القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

د. شلّح: لن نوافق على تهدئة طويلة تخرج غزة من الصراع وحل الدولتين فشل!

د. شلّح: لن نوافق على تهدئة طويلة تخرج غزة من الصراع وحل الدولتين فشل!


السبت، 29 آب، 2015

أكد الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، الدكتور رمضان عبد الله شلّح، أن ما حققه الأسير المحرر محمد علان هو ثمرة لصموده الأسطوري، وأن سرايا القدس كانت على استعداد لإطلاق صواريخ ضد الكيان الصهيوني فيما لو استشهد الأسير علان أو الشيخ خضر عدنان، قائلاً: "التهدئة بالنسبة لنا غير مقدسة وسنلقي بها في سلة المهملات إذا لعب العدو بحياة شعبنا".

وأضاف د. شلح في حوار خاص مع قناة "الميادين الفضائية"، مساء أمس الجمعة، أن كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) لم تمانع إطلاق الصواريخ، لكنها طلبت إبلاغها مسبقاً لأخذ الاحتياطات، موضحاً أن المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن العدو يعرف أن أي حرب يمكن أن يفرضها لن تكون نزهة.

وقال: "السرايا (سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) حركت صواريخها والعدو عرف ذلك؛ ويدل على ذلك أن الذي اتخذ القرار (قرار الإفراج عن الأسير محمد علان) هو قائد المنطقة الوسطى العسكرية متعللاً باعتبارات أمنية وسياسية".

وطمأن د. شلح أن وضع "سرايا القدس" أفضل بكثير من السابق وقدراتها وإمكاناتها تضاعفت في كل المجالات رغم حال الحصار، مشيراً إلى أن العدو "الإسرائيلي" ليس كما كان قبل 30 عاماً والجيش "الإسرائيلي" لم يعد ذاك الجيش الذي لا يهزم.

وأكد د. شلح أن ما يجري بين حماس و"إسرائيل" لم يصل إلى مستوى المفاوضات المباشرة ولا غير المباشرة، محذراً من أن هناك من يعمد إلى خلط الأوراق، وقال: "مهمتنا أن نمسك بقضيتنا وبمشروع المقاومة الذي تمثله حركة الجهاد وحركة حماس وحزب الله."

وفي جهة أخرى، نفى شلح أي علاقة لحركة الجهاد بالصواريخ التي أطلقت من الجولان مؤخراً، موضحاً: "لم نطلق الصواريخ على الجولان، ونحن نفينا ذلك وليس لنا أي تواجد عسكري هناك، وبالكاد لنا تواجد في دمشق ووضعنا محدود جداً"، مؤكداً أن حركة الجهاد التي قصفت "تل أبيب" لن تهاب من تبني الصواريخ التي أطلقت من الجولان لو أنها هي التي أطلقتها، مضيفاً: "إطلاق الصواريخ نؤيده، ولكننا لم نفعل ذلك، وهذا شرف لا ندعيه."

أما في ما يتعلق بالعلاقة مع قطر، فقال أمين عام حركة الجهاد: "علاقتنا جيدة مع قطر، وزرتها سابقاً ونحن نحرص على أن تكون علاقتنا جيدة مع كل أطراف الأمة". ورداً على سؤال إن كانت الحركة قد تلقت أموالاً من قطر، قال: "لم نذهب إلى قطر متسولين بل ذهبنا وهمنا الأساس هو القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وواجبنا أن نمسك بالقضية الفلسطينية في وقت يدير العالم كله ظهره لها"، وأن الحركة مستعدة للانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية من منطلق دعم المقاومة ودعم صمود الشعب الفلسطيني.

وحول العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، أكد د. شلّح أن العلاقة مع إيران جيدة، وأنه اجتمع بوزير الخارجية الإيراني مؤخراً وبحثا الوضع الفلسطيني الراهن، وخاصة معاناة أهل غزة"، موضحاً أن "الموضوع الفلسطيني بالنسبة لإيران غير مرتبط بالأمور الظرفية، وهو ثابت منذ الأمام الخميني ويؤكد عليه السيد خامنئي في كل مناسبة".

وحول التطورات داخل منظمة التحرير الفلسطينية، أوضح د. شلّح أن: "المنظمة - منذ أن اعترفت بإسرائيل - دخلت في نفق مظلم وفي مشكلات عديدة، وهي بقيت لسببين: الأول كلاعب احتياط إذا انهارت السلطة، والثاني لمنع وجود أي بديل فلسطيني"، وتساءل: "ماذا يفعل الأمن الوطني لحماية أبناء الضفة، ومن يمنعه من رفع السلاح بوجه المحتل؟" مذكراً أن الرئيس أبو مازن شخصياً يقول أنه سيمنع قيام انتفاضة في الضفة المحتلة ضد المحتل.

