رمضان يحلّ ضيفاً غريباً على السوريّين

الإثنين، 22 تموز، 2013

رحيل زيدان -ظنّ النازحون السوريون أن عودتهم إلى سوريا لن تطول. حلموا على الأقل أن يرجعواإلى بيوتهم قبل بدء شهر رمضان. لكن هذا الشهر باغتهم في مقراتهم الجديدة في لبنان، وشكل تحدياً بالنسبة إليهم لتأمين قوتهم وممارسة عاداتهم، وإن كان ذلك صعباً.

نزحت جميلة من حمص إلى صيدا. تقول إن”رمضان هذه السنة مختلف. إنها المرة الأولى التي تكون فيها بعيدة عن أهلها وجيرانها ومنزلها الذي اعتادت استقبال الشهر فيه”. كانت تُزيّن مدخل بيتها بالفوانيس والأضواء الملونة، عدا عن السهرات التي لطالما استمرت حتى ساعات الصباح الأولى. تغير كل شيئ اليوم. فالغرفة التي تعيش فيها حالياً، وأحوالهاالمادية الصعبة، لا تصنعان فرحاً.

كل يوم يمر على جميلة هو بمثابة تحد لتأمين حاجيات العائلة ومتطلبات الشهر. يعمل زوجها وابنها في بيع الخضر، وبالكاد يستطيعان اكفاء العائلة، لافتة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والحلويات. وتضيف أن”المساعدات التي تقدمها المؤسسات الخيرية لا تكفي لتغطية جميع المتطلبات”.

تبدو حاجة جميلة إلى عائلتها ومحيطها كبيرة. تتذكر مجدداً روائح الطعام التي كانت تفوح في شارعهم قبل آذان المغرب، بينما يلعب الأولاد في الأزقة الآمنة. حزينة هذه المرأة. تخشى أن تضطر إلى استقبال رمضان مجدداً في المكان نفسه والحرمان عينه.

النازحون كثر. يزدادون يوماً بعد يوم. باسم أيضاً جاء إلى لبنان من الرقة، ويعمل ناطوراً لاحد المباني السكنية في بيروت. يصف رمضان هذا العام بالشهر”الغريب”. لم يعرفه هكذا. يفتقد أصدقاءه وجيرانه وتناول الشاي بعد الفطور ومشاهده التلفاز. تغيب هذه التفاصيل الصغيرة، وخصوصاً أن أناسه بعيدون. يرى أن الاستمتاع برمضان مرتبط بالوطن، ولا يمكن فصلهما. ويعرب عن خشيته من أن تطول الأزمة وتصبح السعادة مجرد ذكرى. ويضيف أن أكثر ما يزعجه هو”عدم قدرته على تأمين متطلبات رمضان في شكل كاف”.

غالباً ما يتحدث النازحون السوريون عن عدم قدرتهم على تأمين حاجاتهم، ويبدو أن ما تقدمه المؤسسات الإجتماعية والخيرية لم يعد كافياً. ويقول أحد العاملين في جمعية”النجدة الإجتماعية”، التي تعنى بتقديم مساعدات للنازحين،”أننا نحاول كغيرنا تأمين الحد الأدنى من المساعدات وخصوصاً خلال شهر رمضان”، لافتاً إلى أن”النجدة تزود العائلات بالمال لشراء متطلبات رمضان من المواد الغذائية الأساسية”. وأضاف”نعمل مع جمعيات أخرىلتحضير إفطارات جماعية للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية”.

المصدر: مهارات نيوز