خطر الإعاقة يلاحق أطفال
مخيم نهر البارد

الثلاثاء، 14 أيار،
2013
انتهى الجدل حول القنبلة
التي انفجرت أواخر الشهر الماضي قرب مدرسة جبل طابور في مخيم البارد، وأدت إلى سقوط
11 جريحاً بين تلميذ ومعلمة. مَن كانت جراحه من المصابين بالانفجار بسيطة، استأنف حياته
الطبيعية، وثمة تلميذان في طور الشفاء. وحده أحمد نصر سلامة، ابن الصف السادس، لا يزال
يئن من شدة الوجع في منزله، ويقتله الضجر في حجرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار
مربعة.
للوجع مع الفقر طعم آخر.
نظرات اليأس والحزن في عيني أحمد، تشرح معانيها بضع كلمات نطق بها لحظة الدخول إليه.
«لا أريد أن أتحدث عن أي شيء، ولا أريد سماع الأسئلة»، ثم لاذ في صمت لم يعكره إلا
بعض التململ والتأوه من ضيق الصدر، بعدما أمضى عشرين يوماً وهو ممدد على ظهره. فأحمد
ممنوع من الحركة بسبب إصابات في أطرافه الأربعة، وبسبب جهاز مركب في رجله اليسرى التي
كاد يبترها انفجار جبل طابور.
والد أحمد لم يلزم المنزل
لاستقبال «الأخبار» بحسب الاتفاق المسبق معه، لعله ما عاد يثق بأحد. فضّل نصر سلامة
أن يجر عربته ليجمع الخردة من بين ركام المخيم، ولو كان يحمل مخاطر تكرار تجربة ابنه
الصغير، تقول والدة الصبي ذلك، وتضيف: «ما حدش زارنا وما حدش سأل»، وحتى بالنسبة إلى
الأونروا «كل واحد بيدفشك لعند واحد ثاني». نصر سلامة الذي يعيل «بطلوع الروح» كما
تقول زوجته ستة أطفال لم يكن ينقصه همّ البحث عن سداد كلفة إعالة ابنه الجريح بعدما
نفض الجميع أيديهم من المسؤولية.
يستنكر خال الجريح أحمد
داوود سلوك الأونروا ومسؤولي المخيم الذين «تسابقوا يوم الحادثة على تقديم التصريحات»،
ثم اختفوا. ويشير إلى السرير الطبي الذي ينام عليه ابن أخته قائلاً: «حتى هذا التخت
العتيق دبّرناه بالمعارف». ويضيف: «نقلنا الولد إلى المستشفى مرتين لتنظيف جرحه بواسطة
سيارة الإسعاف التابعة لمستشفى الهلال، لكن على نفقتنا الخاصة». ويختم داوود قائلاً:
«نحن لا نريد شيئاً. فقط توفير كلفة الطبابة. مدة العلاج ستكون طويلة جداً، والخوف
من الإصابة بإعاقة دائمة».
المصدر: روبير عبد الله – الأخبار