القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حمدان: من مصلحة (إسرائيل) ألا تستفز المقاومة بغزة

حمدان: من مصلحة (إسرائيل) ألا تستفز المقاومة بغزة

الخميس، 06 كانون الأول، 2012

محاورة مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان عن قرب تختلف إلى حد كبير عن الاستماع إليه عبر الهاتف أو القنوات التلفزيونية، فالرجل له طبيعة وكاريزما خاصة وفي الوقت نفسه فالتواضع سمة خاصة ملتصقة به رغم بروزه في منتصف التسعينيات أو نهايتها بصفته أبرز المتحدثين باسم حماس أو بالأحرى أكثرهم إقناعا.

"أبو حمدان" كما يطلق عليه المقربون استقبل في مكتبه ببيروت مجموعة من الصحافيين من بينهم موفد "الرسالة" إلى لبنان الذي فتح معه ملفات ساخنة على الساحة الفلسطينية كان من بينها آثار انتصار المقاومة وملف المصالحة الفلسطينية وعلاقات حماس الخارجية.

انتصار المقاومة

سؤال "الرسالة" لحمدان كان بداية حول موقع القضية الفلسطينية بعد العدوان على غزة الذي استمر ثمانية أيام وانتصار المقاومة، فقال: "موقع القضية تعزز في أكثر من اتجاه"، فهو يرى أنه على المستوى العربي الرسمي طفت بدايات تشكل معادلة جديدة في المنطقة.

وعلى المستوى الدولي، حمدان أشار إلى أن الحرب الأخيرة على غزة سهلت على الرئيس "أبو مازن" الذهاب للأمم المتحدة ونيل على ما حصل عليه، "فلولا الانتصار لكان مشهده سيئًا جدا هناك (...) الذين صوتوا بنعم قد أخذوا بعين الاعتبار طبيعة الإنجاز الذي تحقق والإصرار الفلسطيني على استعادة الحق بكل الطرق الممكنة، وعلى رأس ذلك المقاومة ضد الاحتلال".

أما على المستوى الداخلي، فرأى حمدان أن موقع القضية تعزز، "لأننا أصبحنا نتكلم عن المقاومة كفعل حقيقي، وكان بعضهم يتحدث قبل سنوات عن أن المقاومة عبث ومغامرة، فعادت المقاومة لتأخذ موقعها الحقيقي كحقيقة راسخة لا يستطيع أحد أن يجادل عليها، وهذا بنظري من أفضل الإنجازات".

"لكن، من هم شركاؤكم في الانتصار؟.. ألم تكن "إيران" التي أعطتكم صواريخ "فجر 5" إحدى الدول التي كان لها الفضل في تحقيقه؟".. كان هذا سؤال "الرسالة" الذي وجهته لحمدان الذي قال إن كل الأمة دعمتنا، مضيفا: "الصحيح أن إيران قدمت "صاروخ فجر 5" الذي استخدمناه في الحرب لكننا استخدمنا صواريخ أخرى".

وعندما نذكر "إيران" كان لا بد من سؤال لـ"الرسالة" عن العلاقة مع سوريا: "هناك من يقول إنكم لم تكونوا أوفياء للنظام الذي احتضنكم..!"، وكان هذا سؤال "الرسالة" الثاني حول علاقات حماس الدولية التي يضطلع حمدان بملفها، فرد سريعا قائلا: "لا يدخل في دائرة الوفاء أن من دعمنا في الحق ندعمه في الباطل، فالذي دعمنا في سوريا النظام والشعب معا، وعندما حصل ما حصل هناك كان لنا موقف واضح في محاولة الإصلاح وبذل الجهود فيما يحقق آمال الشعب السوري وبما يحمي البلد لكننا لم نوفق، وعندما وجدنا أنه لا فرصة لاستمرار دورنا وعملنا غادرنا بعد شهور من بداية الأزمة".

وبين أن حركة حماس أنِشأت موقفها من الأزمة السورية بتقدير مصلحة القضية الفلسطينية، "فنحن لم نقف موقفا فيه نكران للجميل، ولا نستطيع أن نقبل أن يكون الوفاء بأن نراقب مقتل آلاف من الشعب السوري دون أن نغادر على الأقل".

وأشار إلى ذلك قائلا: "اليوم الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يقاتل من أجل أن يتحرر وأن يكون عزيزًا وكريمًا، لذلك لا نستطيع أن ننكر على شعب يريد المطالب نفسها، لأن هذه المعاني والقيم واحدة ولا تخص شعبنا دون آخر".

وفيما يتعلق بحصول فلسطين على عضو مراقب بالأمم المتحدة، أوضح حمدان أن حماس لم تعلن موقفًا يؤيد خطوة الرئيس عباس، "بل قلنا موقفًا مبكرًا ولا نزال عليه: إن تحرير فلسطين بعد تجربة عشرين سنة من التفاوض لا يكون إلا بالمقاومة".

وعبر عن اعتقاده بأن أي خطوة سياسية لا تأتي ضمن استراتيجية للتحرير والعودة وتقوم على أساس المقاومة يمكن أن تشكل حالة نجاح، "لكن سرعان ما تتبدد ذلك لأنه لا يوجد بعد استراتيجي يبنى عليه ويكون له وزن".

المصدر: الرسالة نت