القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حلم فلسطيني يتحقق: طلاب من المخيمات في «الأميركية» و«اللبنانية الأميركية»

حلم فلسطيني يتحقق: طلاب من المخيمات في «الأميركية» و«اللبنانية الأميركية»


السبت، 13 تشرين الأول، 2012

في الجامعتين «الأميركية» و«اللبنانية الأميركية» في بيروت، طلاب لبنانيون، وسوريون، وأردنيون، وسعوديون، وكويتيون، ومصريون، وأوروبيون وأميركيون. يحضر طلاب من الجنسيات كلها.. إلا الفلسطينيين، فقد اقتصر حضورهم على قلة من ميسوري الحال، خصوصاً الوافدين من دول النفط. وفي حرم الجامعتين، هناك طلاب مناصرون للقضية الفلسطينية، يدافعون عنها باعتصامات وتجمعات ولقاءات، لكنهم ليسوا أبناء تلك القضية، بل تولّوا المهمة نيابة عن الفلسطينيين. إلا أن الأمور تغيّرت بعد العام الدراسي 2009ـ2010، فحقق الطلاب الفلسطينيون حلم الانتساب إلى الجامعتين المذكورتين، بمبادرة أطلقتها «جمعية توحيد شبيبة لبنان» برئاسة السيدة ملك النمر، وساهمت في إدخال عدد منهم إلى الجامعتين، من خلال منح كاملة، إذ تسجل هذا العام 41 طالباً فلسطينياً في «الأميركية»، و32 في «اللبنانية الأميركية». وتهتم الجمعية منذ تأسيسها في العام 2010 بالطلاب الفلسطينيين وخصوصاً المتخرجين منهم، الذين يلتحقون بعدد من الجامعات في لبنان.

صرخة

حان الوقت لعدم اختصار حضور الطالب الفلسطيني في عدد من الجامعات، وإعطائه فرصة تثبيت نفسه وقدراته، وتأكيده أن بؤس المخيم، ليس رادعاً أمام تقدمه وتخرجه.

يَجمع داخل حرم «الأميركية»، العضو في لجنة المنح في الجمعية سليم كروم الطلاب المنتسبين إلى الجامعة، بحضور النمر، ويطلق صرخة انتصار باللغة الانكليزية «نعم.. حققنا الحلم». ويشرح كرّوم مبادرة الجمعية، وهي الأولى من نوعها، قائلاً إن بعض الدراسات أثبت أن الطالب الفلسطيني الذي يتخرج من الجامعتين المذكورتين يجد عملاً في لبنان والخارج، في حين يبقى متخرجو الجامعات الأخرى عاطلين من العمل لفترات طويلة، ويعملون بشروط غير منصفة لجهة الأجر ونوعية العمل المتدنية، والتي تحد من تطورهم المهني.

ويكشف أن الجمعية بدأت مبادرتها بحملة لزرع الأمل والثقة في النفوس لدى الطلاب، خصوصاً أبناء المخيمات، والشرح لهم ما هي الفرص المتاحة أمامهم في الجامعات. بعد ذلك تخضعهم لبرنامج توجيه جامعي، يتناول كيفية الانتقال إلى الحياة الجامعية، والآلية المتبعة في التقدم إلى الجامعات ذات المستوى التعليمي المتميز، وكيفية تحضير امتحانات الدخول. ثم، تعد لهم دورات تحضير تساعدهم على تجاوز الامتحانات. والخطوة النوعية التي أنجزتها الجمعية هي توقيع مذكرات تفاهم مع الجامعتين «الأميركية» و«اللبنانية الأميركية»، يحصل بموجبها الطلاب على حسم من قيمة أقساطهم بنسبة 50 في المئة، ما أتاح قبول قيمة المنح لدى بعض المانحين الذين اشترطوا حدّاً أقصى يقارب نصف قيمة أقساط هاتين الجامعتين. ويؤكد أن الجمعية وبعض الجهات الأخرى تتولى تغطية منح الطلاب كاملة.

ولدى الجمعية عدد مماثل من المنح في تركيا وجمهورية قبرص الشمالية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

أنا فلسطيني من المخيم

كان الانتساب إلى «الجامعة الأميركية» حلماً بالنسبة إلى الطالب عمر عويتي. يقول إنه سيخبر الجميع داخل الجامعة أنه فلسطيني، ويعيش في مخيم برج البراجنة، ولن يكون متاحاً له الانتقال بسيارة خاصة، وإنما سيستقل «الفان» من برج البراجنة إلى الكولا، ومن هناك إلى الجامعة. يضيف ممازحاً انه سيطلق اسم BBC على المخيم، وهو اختصار بالانكليزية لعبارة مخيم برج البراجنة. لا يعرف كيف يعبّر عن سعادته بعدما أصبح طالباً في «الأميركية»، وقد استعاد الأمل بإيجاد فرصة عمل بعد تخرجه. والأهم من ذلك، سيؤكد حين ينال شهادته الجامعية، أننا «شعب يستحقّ الحياة». ويتوزع طلاب الجامعتين على المخيمات كلها، لذلك يحتاج من يقيم منهم خارج بيروت إلى مصروف آخر لتأمين السكن. ويقول أحمد، وهو طالب يعيش في مخيم الجليل في البقاع، إن «الجمعية تقوم أيضاً بتغطية كلفة سكن الطلاب الآتين من خارج بيروت، وذلك بفضل دعم المتبرعين. وقرر أحمد دراسة الكيمياء ثم السفر إلى إحدى دول الخليج، على اعتبار أن شهادته ستساعده على نيل فرصة عمل مناسبة.

وتتمنى آية السيد من مخيم عين الحلوة الانتساب بعد حصولها على الشهادة الثانوية إلى الجامعة الأميركية، وقد نالت علامات جيدة في الامتحانات الرسمية. وشعرت باليأس في البداية، لأنها تعرف أن أحلامها، كفلسطينية، محدودة، فانتسبت إلى «الجامعة اللبنانية» ودرست عـــلوم الحياة، لكنها منعت من دخول كلية الطب لأنها غير لبنانية. وها هي اليوم تدرس الطب، بفضل مبادرة أحد مانحـي الجمعية، وينتظر مخيم عين الحلوة احتضان طبيبته، المتخرجة من «الأميركية».

المصدر: زينة برجاوي - السفير