شبح
الفتنة يخيم على عين الحلوة.. ومسعي للتهدئة واعادة فتح الطريق المقفل
.JPG)
الأربعاء،
30 تشرين الأول، 2013
بقي
شبح الفتنة يخيم على عين الحلوة بعد اغتيال العنصر في القوة الامنية المشتركة مسعد
حجير، وبدت الجهود السياسية في سباق محموم بين التهدئة والتوتير مع دخول طابور
خامس على الخط من خلال كثرة الشائعات والبيانات المزورة، فيما تركزت جهود لجنة المتباعة
الفلسطينية مع ذوي المغدور.. على اعادة فتح الطريق المقفلة منذ اغتياله يوم الجمعة
بعد نجاحها في تشييعه ودفنه.
ساد
مخيم عين الحلوة حالة من الترقب الحذر لليوم الرابع على التوالي بعد اغتيال حجير،
وسمعت في اوقات مختلفة اصوات طلقات من ذويه واقاربه غضبا بعدما ابقوا على الطريق
الرئيسي مقفلا بالعوائق الحديدية وقاموا بحرق الاطارات المطاطية احتجاجا، فيما
اقفلت المحال التجارية في سوق الخضار ابوابها وكذلك مدارس وكالة
"الاونروا" خشية من اي تطور مفاجىء.
وبدت
الحركة في الشارع الفوقاني مشلولة تماما حيث مسرح الجريمة، خفيفة في سوق الخضار،
وشبه طبيعية في باقي ارجائه، بينما حرص موظفو "الاونروا" على التواجد في
مؤسساتهم الاجتماعية والصحية والاجتماعية لتقديم المساعدة لابناء المخيم.
ويسود
اعتقاد بين ابناء المخيم انه طالما لم تفتح المدارس ابوابها، فان الوضع الامني غير
مستقر في المخيم، فتوجه الطلاب الى صفوفهم وفقا لذلك مؤشر على عودة الحياة
الطبيعية سيما وان ايا من القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية لم تتخذ
قرارا واضحا بالاقفال او التعطيل وبقي الامر متروكا الى تقديلا الاهالي انفسهم
الذين فضلوا ان يلازم اولادهم المنازل بانتظار المعالجة.
سياسيا،
عقدت "لجنة المتابعة الفلسطينية" اجتماعا طارئا لتطويق ذيول الحادث حيث
بحثت موضوع اعادة فتح الطريق تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها مع وعود بالاسراع في
عمل لجنة التحقيق لكشف الجناة والاستماع الى افادات شهود العيان ومراجعة كاميرات
المراقبة.
وعلمت
"صدى البلد"، ان وفدا من ال حجير شارك في الاجتماع ووعد بعرض المطلب على
العائلة، كما شارك كل من مدير "الاونروا" في منطقة صيدا الدكتور ابراهيم
الخطيب ومدير مخيم عين الحلوة فادي الصالح لمعرفة القرار الفلسطيني بابقاء المدارس
مقفلة او الاعلان عن فتحها، وبدا الامر مربوطا بمعادلة فتح الطريق، فاذا اثمرت
الجهود واعيد فتحها تفتح المدارس ابوابها، والا تبقى مقفلة حتى إشعار آخر خوفا من
توتر أمني مفاجىء.
المبادرة
الشعبية
بموازاة
ذلك، لم تهدأ المبادرة الشعبية في مخيم عين الحلوة عن حراكها الشعبي، ونفذت
اعتصاما للمرة الثالثة عند مفرق سوق الخضار رفضا للقتل والاغتيالات، وذلك تحت شعار
"لنحمي معا أمن المخيم" وقام وفد من المبادرة الشعبية بزيارة الحاج ابو
قاسم حجير والد مسعد في حي الطيرة وقدموا واجب العزاء والتقوا الحاجة ام قاسم حجير
واشقائه واقربائه، منوهين بالعائلة التي قدمت الشهداء في مسيرة النظال الوطني وفي
الدفاع عن الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مستنكرين الجريمة التي تعرض لها
ابنهم مسعد، مطالبا لجنة التحقيق المكلفة من لجنة المتابعة الاسراع في كشف
الفاعلين وسوقهم الى العدالة.
بعدها
التقى وفد المبادرة الناشط الاسلامي بلال بدر ووضعوه بصورة ما تقوم به من جهود
لمنع الفتنة في المخيم، حيث اثنى بدر على عمل المبادرة، معربا عن وضع كافة
امكانياته في تصرف المبادرة خدمة لامن واستقرار المخيم ثم انتقل بعدها وفد
المبادرة الى منزل الجريح حسين حلمي يعقوب الملقب حسين العراقي والتقوا مع والديه
الذين ثمنوا تحرك المبادرة الشعبية لمنع الفتنة في المخيم.
ودان
الناطق باسم المبادرة عاصف موسى كافة عمليات القتل والاغتيالات التي حصلت بحق
الكثير من ابناء المخيم والتي طالت عددا من الاشخاص المحسوبين على كافة القوى سواء
الوطنية او الاسلامية والتي تلوع من جرائها اهلنا في المخيم وعائلات الضحايا
الامرين ولازال المخيم يعاني من تبعاتها، مطالبا باسم المبادرة كافة القوة الوطنية
والاسلامية واهل المخيم العمل بكل قوة لقطع الطريق على الفتنة التي تطل براسها على
المخيم والتي باتت تشكل خطرا على النسيج الاجتماعي والعلاقات بين عائلات المخيم.
صراعات
الفتنة
بالمقابل،
حذر ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي من الانجرار الى صراعات
الفتنة التي لا تخدم القضية الفلسطينية"، لافتاً الى أن "الشعب
الفلسطيني في لبنان كان الأكثر وعياً وإلتزاماً من خلال ابتعاده عن الصراعات
المذهبية الجانبية".
ودعا
الرفاعي خلال مهرجان سياسي نظمته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في قاعة الشهيد
فتحي الشقاقي في مخيم الرشيدية في صور، إحياء للذكرى السادسة والعشرين لانطلاقتها،
والذكرى الثامنة عشر لاستشهاد أمينها العام الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، إلى
تشكيل حاضنة للشعب الفلسطيني في المخيمات ومرجعية لحماية أمنه السياسي والاجتماعي،
مشيراً الى وجود مشروع يهدف الى القضاء على مؤسسة "الأونروا"، بهدف
القضاء على القضية اللاجئين، من خلال تقليص خدمات الدول المانحة.
بينما
أكد ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة على اهمية حماية المخيمات من
اتون الفتنة، داعيا الى تحكيم لغة العقل وعدم الاحتكام الى السلاح لحل اي نزاع،
داعيا الى تشكيل جبهة مقاومة فلسطينية موحدة لمواصلة الطريق المقاومة حتى زوال
الاحتلال الصهيوني، قائلا "ان طريق المقاومة والجهاد هو الطريق الوحيد
للتحرير وعودة اللاجئين إلى أرضهم في فلسطين".
المصدر:
البلد | محمد دهشة