الأربعاء، 18 تموز، 2012

أقامت سفارة دولة فلسطين في بيروت، احتفالاً تكريمياً في «قصر الأونسكو» تخلله عرض فيلم وثائقي تحت عنوان «حلم يتحقق» سيناريو اسماعيل التلاوي، اخراج مهند ضحى. كما تخلله تكريم عملاق الغناء العربي وديع الصافي.

حضر الاحتفال جمهرة واسعة من شباب المخيمات الفلسطينية في لبنان، ووجوده ثقافية وفنية وإعلامية، تقدمها ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد بشارة بوكرم. وممثل وزير الداخلية مروان شربل، الملازم أول رمزي فرحات. والسيدة لور سليمان مديرة الوكالة الوطنية للإعلام، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي، وسفراء وممثلو الفصائل الفلسطينية، فضلاً عن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور.

الفيلم «حلم يتحقق» أضاء على الرحلة التي نظمتها «اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والعلوم» لشريحة من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن، وبعض البلدان الأوروبية، والتي ذهبت بهم إلى أرض فلسطين للمرة الأولى في حياتهم... حيث اختلطت بكائية الفرح، بمرثية الذهول، وحيث غشي على المسافرين بهجة وحباً وشوقاً عاصفاً إلى فلسطين، بترابها وبحرها وقدسها وزيتونها وأهلها.

هذه المواكبة التصويرية والتعبيرية لركاب رحلة العمر والوطن والحلم بالعودة، وأهازيج العرس الفلسطيني، وروائع الأمكنة والأزمنة الضائعة والسليبة من فلسطين، بكاها الصبايا والشبان والمتقدمون في السن من رجال ونساء. بكاها أيضاً الأطفال، وقد استوقفتنا نماذج حارة منهم... لوعة العودة إلى فلسطين، صرخة التمسك بكل شبر فيها... وعد التحرير... والبكاء على قبر ياسر عرفات... الذي استرجع الفيلم بعض خطاباته، ومنها ان الأشبال لن ينسوا هذه الأرض، كما قالت غولدا مائير، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين.

تحدث في هذه الأمسية الفلسطينية الحانية والحالمة بامتياز، كل من السفير أشرف دبور، وأمين عام «اللجنة الوطنية للتربية والعلوم» اسماعيل تلاوي، والفنان المخضرم محمود سعيد.

وكانت لكلمة السفير عهد قاطع لتحقيق عودة نهائية لكل الفلسطينيين الموجودين في الشتات، ناقلاً تحية الرئيس محمود عباس، إلى كل الحضور، وبالاخص إلى فنان العرب وديع الصافي الذي ناصر القضية الفلسطينية في أغنياته، وقد قدم له دبور درع الرئيس التكريمي، وسط ترحيب حار جداً بشخص الصافي حضوراً وصوتاً.

الأمسية تركت في قلوبنا أثراً دامعاً، اذْ تأثرنا فرحاً مع احتضان أبناء الرحلة تراب أرضهم، وتأثرنا حزناً مع انسلاخهم عن وطنهم بعد لقاء دام عشرة أيام... وليته دام العمر كله..

المصدر: اللواء