نصف
اللاجئين الفلسطينيين من سوريا عادوا إليها
ديسمور:
خفض التقديمات إلى نازحي البارد

الجمعة،
06 أيلول، 2013
في الوقت
الذي تتضاعف فيه أعداد النازحين السوريين من المدن والقرى السورية، أوضحت المديرة
العامة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في لبنان آن ديسمور
أن أعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا قد انخفضت إلى النصف، وما عاد يمكث في
لبنان إلا نحو 45 ألف لاجئ فلسطيني نازح من الأراضي السورية بعدما وصل عددهم إلى
نحو 93 ألفاً. لا تملك ديسمور جواباً فعلياً عن أسباب هذا التناقص في الأعداد
مقابل تزايد أعداد النازحين السوريين، وتقدّر أن تكون كلفة التأشيرة التي يحتاج
إليها الفلسطيني لدخول الأراضي اللبنانية وكلفة تجديدها، والتشدّد والتدقيق في
الأوراق الثبوتية هي السبب خلف عودة الفلسطينيين أو مكوثهم في سوريا، على اعتبار
أن بعضهم أضاع أوراقه أو مزّقت بفعل القصف والدمار. وعمدت الوكالة إلى التواصل مع
مديرية الأمن العام بهدف التأكد من أن الهاربين من سوريا لن يتمّ التضييق عليهم،
وهي بصدد متابعة هذه المسألة بالتعاون مع «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين». وقد
تلقت الوكالة وعداً من الجهات المختصّة بعدم التصرّف بعنصرية حيال الفلسطينيين في
حال وفود أعداد كبيرة إلى لبنان دفعة واحدة.
طالبت
الوكالة في ندائها الأخير بـ65 مليون دولار من الجهات المانحة لتلبية حاجات
النازحين في الفترة الممتدة بين كانون الثاني الماضي وكانون الأول المقبل. حصلت
على 66 في المئة منه، أي نحو 43 مليون دولار تمّ صرف معظمها في الإيواء والغذاء.
وتوضح ديسمور أن جميع مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة تعاني من النقص الحاد في
التمويل. ومع ذلك تعد بدفعة نقدية إلى النازحين الفلسطينيين من سوريا خلال أيلول
الحالي.
إلى هذا،
أعادت «الأونروا» تأهيل 13 مركز إيواء جماعي لنحو 138 عائلة معظمها في صيدا وصور،
وتعدّ خمسة أخرى لنحو 48 عائلة. وتجري الأعمال لتأهيل تسعة مراكز لنحو 61 عائلة في
صيدا وصور.
يرتاد
نحو 4 آلاف تلميذ فلسطيني نازح من سوريا مدارس الوكالة، وهو رقم من المتوقع أن
يزيد نحو ألف تلميذ. وهم يتلقون صفوفاً خاصة، علما أن 909 منهم يتابعون صفوف
المدارس العادية. وكانت الوكالة قد أعدّت «برنامج إلعب وتعلّم» الذي أمضى من خلاله
الأطفال الفلسطينيون النازحون عشرة أيام تلقوا خلالها دروساً في الرياضة والأشغال
اليدوية والفولكلور الفلسطيني شارك فيه نحو 4 آلاف طفل. وأنشأت بالتعاون مع
«اليونيسف» ثلاثة أماكن في القاع وصور وبيروت معدة للعب واللهو، قصدها نحو 3 آلاف
طفل خلال ثمانية أيام. وتعمد الوكالة اليوم الى وضع الخطط لتقديم المساعدات
العينية الخاصة بفصل الشتاء من وقود للتدفئة وبطانيات وثياب وأحذية للأطفال. علماً
أن البحث ما زال جارياً لحلّ مشكلة الإيواء لعائلات كثيرة، لا سيما في منطقة
البقاع.
يذكر أن
الفلسطينيين النازحين من سوريا يحصلون على تأشيرة دخول مجانية صالحة لمدة 3 أشهر،
وفق تعميم صادر عن الأمن العام منذ شباط الماضي، على أن يسدّد الفلسطيني النازح
مبلغ 300 ألف ليرة لبنانية إذا أراد المكوث في لبنان لأكثر من سنة. وأصدر الأمن
العام تعميماً في أيلول 2012 يتيح فيه للداخلين عبر الحدود اللبنانية العودة إلى
سوريا من دون التعرّض لهم في حال نفدت مدة إقامتهم خلال سنة.
وقد
أوضحت «الأونروا» أن أعداداً من النازحين السوريين والفلسطينيين منعوا من الدخول
إلى لبنان عبر الحدود بعد اتخاذ الجهات الأمنية تدابير خاصة.
على صعيد
آخر، أكدت ديسمور خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس في مقرّ الوكالة أن
التقديمات الصحيّة للنازحين من نهر البارد ستتأثر بضعف التمويل، وبالتالي فإن
التغطية الصحية لهؤلاء ستنخفض عن المئة في المئة لتنطبق عليهم شروط التقديمات
الصحيّة التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين إلى لبنان عموماً «فهناك حالات صحيّة
معينة لن تعود الوكالة قادرة على تغطيتها»، كما أوضحت.
وستقدّم
بدلات الإيواء على نحو 2000 عائلة بدل 3000، خصوصاً أنه تمّ التأكد من أن بعض
العائلات تحصل على بدل إيجار وهي غير مستأجرة أو ليست من سكان المخيم القديم.
وعدت
ديسمور في المقابل بأن يعود نصف سكان المخيم القديم إلى مخيمهم الجديد خلال العام
2015. وأشارت الى أن 5500 عائلة عادت إلى المخيم وأن المطلوب لإعادة بناء المخيم
يقدّر بنحو 150 مليون دولار. وقد طالبت الوكالة خلال ندائها الأخير بنحو 15 مليون
دولار لم تحصل منها إلا على 6 ملايين، ما اضطرها إلى الاعتماد على تمويل خاص من
مكتبها الرئيسي، «لذلك انخفضت التقديمات في نهر البارد لكنها لم تلغ».
المصدر: مادونا
سمعان - السفير