلت الجمهورية الاسلامية الايرانية،
لعدم تكبير أي خلاف مع «حماس»، وسعت الى تطويق كل ما يمكن أن يؤدي الى حصول توتر
في العلاقة مع «حزب الله» الذي امتص بدوره كل ما تم تناقله من اخبار سواء كانت
صحيحة او غير صحيحة، حيث تؤكد مصادر قيادية في الحزب، ان جهداً بذل مع «حماس» لعدم
ابراز اي تباين، فلم يظهر في مواقف «حزب الله» السياسية او في اعلامه، ما يدل على
وجود خلاف، كما لم يطلب من «حماس» اقفال مكتبها في الضاحية الجنوبية والخروج منه،
كما فعل مشعل مع سوريا، وهو خرج من تلقاء نفسه منه.
فالمصلحة مشتركة بين «حماس» و«حزب
لله»، بألا يحدث اي توتر يؤثر على المخيمات الفلسطينية ومحيطها الذي هو على خط
تماس مع بيئة حاضنة للمقاومة في الضاحية الجنوبية حيث مخيمات برج البراجنة وصبرا
وشاتيلا، او في حارة صيدا التي تجاور مخيم عين الحلوة، او في صور حيث مخيمات
الرشيدية والبص وابو الاسود الخ..
واثمرت المساعي بين الطرفين الى عقد
لقاءات مشتركة، كان آخرها بين النائب السابق حسن حب الله، المسؤول عن الملف
الفلسطيني في الحزب، وعلي بركة مسؤول «حماس» في لبنان، حيث تم الاتفاق على دحض كل
ما يشاع عن توترات واقفال مكاتب «لحماس».
وكان لافتاً، ان وفداً فلسطينياً
مشتركاً من منظمة التحرير وتحالف القوى، شارك في ذكرى رحيل الامام الخميني في
طهران بدعوة من الجمهورية الاسلامية وكان في عداد الوفد مسؤول في «حماس»، برئاسة
أمين «سر فتح» في لبنان فتحي ابو عردات، وهو ما يؤكد على المساعي التي تبذلها
ايران، للبقاء على الوحدة بين الفلسطينيين، وعلى أن يبقى الحوار قائماً بين كل
الفصائل والتحالف، وابقاء المخيمات مستقرة، كما استمرار العلاقة مع «حزب الله»،
لان كل من «حماس» والحزب تجمعهما صفة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وان حصل
خلاف حول قراءة ما يحصل في سوريا.
ويبدو ان الاوضاع ما زالت تحت
السيطرة، اذ تسعى «حماس» مع الفصائل والتيارات الاسلامية في المخيمات، الى عدم
الانجرار الى أي صراع مذهبي، وضبط كل العناصر في المخيمات التي تنتمي الى قوى
اسلامية متطرفة.
المصدر: الديار