بيان
حول "خطّة الإطار" ومسار المفاوضات..
حماس:
نرفض خطّة كيري المشؤومة ونحذّر من خطورة التساوق معها.. وندعو إلى بناء جبهة
وطنية رافضة للمفاوضات والتنازل عن الحقوق والثوابت

الخميس،
27 شباط، 2014
تتابع
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقلق ما يُنشر عن المفاوضات التي يجريها
المفاوض الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني برعاية الولايات المتّحدة الأمريكية
ممثّلة بوزير خارجيتها جون كيري.
إنَّ
قراءة فاحصة لدرس التاريخ، ومروراً واعياً على النتائج التي لمسها الشعب الفلسطيني
بعد أكثر من عقدين على اتفاق أوسلو، سيعطي مؤشّراً واضحاً على المنهجية التي تسير
وفقها مفاوضات الغرف المغلقة، وعلى انحياز الوسيط الأمريكي الواضح، وعلى التعنّت
الصهيوني الذي لم يلتزم بشيء من الإجراءات التي تعهّد بها أثناء المفاوضات،
وأخيراً على ضعف الموقف الفلسطيني الذي يذهب إلى المفاوضات دون أوراق قوَّة.
واليوم
وبعد مُضِي أكثر من عشرين عاماً على هذا المسار التفاوضي الذي ارتضته السلطة
الفلسطينية كخيار وحيد لمواجهة الاحتلال، لم يحصد شعبنا الفلسطيني منه إلاَّ
المزيد من خيبات الأمل؛ وهو يرى أرضه تُنهش وتُصادر، ومقدساته تهوّد وتدنّس، وحقّه
في مقاومة المحتل يُصادر، وحق اللاجئين في العودة يُشطب، وهو يتعرّض لحرب صهيونية
ومجازر بشعة راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ويُحرم من العيش على أرضه
بكرامة وحريّة في ظل التغوّل الاستيطاني وجدار الفصل العنصري واعتداءات المغتصبين
الصهاينة.
إنَّنا
في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإزاء ما يرشح من معلومات وأخبار مقلقة عن سير
العملية التفاوضية التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي تحت مسمّى "خطة الإطار"،
وما يكتنفها من غموض، وأمام هذه المخاطر والتحديّات التي تواجه شعبنا وقضيته
العادلة، لنؤكّد على ما يلي:
أولاً
– نجدّد رفضنا لمشروع "كيري" ولما بات يُعرف بـ"خطّة الإطار"
التي تقود إلى الاعتراف بـ"يهودية الدولة" وتصفية القضية الفلسطينية
وضياع الثوابت والحقوق الوطنية، فلا تفاوض ولا مساومة على حقوقنا التاريخية
والوطنية.
ثانياً
– نرفض مطلقاً الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني على أيّة ذرة تراب من أرض فلسطين
التاريخية، ونؤكّد على حقّنا في أرضنا الكاملة، وحقنا في القدس عاصمة فلسطين، وعلى
عودة جميع اللاجئين إلى ديارهم التي اُحتلت منذ عام 1948م؛ الذي هو حقٌّ ثابتٌ
وواجبٌ لا يسقط بالتقادم، ولا تلغيه اتفاقيات، ولا يملك أحد التنازل عنه أو
التفريط فيه كلياً ولا جزئياً.
ثالثاً
– نؤكّد على تمسكنا بحق شعبنا الفلسطيني في مقاومة المحتل بالأشكال كافة، وعلى
رأسها المقاومة المسلحة.
رابعاً
– لا يمكن لشعبنا الفلسطيني أن يثق بالوسيط والراعي الأمريكي المنحاز بشكل فاضح
لأجندات الاحتلال ومخططاته ومواقفه، فهو وسيط غير نزيه ولا مؤتمن.
خامساً
– نعلن مجدّداً رفضنا بشكل قاطع كلَّ النتائج التي يمكن أن تترتّب على أي قبول أو
موافقة على خطّة كيري، ونؤكّد أنَّ أيَّ اتفاق قد ينتج عنها لا يمثّل شعبنا
الفلسطيني، ولن يلزمه في شيء.
سادساً
– ندعو السلطة الفلسطينية والإخوة في حركة فتح إلى مراجعة خياراتهم والتوقف عن
المُضي في مسلسل هذه المفاوضات، وعدم الرّضوخ لإملاءات وشروط كيري وخطته المشؤومة،
ونطالبهم بالانسحاب الفوري من المفاوضات، واستبدال ذلك بتكريس الجهود وتوجيهها نحو
العمل معاً في مواجهة الاحتلال وفق برنامج نضالي وطني مشترك، ونحو الانضمام إلى
هيئات الأمم المتّحدة ذات الصلة، والتوجّه إلى المحاكم الدولية لملاحقة الاحتلال
على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
سابعاً
– إنَّ المسارعة إلى إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وإعادة ترتيب البيت
الفلسطيني، وبناء استراتيجية وطنية موحّدة عمودها الصمود والمقاومة وكل أشكال
النضال، هي السبيل الوحيد للرّد على المخططات الصهيونية وتحقيق تطلّعات شعبنا الفلسطيني
في استرداد أرضه، وتحرير قدسه ومقدساته، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
ثامناً
– ندعو جماهير شعبنا وقواه الحيّة والفصائل الفلسطينية كافة في الداخل والخارج إلى
إعلان رفضها لما يسمّى "خطة الإطار"، وإلى التداعي لبناء جبهة وطنية
واسعة ترفض خيار المفاوضات مع المحتل الغاصب، وتتصدّى جماهيرياً لكل أشكال التنازل
والتفريط في الأرض والثوابت والمقدسات، والبدء في الفعاليات الجماهيرية ضد مشروع
كيري و"خطة الإطار".
تاسعاً
– ندعو الدول العربية والإسلامية إلى وقف دعمها لمسيرة المفاوضات مع العدو،
والتخلي عن هذا النهج الذي ثبت عجزه وفشله، وأن تبادر في المقابل إلى دعم النضال
الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة المحتل الصهيوني.
عاشراً
– إنَّ دماء الشهداء، وتضحيات الأسرى، وبطولات المجاهدين والمناضلين، وصمود جماهير
شعبنا الفلسطيني وتضحياته في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48م،
وفي أماكن اللجوء كافة، لتضعنا أمام مسؤولية تاريخية في الوفاء لما ضحّوا وقدّموا
أرواحهم وأعمارهم من أجله، وإنَّ أيَّ تنازل أو تفريط في حقوقهم وثوابتهم يعدُّ
جريمة لن تُغتفر في حقّهم، ولن نقبل بتمريرها أو الموافقة عليها.
وإنَّا
على عهد الوفاء بـاقـون.. وعلى طريق المقاومة ســائرون .. حتّى استرداد الأرض،
وتحرير القدس والأقصى والمقدسات، وتحرير الأسرى، وعودة اللاَّجئين، وإقامة دولتنا
الفلسطينية المستقلة على كامل ترابنا الوطني.