القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

رسالة تطمين فلسطينية: النازحون عائدون قريبا.. واهتمام برعايتهم في صيدا

رسالة تطمين فلسطينية: النازحون عائدون قريبا.. واهتمام برعايتهم في صيدا


السبت، 22 كانون الأول، 2012

على وقع الفيضانات الطبيعية التي شهدها مخيما عين الحلوة والرشيدية نتيجة الامطار الغزيرة حيث دخلت المياه الى بعض المنازل لتعلن قساوة الظروف المعيشية التي يترنح تحت وطأتها الفلسطينيون في لبنان، انصب الجهد السياسي الفلسطيني على توجية رسالة "تطمين" الى بعض القوى السياسية اللبنانية مؤداها.. بأن اقامة النازحين الفلسطينيين من سوريا مؤقتة وقصيرة وسيعودون الى منازلهم ومخيم اليرموك فور عودة الهدوء وتنفيذ الاتفاق الفلسطيني بجعل المخيم "منطقة آمنة" بعيدا عن الصراع السوري الداخلي.

رسالة "التطمين" الفلسطينية جاءت على خلفية الارتياح لبدء تطبيق الاتفاق التي جرى بين القوى والفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك والذي حظي بموافقة المعارضة السورية المسلحة وتأييد السلطات السورية، حيث نص الاتفاق على ثلاثة بنود رئيسة هي: إخلاء المخيم من المسلحين وكافة المظاهر المسلحة، وقيام القوى والفصائل الفلسطينية بتولي مسؤولية المخيم عبر تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الفصائل ووجهاء المخيم، وتشجيع عودة المهجرين من المخيم إليه وبموجب هذا الاتفاق، انسحب العديد من عناصر مجموعات المعارضة المسلحة من المخيم، ولم يتبق منهم سوى عدد قليل، لظروف خاصة بهم، على أن يجري خلال اليومين المقبلين إيجاد مخرج لقضيتهم، ما يمهد الطريق عمليا لوقف تدفق المزيد من النازحين بل على العكس لعودتهم من لبنان بعدما بدأ بالعودة النازحين الى المناطق السورية الاكثر أمنا.

وقد عبر سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور عن هذه الرسالة، مؤكدا ان الفلسطينيين الذي نزحوا الى لبنان لا يريدون الاقامة الدائمة فيه وترك منازلهم، بل هم عائلات مسالمة، نزحت تجنبا للموت وبهدف الحفاظ على حياة اطفالهم، موضحا ان العائلات التي نزحت ليست كما يشاع كبيرة العدد الكبيرة بحيث يمكن التأكد من ذلك في دوائر الامن العام اللبناني، متمنيا ان يتم التعاطي مع الموضوع الفلسطيني انطلاقاً من التزام كافة فصائله ومكوناته بالنأي بالنفس عما يجري في سوريا وعن التجاذبات في لبنان وهذا قرار الجميع.

بينما قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي إن اتصالات سريعة حصلت بين المسلحين الذين دخلوا مخيم اليرموك والفصائل الفلسطينية "أفضت الى الاتفاق على خروجهم منه، وهو ما حظي بموافقة النظام السوري"، معتبرا انه لا يوجد ضمانات حسية للاتفاق، ولكن هناك قناعة لدى جميع الأطراف في سوريا بضرورة تحييد المخيمات عن الصراع الدائر.

نداء استغاثة

صيداويا، كشف آخر احصاء لـ "اتحاد المؤسسات الإغاثية"، ان عدد العائلات السورية النازحة إلى صيدا وجوارها ومخيماتها تجاوز 2400 عائلة، منها نحو 850 عائلة فلسطينية تتوزع بين المدينة ومخيم عين الحلوة والمية ومية، ما يتطلب نداء عاجلا لتأمين الاحتياجات الضرورية لها مع الامكانبيات المحدودة التي يقدمها الاتحاد والجمعيات الاهلية والانسانية الاخرى.

سياسيا، اطقلت النائب الحريري "نداء استغاثة" للمنظمات والمؤسسات الدولية والهيئات الانسانية والاغاثية لتقديم مساعدات عاجلة للنازحين السوريين والفلسطينيين الى مدينة صيدا خاصةفي ظل موجة البرد وتساقط الامطار، وذلك خلال لقاء موسع عقدته في دارة العائلة في مجدليون، دعت فيه الحكومة اللبنانية الىتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الاطار الانساني الذي لا يمكن السكوت عنه.

وعرضت الحريري اوضاع النازحين السوريين الى صيدا مع مدير مكتب "الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا" وليد بن علي الجلال بحضور مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ومنسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب، حيث جرى البحث في سبل التخفيف من معاناة اكثر من 2400 عائلة سورية وفلسطينية نازحة حتى الآن الى صيدا وجوارها ومخيماتها، وما يمكن ان تقوم به الحملة الوطنية السعودية وتقرر البدء بخطوات محددة لمساعدة النازحين سيعلن عنها في حينها.

بالمقابل، استنكر المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود الخطاب العنصري البغيض الذي صدر من بعض الوزراء والنواب اللبنانيين بحق الاخوة السوريين، في الوقت الذي يستقبل في لبنان احد مجرمي الحرب المسؤول عن الكثير من المجازر التي جرت في سوريا ولبنان واودت بحياة الكثير من المدنيين ظلماً وعدواناً لعلاجه في احدى المستشفيات في بيروت.

واستغرب الدكتور حمود كيف يدعو البعض الى اغلاق الحدود في وجه النازحين متجاهلاً ابسط قواعد القانون الدولي وهو المسؤول عن الدبلوماسية اللبنانية؟؟ هذا فضلاً عن حق الجيرة والعروبة والانسانية التي يتغنون فيها عند مقاربتهم لقضايا ابسط بآلآف الدرجات عما يحصل مع الشعب السوري المظلوم.

مساعدات عينية

ميدانيا، شهدت بلدية صيدا يوما ماراتونيا في استقبال النازحين السوريين، إذ تجاوز عددهم الألف عائلة، قدمت لها منظمة الإغاثة الأولية منظمة دولية premiere urgence ، وعلى مدى ست ساعات، قسائم شرائية لنحو 650 أسرة سورية تخولها شراء الأطعمة من محلات محددة طيلة شهر، تتراوح قيمتها حسب عدد أفراد العائلة بحضور ممثل مفتي صيدا القاضي الشيخ محمد أبو زيد وحشد من الشخصيات.

وقدّمت جمعية "إشراق النور" حليب وحفاضات أطفال لـ 200 أسرة سورية، حيث نوه رئيس الجمعية الشيخ محمد الزغبي بـدور"اتحاد المؤسسات الإغاثية" الذي يجمع الجهود كلها، فيما شدد رئيس حملة "البنيان" الكويتية الدكتور سليمان الشطي على أهمية التكافل والتعاون عموماً في فعل الخير وايواء النازحين والتخفيف من معاناتهم وقدمت جمعية "التعاون الإنساني" ومؤسسة مانونيت- كندا حرامات ومواد تنظيف لـ 200 أسرة سورية أخرى.

المصدر: البلد