القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حين تقسو عليهم الحياة... حالة محمد الاعمر

حين تقسو عليهم الحياة... حالة محمد الاعمر
 

الخميس، 27 كانون الأول، 2012

نبحر دائما في بحر الفقراء الذين تقطعت بهم السبل، في محاولة منّا لإظهار معاناتهم وتسليط الضوء على همومهم وقضاياهم.

اليوم حططنا الرحال عند محمد جمال الأعمر من سكان مخيم الرشيدية، فلسطيني فاقد للأوراق الثبوتية، هو أب ل 5 أولاد ( 4 ذكور وانثى واحدة ).. يعمل بشكل يومي في قطف الليمون او في مهنة البناء رغم معاناته من آلام في ساقيه نتيجة حادث سير تعرض له في الماضي.

بمجرد دخول منزله تشعر وكأنك داخل مغارة، بالتأكيد ليست مغارة علي بابا المليئة بالكنوز، إنما هي مغارة تحمل في طياتها الكثير من المآسي والمعاناة والحياة الصعبة. يسمونه منزل لكنني لا ادري من أطلق عليه هذا الإسم !! فهو يفتقر لأبسط مقومات المنزل. غرف غير صالحة للسكن، جدران مهترئة، سقف متصدع، نشش دائم، أبواب قديمة، نوافذ اكل الدهرُ عليها وشرب وأسلاكٌ كهربائية عنكبوتية تملأ المكان مهددة حياة الجميع بالخطر.

قد يتسائل البعض اذا ما كانت مشاريع الانروا للترميم والبناء قد شملته، لكن ببساطة تم استثنائه، فهو اصلا غير مسجل بالانروا لانه يندرج تحت خانة " فاقدي الاوراق الثبوتية ".

الطفل الاصغر عند محمد الاعمر والذي لم يتجاوز عامه الثاني بعد يعاني من إلتهاب في الرئة وضعف في الجهاز الهضمي ويحتاج لعلاج دائم ومستمر حتى يبلغ العاشرة من عمره. الامر الذي لا يستطيع الاب تأمينه بطبيعة الحال رغم بعض المساعدات التي يتلقاها من هنا وهناك.

حين نتأمل المنزل الذي يعيش فيه محمد وعائلته، خالٍ تقريباً من كل شيء، وحين نتمعّن في الحالة جيداً، نعرف ان بعضنا لا يعرف عما يدور حوله، وانا مثلكم، كل يوم اكتشف الجديد في هذه الحياة ولا اعرف حين اغفو ان هناك من لا يجد حبة الدواء ليعطيها لابنه المريض، ولا الغطاء ولا رغيف الخبز.

هذه صَيحة مظلوم، وصيحات المظلومين وانينهم لاتنحصر بمثل هذه الحالة فقط بل تمتد الى كل فقير ومحروم، ولو تذكر كل واحد فينا غيره لما وصلنا الى هذه الحالة.

المصدر: موقع مخيم الرشيدية