خطة طوارىء فلسطينية لاستيعاب النازحين.. حراك سياسي يناشد الغوث
الخميس، 20 كانون الأول، 2012
أعلنت القوى والفصائل الفسطينية في لبنان حالة "الاستنفار الاغاثي" لاستيعاب النازحين من مخيم اليرموك في سوريا على خلفية الاحداث الا منية التي شهدها بين الجيشين النظامي والسوري الحر ما دفع سكانه الى النزوح عنه قسرا الى لبنان ومناطق اكثر امنا في الداخل السوري لينتقل نتقل الحراك الفلسطيني قعليا من مرحلة.. تجنيب المخيمات الفلسطينية أتون المعركة والدماء والدمار والتهجير الى خطة طوارىء لاحتواء التداعيات باقل الخسائر الممكنة، وسط شعور متزايد من المخاوف من تكرار بارد جديد.
وأبلغت مصادر فلسطينية "صدى البلد"، أن حالة الاستنفار الفلسطيني او خطة الطوارىء جاءت على خلفية القناعة التي تولدت بعجز القوى والجمعيات الاهليىة الانسانية الفلسطينية تأمين احتياجات النازحين التي ارتفعت أعدادهم خلال الايام الثلاثة الماضية ضعفا ولامست سقف 3000 عائلة توزعت بين المخيمات الفلسطينية بقاعا وشمالا وجنوبا والعاصمة بيروت.
وأكدت ان الحراك الفلسطيني موحد في المتابعة وتوزع بين سياسي وميداني، يقوم الاول نحو الدولة اللبنانية ومؤسساتها المعنية لتحمل مسؤولياتها ونحو الامم المتحدة ووكالة الاونروا على اعتبارها المعنية برعاية شؤون اللاجئين والثاني بتأمين ما امكن من مسكن ومأكل ريثما تتم الرعاية المطلوبة.
سياسيا، قام وفد فلسطيني موحد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى لفلسطينية بزيارة رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور خلدون الشريف حيث بحث معه التطورات المستجدة، قبل ان يلتقي مديرة "الاونروا" في لبنان آن ديسمور حيث طالب منها تحرك فوري لوكالة الاونروا لاغاثة النازحين الفلسطينيين وتأمين مسكن او بدل ايجار الى جانب مساعدات عينية وتوفير الاستشفاء، على ان يلتقي الوفد اليوم الخميس وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور للغاية ذاتها.
حراك صيداوي
بموازاة ذلك، وفيما بدأ مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان حراكا اغاثيا حيث ترأس اجتماعا موسعا لممثلي الهيئات والمؤسسات الاهلية والانسانية والجمعيات في نادي فوربي في صيدا، من المتوقع ان تعقد النائب بهية الحريري لقاءا مماثلا في مجدليون (الجمعة) نداء بما يشبه الصرخة الموحدة من المدينة ومخيماتها تحو المنظمات الدولية والحكومة اللبنانية لتأمين المأوى والاحتياجات الأساسية للنازحين السوريين والفلسطينيين على حد سواء.
وقد كشف إحصاء اتحاد المؤسسات الاغاثية في صيدا أن عدد العائلات السورية النازحة الى المدينة وجوارها فاق 1300 عائلة، (995 عائلة في المدينة و366 عائلة في جوار صيدا وشرقها)، بينما اكد احصاء المؤسسات الفلسطينية ان العدد وصل الى نحو 850 عائلة موزعة بين المدينة ومخيمي عين الحلوة والمية ومية وسط توقعات بارتفاعه في الايام القليلة المقبلة.
وابلغ ابراهيم المقدح "ابو اسحاق" المشرف على عملية تسجيل النازحين في مركز "النور" الاسلامي ان الاوضاع صعبة جدا وتعاني المؤسسات العاملة في اغاثة النازحين صعوبات جمة في ظل امرين الاول الامكانات المحدودة، وارتفاع اعداد العائلات النازحة والثانية غياب أي مساعدات جدية وإغاثية من "الأونروا"، او من الدولة اللبنانية، ومن الجهات الدولية.
ولم يخف المقدح ان الجمعيات كانت تفكر باقامة مخيم للنازحين في الملعب الرياضي للمخيم مع تدفق المزيد منهم، وقد اضطررنا الىتقسيم الغرف الى نصفين واسكان اكثر من عائلتين في ذات المكان مؤقتا، قائلا تصلنا الانباء ان هناك آلاف العائلات قرب المصنع عند الحدود بين لبنان وسوريا تنتظر دورها للعبور وعين الحلوة لم يعد بمقدوره استقبال عائلات إضافية.
معاناة النازحين
ميدانيا، واصلت حركة حماس وجمعية نبع توزيع المساعدات العينية من فرش واغطية وفرش وبعض الادوات المنزلية، فيما تحولت مدرسة الكفاح سابقا، وهي مدرسة قديمة كانت مهجورة تم افتتاحها مع بداية الازمة السورية لاستيعاب النازحين، الى مكان لايواء الوافدين، يقطن فيها اليوم اكثر من 22 عائلة، من مشهد الملعب تبدو الحياة صعبة، بين الممرات تم وضع حاجز ضوئي: شراشف لفصل العائلات عن بعضها البعض، بينما داخل الغرف تم تقسيمها لتقطن فيها عدة عائلات.
ويقول علي طحيبش المسؤول في جمعية "السبيل" اننا نوفر الاحتياجات قدر الامكان، لكن المتطلبات كثيرة والحياة صعبة والاسعار مرتفعة، والمطلوب حراك حقيقي لاجبار الاونروا على تحمل مسؤلياتها، داخل احدى الغرف تطهو ام احمد الطعام على نار هادئة، غاز صغير، يغلي الزيت كما قلبها على منزلها واقاربها التي تركتهم في مخيم اليرموك، تقول ان رحلة النزوح طويلة بدأت من تل الزعتر الى اليرموك ثم الى بيروت ثم الى اليرموك واليوم الى صيدا، فيما هدفنا في الحياة واحد العودة الى فلسطين، مهما حصل معنا لن ننيأس وسيقى هدفنا واحد فلسطين ومن اجلها يهون العذاب وكل الانتظار.
المصدر: البلد | محمد دهشة