أربعة وستون عاماً مضت على الخامس عشر من 1948 وفلسطين ليست للفلسطينين, خرجت من أحضان الأمة الإسلامية، فالنكبة لا تزال نكبة، والجرح يستمر بالنزف، والدم يراق بدون شفقة، ونتنياهو كأسلافه متمسك بما أباحه التشريع التلمودي: قتل شعبنا الفلسطيني بدون حساب ولا عقاب.

أربعة وستون عاماً على نكبة حلَّت بأمة العرب والاسلام، لا بفلسطين وحدها، أربعة وستون عاماً ولم يرجع الحقُّ الى أصحابه، ولم تهنأ فلسطين بأمن وأمان.

أربعة وستون عاماً ومسيرة الخداع والخديعة تجري بإتقانٍ لسلب أرض فلسطين، وتوطين شتات اليهود على ترابها المبارك ... والشعب الفلسطيني في المخيمات، سواء في داخل فلسطين أم خارجها، يعيشون حال البؤس والجوع, أوضاع مأساوية تفتقر إلى الاحتياجات الإنسانية القصوى، أزقة ضيقة، وبيوت متلاصقة مثلما تتلاصق زنازين السجون، حياة لا تصلح للكائن المسمى "إنسان"!!

يا أبناء جماهير شعبنا الفلسطيني الصّابر: ونحن نستقبل الذكرى الرابعة والستين للنكبة هذا العام، نستشعر الكثير من الآمال، ونحس بقدر كبير من التفاؤل برياح الربيع العربي والحراك الثوري الحاصل في البلاد العربية، الذي لا بد أن تكون له انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية. ولسوف يجني الشعب الفلسطيني، في حال تمكنت هذه الشعوب من المحافظة على ثوراتها، ثمرات هذا الربيع طال الزمن أم قَصُر، بخاصة وأن القضية الفلسطينية تقع ضمن هموم الشعوب العربية والإسلامية.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد: في ذكرى النكبة، إننا في رابطة علماء فلسطين في لبنان، نهيب بجماهير شعبنا الفلسطيني، وبجميع القوى والحركات الإسلامية والوطنية، وكافة مؤسسات المجتمع المدني، وجميع قطاعات شعبنا، رجالاً ونساءً، بأن يلتزموا بالإضراب يوم الثلاثاء 15 أيار إحياءً لذكرى النكبة، وكذلك نُصْرَةً والتحاماً بنضال أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية من أجل تحقيق مطالبهم العادية.

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"