القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حسام شاكر: التفاعل الفلسطيني مع شهداء الأنفاق أكد دفء الحاضنة الشعبية

تحليل: رسائل مهمة بعث بها المجتمع الفلسطيني في تشييع شهداء الأنفاق
** حسام شاكر: التفاعل الفلسطيني مع شهداء الأنفاق أكد دفء الحاضنة الشعبية
** الحدث برهن على اندماج المقاومة في النسيج المجتمعي الفلسطيني


 

السبت، 30 كانون الثاني، 2016

بروكسيل - أكد الخبير حسام شاكر، أنّ تفاعل المجتمع الفلسطيني مع حدث استشهاد سبعة من الشبان غرقاً في أنفاق المقاومة برهن بوضوح على دفء الحاضنة الشعبية وحيويتها، وأنّ هذا التفاعل قد بعث برسائل مهمة في فرصة غير مسبوقة وإن كانت مؤلمة ومأساوية.

واستنتج الخبير في تحليل اجتماعي للمشهد من بروكسيل أنّ "الطريقة التي ظهر عليها المجتمع الفلسطيني في تفاعله مع الحدث جاءت لتقول إنّ الأنفاق والبنية تحت الأرضية هي إنجاز جماعي للشعب الفلسطيني ومقاومته وليست مجرد خنادق دفاعية أو هجومية".

وتابع الخبير في تحليله: "يرى المجتمع الفلسطيني إنجازات الميدان فيستشعر تضافر المنجزات الفردية مع المكتسبات الجمعية"، معتبراً أنها "حالة ارتباط معنوي وثقافي وعضوي بالمقاومة، تجعل خيارات الميدان هي ذاتها خيارات الشعب".

ولاحظ شاكر "أنّ شبّان المقاومة في الأنفاق هم أنفسهم أبناء المجتمع، ومن ينشغل على ابنه أو قريبه سينشغل أيضاً على المقاومة"، وهذه إحدى السمات الأساسية لحيوية الحاضنة الشعبية.

وجاء في التحليل أيضاً: "تفاعلت في الحدث روح معنوية معبّأة بالرسائل والرموز. فقد أرسل الشعب الفلسطيني تحية تقدير وأعرب عن فخره بما يمكن تسميته بالعالم تحت الأرضي في قطاع غزة، وقد منحته الواقعة رغم مأساويتها فرصة نادرة لإدراك جانب من الواقع المتواري عن الأنظار والحافل بالمفاجآت التي يتم تجهيزها على مدار الساعة انتظاراً للحظة الحقيقة".

وعن مشهد الوداع الفلسطيني لشهداء الأنفاق أشار حسام شاكر إلى أنّ "المجتمع الفلسطيني بادر إلى تكريم شهداء الأنفاق بطريقة جارفة، وفحوى الرسالة هي: نقدِّر تضحيات الجنود المجهولين الذين ترجلوا ورفاقهم الذين يواصلون طريقهم تحت الأرض، وها نحن نحملهم فوق الأعناق وإن كنا لم نعرف وجوههم من قبل".

وتابع شاكر القول: "بالطريقة التي زفّت بها غزة شهداءها أكدت الحاضنة الشعبية الفلسطينية في هذا الموقف استعدادها لاحتمال الألم والاصطبار على الأثمان الباهظة التي يقتضيها نهج المقاومة وفعلها واستعداداتها".

ولفت شاكر الانتباه إلى أنّ قطاع غزة "رسم لوحة وداع مهيبة للشبان الذي يخوضون التضحيات، وستبقى هذه اللوحة حاضرة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وقد بدا المشهد مزيجاً بين جيش يودع جنوده وشعب يزف أبطاله"، كما قال.

واستنتج حسام شاكر بأنّ: "الحدث برهن بوضوح على اندماج بُنية المقاومة في النسيج المجتمعي الفلسطيني بما يستحيل معه استئصالها"، وفق تقديره.

وقال شاكر "يستعمل الفلسطينيون مقاربة حصيفة تقوم على التفريق بين الجرح والألم. فالجرح لا يستدعي الألم بالضرورة، والإحساس به نسبيّ بين المجتمعات كما بين الأفراد. وقد نجح المجتمع الفلسطيني في احتمال الجراح مع كبح الشعور بآلامه إلى أقصى مستوى، وقد تجلى ذلك في وداع شهداء الأنفاق كما اتضح خلال جولات العدوان الحربي على قطاع غزة".