دبور: لبنان المعافى والقوي قوة لفلسطين وقضيتها
ولم يولد من يساوم على القدس

الثلاثاء، 08 كانون الثاني، 2019
أقام سفير دولة فلسطين أشرف دبور، حفل استقبال،
في مركز التدريب والمؤتمرات لشركة طيران الشرق الأوسط، في مطار رفيق الحريري الدولي
في بيروت، بمناسبة ذكرى الانطلاقة 54 للثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، تحت
شعار "يوم فلسطين".
حضر الحفل ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون
وزير الموارد المائية والكهربائية في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، ممثل رئيس
مجلس النواب نبيه بري النائب علي خريس، ممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري
الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ
الدكتور خلدون عريمط، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي،
النائب عدنان طرابلسي، سفراء: تونس محمد كريم بودالي، المغرب محمد كرين، اليمن عبد
الله الدعيس، قطر محمد حسن جابر الجابري، السعودية وليد البخاري، الفاتيكان جوزف سبيتيري،
العقيد رولان مرعب ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العقيد ناظم الحسيني ممثلا المدير
العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد محمد السبع ممثلا المدير العام
للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إضافة إلى شخصيات سياسية وحزبية ودينية.
دبور
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ألقى
دبور كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، ناقلا لهم تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس
"ومحبته وتقديره". وقال: "نحيي هذه الذكرى اليوم، في لبنان الشقيق،
الساطع بتاريخه وحضارته والمتألق بطبيعته وشعبه، الأبي والمتأنق الراسخ شموخ، والمتجذر
إشعاعا ومدنية، كواحدة من أبرز حضارات هذا الشرق، وليست مفارقة على الإطلاق أن يحظى
هذا البلد، بالمكان والمكانة الكبرى لدى الفلسطينيين، بسبب الجوار الجغرافي والتشابه
التاريخي والحضاري وعلاقات القربى والنسب".
وتابع: "أيها الإخوة: جميعنا يعلم أن الحدود
لم تكن موجودة بين لبنان وفلسطين، إلى عهد ليس ببعيد، عهد ما قبل النكبة، التي وصفها
فخامة الرئيس العماد ميشال عون في كلمة له: إن ماساة فلسطين، التي بدأت مع وعد بلفور،
هي الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم اللبناني، محذرا
مؤخرا من السعي إلى إيجاد حلول غير عادلة وغير مقبولة لتوطين الفلسطينيين، حيث هم،
معتبرا أن هذا الأمر إذا ما حصل سيكون أكبر مجزرة للعدالة في العالم"، مسردفا:
"والذاكرة الفلسطينية، ما زالت إلى يومنا هذا، تزهو بأسماء لبنانية كثيرة، لها
فضل كبير في ساحات فلسطين نضاليا وثقافيا، بذلا وعطاء قل نظيره".واستطرد: "كان
للفلسطينيين قبل النكبة وبعدها دور كبير في لبنان أيضا، فقد أسهموا في النهضة العمرانية
والاقتصادية والثقافية والفكرية والفنون التشكيلية والموسيقية والصحافية، فلطالما شهدنا
أسماء فلسطينية عديدة، ازدانت بها هذه المجالات، ولا أغالي حين أقول: إن الفلسطينيين
في لبنان، أصدروا ما بين الأعوام 1953 - 2006 ما يزيد عن 120 صحيفة ومجلة ونشرة".
وقال: "أيها الأحبة: لقد استطعنا أن نتجاوز
معا المخاطر والصعوبات، خاصة في ظل ما شهدته المنطقة من تحولات تاريخية، وما مر به
لبنان في تلك المرحلة الدقيقة والحساسة، مقتدين بالرؤية التي عبر عنها فخامة الرئيس
محمود عباس، خلال زيارته لبنان، وبتوجيهاته الحكيمة، التي جنبتنا الدخول في تجاذبات
إقليمية، برفض أي محاولة لإقحامنا في اقتتال داخلي، ومنعها بكل ما أوتينا من قوة، ومنع
حرفنا عن مسار قضيتنا العادلة، فالفلسطينيون ضيوف في لبنان، إلى حين عودتهم المؤكدة
إلى وطنهم فلسطين، فلنرسخ الأواصر ونوطد العلاقات اللبنانية الفلسطينية، لما فيه خير
ومصلحة لبنان وفلسطين".
وأكد "شعبنا الفلسطيني في لبنان، ملتزم بترسيخ
هذه الرؤية، في احترام القوانين والأنظمة اللبنانية، والالتزام بتعزيز الأمن والاستقرار،
ولن تكون المخيمات إلا حاضنة لحق العودة، ورفض كافة المشاريع المشبوهة، التي تهدف للنيل
من حقنا المشروع في عودتنا إلى أرضنا الفلسطينية. سنظل نحفظ للبنان مواقفه المشرفة
اتجاه شعبنا وقضيتنا، مسجلين للبنان بأطيافه كافة أسمى مشاعر التقدير والامتنان، وتحسين
الظروف الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تبقى من الأوليات المشتركة
والثابتة لبنانيا وفلسطينيا، وأملنا كبير بإصدار المراسيم التطبيقية للقوانين من قبل
الحكومة اللبنانية، التي أقرها البرلمان اللبناني في العام 2011، والمتعلقة بالعمل
والخاصة باللاجئين الفلسطينيين".
وقال: "وهنا نؤكد ثقتنا بحكمة القيادات والمرجعيات
اللبنانية بقدرتها، على إنجاز تشكيل الحكومة العتيدة، في أقرب وقت، لما فيه مصلحة لبنان،
لأن لبنان المعافى والقوي هو قوة لفلسطين وقضيتها".
أضاف: "إن ما يتعرض له مشروعنا الوطني الفلسطيني،
في هذه المرحلة الدقيقة، وبخاصة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وما يتم الإعلان عنه،
بمحاولات تحويل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والعمل على إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين- الأونروا، ومحاولات فرض مشاريع وصفقات، ما هي إلا حلقة استكمالية لتمكين
وإنجاز المشروع الصهيوني، وما أسس لأجله، والذي يراد من خلاله شطب القضية الفلسطينية".
وتابع: "إن كل ذلك لن يغير الحقيقة، ويقوض
حقنا الطبيعي في أرضنا، فلن نتنازل أبدا عن ثوابتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة. ففلسطين
وطننا، ولا وطن لنا إلا فلسطين والقدس عاصمتنا، ولم يولد أحد، ولن يولد بعد الفلسطيني
أو العربي- المسلم أو المسيحي، الذي يمكن أن يساوم على القدس، والعودة حقنا الثابت،
ولا يتخيل أحد أن أحدا منا، يمكن أن يفرط بحبة من ترابها".
وأردف: "عهدنا أن نبقى ملتزمين المبادئ، أمناء
على القسم، معتصمين بحقنا، لا يساورنا شك، أو يتابنا وهن، صامدين في وجه التحديات".
وختم "نشكر حضوركم جميعا، ونخص بالشكر السيد
رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط الأستاذ محمد الحوت، والعاملين الذين ساهموا وأسهموا
في إنجاح إحياء هذه المناسبة، كما نشكر جهاز أمن المطار قيادة وأفرادا".
وتخلل الاحتفال رقصات فولكلورية فلسطينية، وقطع
قالب حلوى بالمناسبة.َ