زوجة دحلان في المخيمات:
قلق في «فتح»

الثلاثاء، 02 تموز،
2013
تترقب مخيمات لبنان
غداً زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، متأملة مدها بالحصانة والدعم وتحلم
بأن يطأ أرضها. وإذا كانت زيارة عباس إلى مخيم عين الحلوة على سبيل المثال، حلماً،
فإن زوجة خصمه محمد دحلان بات لها مرقد ثابت في المخيمات، وتتحضر لزيارتها مطلع شهر
رمضان..
قبل أكثر من أسبوع،
أنهت جليلة دحلان زوجة القيادي المنشق عن حركة «فتح» محمد دحلان زيارتها الثالثة إلى
مخيمات لبنان في غضون سبعة أشهر. ورغم أن الزيارة، كسابقتيها، تندرج في إطار افتتاح
مشاريع تنموية لصالح نازحين فلسطينيين من سوريا، إلا أنها أثارت حذر البعض في حركة
«فتح» ولدى بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية. والسبب، بحسب فتحاويين، مخاوف من أن تكون
السيدة تريد، من خلال «أعمال الخير» تأمين «غطاء لتمرير مخططات يقف زوجها خلفها بالتعاون
مع جهات إقليمية ودولية للسيطرة على المخيمات والانقلاب على سلطة رام الله». وهذا ما
دفع بقيادة الحركة في لبنان إلى الإيعاز مجدداً إلى عناصرها بمقاطعة جليلة ومشاريعها
تحت طائلة المحاسبة وحتى تجميد العضوية.
وفي هذا الإطار،
عدلت الحركة عن فصل عضو إقليم لبنان إدوار كتورة بسبب مخالفته أوامر الحركة بالمقاطعة
وملازمة دحلان في زيارتها الثانية قبل ثلاثة أشهر واصطحابها إلى مخيم البداوي، علماً
بأن كتورة لم يكن يتولى أي منصب رمسي في الحركة.
وكان رئيس جهاز الأمن
الوطني اللواء صبحي أبو عرب قد أوضح لـ«الأخبار» أن الحركة اتخذت القرار بعد زيارة
جليلة الأولى إلى لبنان في كانون الثاني الفائت، عندما رافقتها الشيخة فاطمة بنت زايد
آل نهيان رئيسة الهلال الأحمر الإماراتي. حينها «لم تبادر إلى الاتصال بسفارة فلسطين
والتواصل مع أمانة سر الحركة وقيادتها، رغم أن فتح رحبت بالزيارة التي حملت طابعاً
انسانياً وخدماتياً للمخيمات». وأشار أبو عرب إلى أن الحركة «أوعزت حينها إلى اللجان
الشعبية في المخيمات لاستقبال جليلة والتنسيق معها في المشاريع التنموية التي تطرحها.
ولأن التواصل لم يحصل أيضاً في الأشهر التي فصلت بين الزيارتين، كما أن الجولة الثانية
نظمت من دون الاتصال المسبق والتنسيق مع اللجان، اتخذ القرار بمقاطعتها».
وإذا كانت السفارة
التزمت مقاطعة دحلان، إلا أن القرار لم يسر على جميع الفتحاويين ولا سيما في الزيارة
الأخيرة. ساعات طويلة أمضتها زوجة دحلان في مخيم عين الحلوة. فزارت قائد كتائب شهداء
الأقصى اللواء منير المقدح ثم لبّت دعوة القائد السابق للكفاح المسلح محمود عيسى «اللينو»،
إلى مأدبة غداء أقامه على شرفها، ومساء التقت ممثلين عن قوى إسلامية وعدداً من لجان
الأحياء والوفود الشعبية والنوادي الذين قدموا إليها لائحة طويلة من الحاجيات والمشاريع
التي تحتاج إلى دعمها.
كما كان لافتاً لقاؤها
أحد مسؤولي «عصبة الأنصار» الشيخ أبو طارق السعدي مع عدد من كوادر العصبة إلى جانب
المسؤول الإعلامي «أبو شريف عقل». اللقاء الذي قد يتوقف عنده الكثيرون ليس في فتح فحسب،
وضعته أوساط مقربة من السعدي في إطار «التعارف والإستماع لوجهة نظر العصبة من القضايا
المحلية والفلسطينية».
وزارت أيضاً مخيم
المية ومية، إلا أن دخولها الصاخب الجمعة الماضي إلى عين الحلوة يحمل دلالات كثيرة.
في زيارتها السابقة، لم تستطع دخول المخيم وسط نصائح أسديت لها ولـ«اللينو»، الذي كان
عراب زيارتها الأولى. حينها، تدخلت أطراف لبنانية مع الأخير لتنبيهه من استضافة زوجة
دحلان لما لها من تداعيات سلبية لدى قيادة « فتح» والسفارة اللتين لوّحتا سابقاً باحتمال
تجميد عضويته في الحركة بسبب تواصله الوطيد مع جليلة.
لماذا تخشى «فتح»
حركة جليلة؟
في الشكل، تزور
«أم فادي» لبنان لافتتاح مشاريع خدماتية من خلال المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني
«فتا» الذي ترأسه والممول من قطاعات رسمية وأهلية إماراتية. في البداوي، افتتحت مركز
إطفاء للدفاع المدني بعدما جهّزته، وشوارع موّلت تعبيدها. أما في عين الحلوة، فقد دشنت
عن بعد، مشروع صيانة ومد شبكة التوتر العالي. وفي الرشيدية، دشنت مشروع إنشاء حاجز
بين المخيم والبحر يمنع تلاطم الأمواج والسيول التي تغرقه عند كل عاصفة. وفي المية
ومية، وعدت بمد شبكة كهرباء. وفي المخيمات، وعدت بإرسال مستوصفات ميدانية نقالة تقدم
العلاج والدواء مجاناً. وخصصت الجزء الأكبر من الدعم للنازحين الفلسطينيين من سوريا.
وفي مخيمات صيدا، دفعت بدلات إيجار وأمّنت خيم إيواء وحصصا غذائية ووعدت بتوزيع حصص
للنازحين في شهر رمضان المقبل بقيمة مليون دولار. لكن بعيداً من الطابع الإنساني، أرسلت
قيادات فتحاوية تقارير إلى رام الله حول زيارات جليلة التي رسموا حولها شبهات عدة وتحدثوا
عن «لقائها قيادات أمنية وقوى لبنانية نقلت إليهم رسائل بالنيابة عن زوجها بهدف السيطرة
على الساحة الفلسطينية في لبنان».
في حديثها لـ«الأخبار»،
أكّدت جليلة أنها ليست دخيلة على العمل الإنساني لتستخدمه غطاء من أجل تنفيذ مخططات
معينة داخل مخيمات لبنان. ولفتت إلى أنها ترأس مؤسسة خيرية منذ سنوات عندما كانت لا
تزال في غزة قبل مغادرتها إلى أبو ظبي مع زوجها. وأوضحت أن دخولها إلى لبنان كان بالاتفاق
مع الهلال الأحمر الإماراتي لدعم النازحين الفلسطينيين من سوريا، لافتة إلى أنها لم
تطرق باب السفارة لأنها ليست جهة رسمية. تتفهم «ام فادي» ما تتعرض له من شائعات وتحريض
لكونها زوجة محمد دحلان، لكنها تفصل بين نشاط زوجها السياسي و«نشاطها الخيري». مع ذلك،
تقر بأنه «مش غلط استخدام العمل الإنساني لتحسين صورة زوجها».
المصدر: آمال خليل
– الأخبار