زوجة دحلان في «المية ومية»
دعماً لـ«العقيد المتمرّد» ومسيرات «عين الحلوة» تكبح مساعي الحلّ

الثلاثاء، 08 تشرين الأول،
2013
أرخى قرار اللجنة المركزية
لـ«حركة فتح» بفصل القائد السابق للكفاح المسلح محمود عبد الحميد عيسى «اللينو» من
«الحركة» نهائيا وتجريده من كافة رتبه العسكرية، بظلاله الامنية والسياسية، ليس
فقط في مخيم عين الحلوة إنما في سائر المخيمات.
وبدأ البعض يعلن عن خشيته من
حتميّة الارتدادات الأمنية للقرار بعد أن اتخذ «اللينو» منحىً تصعيدياً في مواجهة
القرار ولجوئه إلى التظاهرات والمسيرات. وكان هذا الأسلوب المتّبع ما حصل بعد ظهر
أمس من خلال الدعوة التي وجّهت في مخيم عين الحلوة باسم «حركة شرفاء فتح» للمشاركة
في المسيرة الشعبية «رجالا واطفالا ونساء وعجزا والى كل الجماهير والى كل الشرفاء
في حركة فتح في مخيم عين الحلوة، رفضا لقرار اللجنة المركزية بفصل اللينو».
وتعرب مصادر أمنية فلسطينية من
خشيتها من خروج المسيرات عن طابعها السلميّ
ودخول طرف ثالث على الخط لتوتير
الأجواء داخل «فتح».
في المقابل، تؤكد مصادر مطلعة
قيام مراجع أمنية وسياسية لبنانية بمساعٍ من أجل احتواء المشكلة ولملمة ذيولها،
مشيرةً إلى أنّ هذه المساعي كادت تصل إلى نهايتها لولا دخول عامل المسيرات على
الخط ووصول زوجة القيادي «الفتحاوي» السابق محمّد دحلان جليلة دحلان إلى مخيم
«المية المية».
وعلمت «السفير» بأن قيادة ساحة
لبنان لـ«فتح» كانت بصدد التجاوب مع تلك المساعي ولملمة الموضوع ووضع حدّ
لتداعياته الحركية، إلا ان التحرّكات التي قام بها «اللينو» وأنصاره في الشارع
كانت بمثابة صبّ الزيت على النار، إذ وصفها مصدر في «منظمة التحرير الفلسطينية»
بانها جاءت لـ«حرق المراحل وان اللينو اغرق كل مراكب العودة الى حضن فتح».
ويشير المصدر الى ان قيادة
الساحة في اجتماعها، الذي عقد ظهر أمس في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت بحضور
السفير اشرف دبو، وكانت بصدد رفع توصية أو مذكرة الى المشرف على ساحة لبنان في
اللجنة المركزية لـ«فتح» عزام الاحمد. وتتضّمن المذكرة تأكيدهم على اعتذار
«اللينو» عن كل ما سبق وذكره بحق «فتح» وقيادتها، وان قيادة الساحة كانت بصدد
التغاضي عن كل الاساءة التي وجهها «اللينو» وتتمنى على الأحمد قبول التوصية والعمل
بمضمونها كونها صادرة عن قيادة ساحة لبنان، واعتبار هذا الحل من الشأن الداخلي
لقيادة الساحة. وتمنّت على الأحمد نقل هذه الرغبة إلى اللجنة المركزية لـ«الحركة»
في رام الله للقبول بها والعمل وفق مضمونها.
لكن هذه المذكرة لم تكمل طريقها
إلى الأحمد لأن قيادة الساحة، بحسب المصادر، أوقفت الموضوع ولم تعد متحمسة لاية
تسوية لوضع «اللينو»، واعتبرته «تجَاوَز الخطوط الحمر وبات يشكل نتوءا ضمن جسم فتح
من خلال ارتباطه بالعقيد محمد دحلان المفصول من الحركة لخلافه الشهير مع رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس».
في المقابل، تشير مصادر فلسطينية
مطلعة الى أن «اللينو تلقى امس جرعة دعم اضافية من دحلان من خلال الزيارة التي
قامت بها امس عقيلته جليلة لمخيم المية ومية من اجل زيارة جريح محسوب عليه كان قد
اصيب قبل ثلاثة اشهر.
وتساءلت المصادر عن «توقيت
الزيارة ومضمونها وهل جاءت لتساهم بتصعيد مواقف اللينو ضد السلطة الفلسطينية
وقيادة فتح خاصة، لا سيّما أن اللينو كان يعتقد أن المسيرات التي نظّمها تضغط على
قيادة الساحة وعلى اللجنة المركزية لفتح في رام الله لجعلها تتراجع عن قرراها».
وتشدّد المصادر على أن «هناك
عدداً من المسؤولين الفتحاويين يشيرون باصبع الاتهام الى اللينو بانه تلقى اموالا
طائلة من محمد دحلان وقام بتوزيعها على شكل إعانات واعاشات للنازحين السوريين
ولعدد كبير من الفلسطينيين ومن الفتحاويين من ابناء المخيمات، ليس فقط في صيدا
وإنما في صور وبيروت وغيرها من المخيمات».
المصدر: محمد صالح - السفير