وأضاف: "المنظمة لديها مشكلة بالشرعية الكفاحية ولتعّرف لنا ما هو موقفها من الوجود الإسرائيلي في الضفة.."، منتقداً إصرار منظمة التحرير الفلسطينية على وصف نفسها بالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في حين أنها تصر على استبعاد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأكد الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي" أنه: "ليس لدي أي شك بأن تكون الضفة ساحة لانتفاضة ومواجهة مع العدو في المستقبل".

وأوضح د. شلّح أنه مطروح أن يتم التحاور بين اسرائيل وحماس لكن هذا الأمر ما زال يناقش داخل حماس، مطالباً من حماس في حال أخذت موقفاً يجب أن يعرض على جميع الفصائل الفلسطينية.

وتابع: "لن نوافق على تهدئة طويلة تخرجنا من الصراع ولا أعتقد أن حماس ستوافق على ذلك؛ إسرائيل تبحث الآن عن مشتر لقطاع غزة وتحاول إقناع حماس بذلك، ولكن حماس لن تنجر إلى هذا المخطط"، مؤكداً أن لا مشكلة في بحث تثبيت التهدئة التي وقعت في القاهرة، شرط أن يفي الاحتلال بالتزاماته.

وأشار د. شلّح إلى أن إسرائيل أمام خيارين إما أن تعود الى حرب جديدة في غزة أو البحث عن تفاهم حولها لما تشكله لها من عبء كبير، موضحاً أن طوني بلير يبحث عن دور له في هذه "السمسرة"، وقال: "بلير يعلم أن غزة محاصرة وتحتاج لحل مشاكلها وأن الإسرائيلي بحاجة أيضاً الى حل مشكلة غزة".

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا، قال: "علاقتنا بسوريا جيدة لكن حركتنا فيها محدودة لأن ساحتها لم تعد تصلح للعمل السياسي والمقاوم بسبب ظروفها".

وكشف الدكتور شلح، عن زيارة سيقوم بها إلى القاهرة قريباً لبحث جميع المسائل، مؤكداً أن قطاع غزة لا يستطيع أن يعيش في أجواء مشاكل مع مصر، مؤكداً على ضرورة فتح معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمصر بشكل دائم. كما أكد أنه لا يوجد حلول لقطاع غزة بدون مصر، واصفاً علاقة الحركة مع القاهرة بالجيدة.

وأكد د. شلّح "أن مشروع حل الدولتين قد انتهى"، متسائلاً: "ماذا أعددنا بديلاً عنه؟"، وقال: "لا بد من إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني ويجب أن نصل الى قناعة أن مشروع التسوية وصل الى طريق مسدود".

وفي ما يخص مخيم عين الحلوة، قال: "الوجود الفلسطيني في لبنان ظروفه صعبة جداً ويمثله وضع الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، وما يجري في المخيمات هو جزء من حالة الاستهداف لفكرة اللجوء الفلسطيني"، مشدداً على ضرورة عدم إغفال قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يعد يتحدث باسمهم أحد.

وأكد أن هناك أطرافاً تريد أن توصل الشعب الفلسطيني إلى حالة من اليأس لدفعه إلى الهجرة كما حصل في مخيم نهر البارد، موضحاً "أن حركة الجهاد لن تقبل بالوضع الفلسطيني القائم في المخيمات، ونحن نشارك في المساعي لتحسينها".

وأوضح أن المخيم بما يحمله من رمزية يراد له أن يُمسح عن الخريطة حتى يضيع حق العودة، وأن ذلك لن يقبل به مطلقاً، مشيراً إلى أن لحركة الجهاد الإسلامي مساع وحضور، لافتاً إلى أن المبادرة التي طرحت في مارس آذار 2014 ووقعتها كل القوى في المخيم، كانت شرارتها من حركة الجهاد، وارتضاها الجميع.

وأكد الدكتور شلح أن قضية فلسطين ليست منوطة بتنظيم معين، مؤكداً على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني كله، ومفتاح ذلك أن تراجع حركة فتح تجربتها في الرهان على التسوية وفشل حل الدولتين، وإعادة الاعتبار إلى الكل الفلسطيني.

المصدر: القدس للأنباء