زالة الدشم وتسليم مطلوبين ودعوة النازحين للعودة
إلى عين الحلوة كبادرة حسن نيّة من الأطراف المعنية

الإثنين، 31 آب، 2015
تأكيداً لعودة الهدوء والاستقرار إلى مخيّم عين الحلوة، قام
قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، وقائد الأمن الوطني في صيدا العميد
ابو اشرف العرموشي، بإزالة الدشم والسواتر الترابية عند حاجز البركسات داخل المخيّم،
في رسالة حسن نيّة لتثبيت أجواء الهدوء داخل المخيّم بعد الاشتباكات الاخيرة التي كان
قد شهدها.
وأكد ابو عرب «أننا حريصون دائما على أمن واستقرار المخيّم»،
متمنيا أن «يكون هذا المخيّم في أمان واستقرار».
وفي حي الطوارئ، قامت القوى الإسلامية ولا سيما «عصبة الانصار»
بإزالة الدشم وتنظيف الشوارع من الركام، مؤكدين «أن مخيّم عين الحلوة لن يدمر بأيدي
ابنائه وسيبقى صامدا بوجه كل المؤامرات».
وقال الشيخ ابو عبيدة بإسم «عصبة الانصار»: «أردنا إزالة
الدشم وأن نقرن الاقوال بالأفعال».
اللجنة الأمنية
وكانت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا قد عقدت اجتماعاً
لها في «مركز النور الإسلامي»، ضمن سلسلة اللقاءات التي تقوم بها بشكل يومي وذلك بحضور
كافة أعضائها واتخذت سلسلة قرارات أكدت «الاستمرار في تثبيت وقف اطلاق النار، وإزالة
المظاهر المسلحة وإزالة الدشم والسواتر، والسعي في تحصيل التعويضات للممتلكات الخاصة والعامة على المتضررين جراء الاشتباكات
والعمل على ترميم المنازل، والطلب من أهلنا الذين نزحوا من المخيّم العودة إليه، واستمرار اللقاءات في هذه الفترة لمتابعة
تنفيذ القرارا، وتكليف لجنة العمل اليومي متابعة لقاءاتها مع لجان القواطع والأحياء
وتكليفها استكمال تقديم تصور لتعزيز القوى الأمنية المشتركة».
وصدر عن اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا بعد اجتماعها في
مركز النور، بيان ندّدت فيه بـ»عمليات الاغتيال والاشتباكات المسلحة التي شهدها مخيّم
عين الحلوة والتي نتج هنه سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، فضلاً عن التدمير الكبير
الذي لحق في ممتلكات الأهالي في المخيّم، مثمّنة
«كافة الجهود التي بذلت لوقف اطلاق النار وتثبيته والعمل على استدامة الاستقرار الأمني
في المخيّم، خاصة الجهود التي بذلت من الأشقاء اللبنانيين في صيدا»، ومشدّدة «على ضرورة
إنهاء المظاهر العسكرية كافة وسحب المسلحين من كاقة الشوارع والأزقة وإعادتهم إلى مواقعهم،
وإزالة ما تبقى من الدشم في كافة الأحياء وفتح جميع الطرقات في المخيّم، لإشاعة الطمأنينة
لدى أبناء الشعب الفلسطيني»، ومطالبة بالسعي «لتحصيل التعويضات للمتضررين جراء الاشتباكات
التي حصلت في المخيّم»، ومتعهّدة «بمنع التعدي على مراكز ومقرات الأونروا، خاصة المدارس
والموظفين للتمكن من إعادة عملياتها إلى المخيّم، كما تعهد المجتمعون بمنع التعدي على
مراكز المؤسسات الأهلية والمدنية».
ودعا المجتمعون «أهالي المخيّم الذين ما زالوا خارجه للعودة
إلى منازلهم، بعد أن تعهد كافة الأطراف بعدم تكرار ما جرى وبعدم الاحتكام مجدداً للسلاح
في حل الخلافات والتباينات الداخلية».
تسليم مطلوب
وفي سياق متصل، سلّمت حركة «فتح» مخابرات الجيش اللبناني،
الفلسطيني السوري «ع. ش» على خلفية مشاركته في الاشتباكات الاخيرة في صفوف «جند الشام»،
عند حاجز الجيش على مدخل مخيّم عين الحلوة.
وكانت حركة «فتح» قد ألقت القبض على الموقوف في عين الحلوة
قد اعترف خلال التحقيق معه أنّه شارك في المعارك الأخيرة في صفوف تنظيم «جند الشام».
«الجماعة» و«الجهاد»
واعتبرت «الجماعة الإسلامية» في صيدا أنّ «الأحداث الاخيرة
المؤلمة التي حصلت في مخيّم عين الحلوة وما تركته من آثار سلبية وكارثية على المخيّم
وأهله وعلى صيدا ومحيطها يتطلب الخروج من المزايدات الاعلامية وتحميل المسؤوليات عشوائياً
الى الوقوف عند حقيقة مخاوف الجميع مما يتحضر للمخيّم من مشروع فتنة تهدف للقضاء على
رمزيته كعاصمة للشتات الفلسطيني وعنوان لحق العودة ضمن مسلسل تفريغ القضية الفلسطينية
بالقضاء على آخر وأكبر عناوينها ومخيّماتها بعد مخيّمي نهر البارد واليرموك».
موقف الجماعة جاء على لسان مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور
بسام حمود خلال استقباله ممثل «حركة الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي يرافقه
مسؤول العلاقات السياسية شكيب العينا وبحضور عضو اللجنة السياسية الشيخ علي السبع أعين،
حيث تطرق اللقاء لبحث آخر التطورات بعد الاحداث المؤسفة التي جرت في مخيّم عين الحلوة
وتداعياتها على المخيّم وصيدا والجوار.
بدوره قال الرفاعي: «إن اللقاء مع «الجماعة الاسلامية» يأتي
في سياق التشاور حول الوضع في مخيّم عين الحلوة وخصوصاً بعد الاحداث الاليمة التي حصلت.
حيث اكدنا ان استهداف المخيّم ياتي في سياق استهداف حق العودة وشطب المخيّم كشاهد على
جرائم الاحتلال. واليوم كل الجهود تبذل من اجل انهاء كل مظاهر الاقتتال والعمل على
تثبيت وقف اطلاق النار وانهاء كل مظاهر الاحتكام الى السلاح وعودة كل النازحين الى
المخيّم وانهاء ظاهرة السلاح داخل المخيّم واعطاء القوّة الامنية الدور في حفظ الأمن.
الترياقي
بدوره، أكد رئيس
«تيار الفجر» عبدالله الترياقي «أن عين الحلوة وسائر المخيّمات الفلسطينية أمانة في
أعناقنا ولن نسمح بتدميرها وتهجير أهلها، وندعو الجميع ﻻدراك حجم الخطر الكبير الذي
يتهدد أهلنا جراء الاقتتال المشبوه والمدان».
ودعا الترياقي خلال استقباله وفد «هيئة الرعاية الفلسطينية»
برئاسة سعيد قاسم الى «ضبط اﻻنفلات الأمني وملاحقة وتوقيف كل مخل بالأمن حتى ﻻ تتحول
المخيّمات الى ساحة لتصفية حسابات اﻻخرين على اﻻرض اللبنانية التى تحتضن اهلنا الفلسطينيين
الذين يتوقون لتحرير ارضهم المحتلة» .
المصدر: اللواء