سلسلة تحرّكات لبنانية وفلسطينية لمواجهة سياسة «الأونروا»
الأربعاء، 03 شباط، 2016
تواصل الحراك الفلسطيني الرافض لسياسة «الأونروا» تقليص خدماتها الصحية والتربوية
للاجئين الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، التقى رئيس «لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني» الوزير السابق
حسن منيمنة بقيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في السراي الحكومي، وبحث معهم تحرّك المخيّمات بعد
الاجراءات التي اتخذتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – «الأونروا» في المجال
الصحي والتربوي.
وأشار الدكتور منيمنة «الى الاتصالات التي سبق وقام بها مع المفوض العام بيير
كراهنبول والمدير العام في بيروت ماثياس شمالي».
وتناوب قادة الفصائل على شرح معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المجال الصحي،
وعجزهم عن تحمل الجزء المطلوب من نفقاتهم العلاجية بفعل ارتفاع نسبة البطالة وإنهيار
الاوضاع المعيشية وتأخر إنجاز إعمار مخيّم نهر البارد»، محذّرين في الوقت نفسه من
«سياسة التمادي في تقليص الخدمات التي تقدمها الوكالة»، ومتخوّفين من «سياسة متدرجة
تهدف الى تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته، وإلقاء العبء على الدول المضيفة، ومن بينها
لبنان بطبيعة الحال، خصوصاً أنها تتم في لبنان
دون سواه من الدول المضيفة، ما يؤشر الى نوايا سياسية مبيتة تتلطى وراء العجز في الموازنة».
وأكد مسؤولو الفصائل «الطابع السلمي للتحرّكات ورفض المس بالمؤسسات التي تديرها
الوكالة»، متمنّين «على رئيس الحكومة تمام سلام والحكومة اللبنانية الضغط على «الأونروا»
لتجميد قرارها وبذل المساعي مع الدول المانحة لزيادة مخصصاتها»، خصوصا أن الدولة اللبنانية
تعتبر أن مسؤولية «الأونروا» واضحة ولا تحتمل التنصل بما تتطلبه من العناية بالجانب
الصحي مثله مثل الجوانب التعليمية والخدماتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وفي لفتة تضامنية مع هبّة أبناء المخيّمات الفلسطينية ضد إجراءات «الأونروا»
لتقليص خدماتها، انعقد في دار الندوة وبدعوة من «الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا
الامة» لقاء حضره ممثلون احزاب وفصائل وهيئات
لبنانية وفلسطينية، وتحدّث فيه منسق عام الحملة معن بشور فقال: «سنعمل على استخراج برنامج عمل تشارك من خلاله قوى لبنانية وفلسطينية
معا لأن الهم الفلسطيني ليس مجرد هم فلسطيني
بل يصيبنا جميعا»، معلناً عن «أن الحملة ستنظم الاسبوع المقبل تحية وفاء لتوماس ولكل
الناشطين الدوليين المتضامنين مع قضايانا».
ودعت الحملة إلى «صياغة مذكرة مشتركة ترسل إلى الأمم المتحدة، وسفارات الدول
المانحة والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي والسلطة الفلسطينية، تدعوها إلى
توحيد الجهود وتنسيق المواقف المشتركة من اجل مواجهة سياسات «الاونروا»، مطالبة الحكومة
اللبنانية، من خلال وزارة الخارجية، ولجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، إلى دعوة سفراء
الدول المانحة المعتمدة في لبنان لاجتماع عاجل واستدعاء المفوض العام لـ«الاونروا»
، لتراجع «لاونروا» عن قراراتها المجحفة بحق النازحين الفلسطينيين .
وعقد «تحالف القوى الفلسطينية» اجتماعا في مقر الجبهة الشعبية - القيادة العامة
- في مخيّم البرج الشمالي، تدارست فيه كافة المستجدات السياسية في المنطقة وانتفاضة
الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل ومسلسل المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وقطعان
مستوطنيه وكذلك سياسة «الاونروا» بتقليص الخدمات.
وندد المجتمعون بإجراءات «الاونروا» الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني».
وفي مخيّم عين الحلوة وفي ضوء الاستقرار الذي يعيشه المخيّم والجوار اللبناني،
وكيفية دعم الحراك السياسي والشعبي الاحتجاجي ضد قرارات «الأونروا» تقليص خدماتها تباحثت
«قيادة العمل اليومي» الفلسطيني بقيادة قائد «القوة الأمنية الفلسطينية» المشتركة العميد
خالد الشايب في مخيّم عين الحلوة، ونائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان الدكتور
أحمد عبد الهادي، وعضو المكتب السياسي لـ«جبهة الحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف، ممثل
«القوى الإسلامية» الشيخ أبو شريف عقل، المسؤول التنظيمي لحركة «أنصار الله» ماهر عويد،
ممثل مسؤول العلاقات السياسية لـ»حركة الجهاد الإسلامي» شكيب العينا عمار حوران، في
آلية التعاون بين الجميع وخاصة بين جيل الشباب، لمواجهة قرارات «الأونروا» والتصدي
لمكافحة آفة المخدرات.
وعلى الصعيد نفسه، استقبل عضو القيادة السياسية لـ«حماس» جهاد طه، وفداً لبنانياً
فلسطينياً ضم عضو قيادة اقليم جبل عامل في حركة «أمل» صدر داوود ومسؤول الملف الفلسطيني
في «حزب الله» وجيه زلزلي وعضو المكتب السياسي لـ«جبهة التحرير الفلسطينية» عباس جمعة
في مركز الحركة في صور، وبحث المجتمعون الأوضاع السياسية الراهنة وخاصة تصاعد وتيرة
الأنتفاضة والعمليات البطولية للشباب الفلسطيني الثائر، وضرورة إيلاء الاهتمام الكامل
لما يتعرض له اللاجئون في مخيّمات الشتات نتيجة تقليصات في خدمات «الأونروا» والتي
تأتي في سياق سياسي بامتياز يستهدف حق العودة، مما يتطلب التحرك العاجل على كافة المستويات
لمواجهة هذه القرارات المجحفة الظالمة».
كما استقبل عضو قيادة اقليم جبل عامل في حركة «امل» صدر داوود عباس الجمعة ومسؤول
ملف المخيّمات في «حزب الله» ابو وائل زلزلي في مقر قيادة الحركة اقليم جبل عامل في
صور.
بدوره، التقى الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله وفداً قيادياً من «الجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين» برئاسة عضو المكتب السياسي ومسؤول الجبهة في لبنان علي
فيصل، حيث وضع الوفد البزري في أجواء التحركات الشعبية والمطلبية الفلسطينية على الساحة
اللبنانية وذلك نتيجة للإجراءات التي اتخذتها «الأونروا» والتي من شأنها أن تزيد أعباء
الطبابة والخدمات الاجتماعية والتدريس على اللاجئ الفلسطيني.
وحذّر البزري «من تراجع خدمات وتقديمات «الأونروا» كخطر أشد يحيط بسلامة الفلسطينيين
في لبنان ويهدد أمنهم الاجتماعي والصحي والتعليمي»، مؤكداً عدم جواز السكوت عن موضوع
«الأونروا» وضرورة استمرار التحركات المطلبية وإعطائها غطاء ودعماً لبنانياً لأن اللبنانيين
كما الفلسطينيين هم المتضررون الرئيسيون من تراجع خدمات «الأونروا» وتقليص ميزانيتها».
المصدر: اللواء