القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

صبرا وشاتيلا على المسرح.. لحظات المجزرة

صبرا وشاتيلا على المسرح.. لحظات المجزرة

/cms/assets/Gallery/1128/1719113623.jpg

كارول كرباج

«لم يكن مجرد مسرح لمجزرة بل كانت هناك آثار التعذيب الجماعي الفظيع: آثار لتقطيع الأعضاء وفروات الرؤوس، وآثار الإعماء، وأكوام من الجثث المعفنة. حفرت على عجل مقبرة جماعية. وبسرعة تمت قراءة الفاتحة، ثم تم الدفن الجماعي. ولن يتم معرفة عدد الذين قتلوا في هذه المجزرة. في اليوم التالي، ظل رجل واحد يتجول ويدور في رائحة الموت: جان جونيه».

خيّمت كلمات الكاتب الفرنسيّ جان جونيه على حركات الجسد التي قام بها يورغ غرينر وكام ليسي من «مسرح صوت أورا» في أداء مسرحيّ، أمس، بذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. نظّمت العرض لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا، إيطاليا - لبنان» و«جمعية الجنى»، في «زيكو هاوس» في الصنائع.

متشحان بالسواد، كان جسداهما ينبضان تعبيراً عن عذاب الروح وحشرجات الموت التي ولدتها المجزرة. جسّدت كام بحرفية وجه الأم الفلسطينية على وقع موسيقى الكلارنيت الحزينة حيناً، وكلمات جان جونيه حيناً آخر. ترتعب، تسقط، تنهض، تقفل أذنيها، تتألم وتهوي مجدداً.

لا يسعى العرض إلى تمثيل جرائم ذلك اليوم المأساوي من العام 1982، إنما استحضار الآلام الإنسانية.. وتحديد الموقف من المجزرة ومن مرتكبيها. «لم أرَ الجيش الاسرائيلي، لكنني رأيت ما فعله»، تقتحم كلمات جونيه مجدداً العرض المسرحي.

يؤكد غرنير أن «نص جان جونيه والمواقف الداخلية وآفاق التفكير والإدراك الذاتي لما حصل من مجازر تشكل محور ما يتناوله مسرح صوت أورا». يضيف: «قررنا أن نعمل على إبراز ما شهده الفلسطينيون بجعله محور نشاطنا الفني».

بدأ مشروع «خط السلام ـ صبرا وشاتيلا ـ ما بعد خطوط السماء» في العام 2004، وقد أسّسه المناضل الإيطالي ستيفانو كياريني، من أجل تخليد ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. «واستمر بالرغم من تعرضه لصعوبات كثيرة تتعلق بالضغط الدعائي الإسرائيلي في الدول الأوروبية»، وفق غرنير.

يؤمن كل من غرنير وليسي بأهمية المسرح السياسي، و«هو مسألة تجانس بين الفن والحياة». لعلّهما على حق. هذا ما عبّرت عنه إحدى الناجيات من المجزرة بكثير من التأثّر، بعد العرض: «رجعت خلال المسرحية إحدى وثلاثين سنة إلى الوراء، استحضرت اللحظات نفسها، مشاهد البحث عن الجثث، الذعر والارتباك في مستشفى عكا. لقد جسدا حالتي في هذا العرض». بينما استحضرت امرأة أخرى مشاعرها خلال مجزرة أخرى، مجزرة تل الزعتر.

لا شكّ أن العرض بمعانيه الانسانية وتجسيده لآلام الموت الجماعي، يتخطى مجزرة صبرا وشاتيلا، ليعبرّ عن مجازر عدّة عشناها.. وما زلنا نعيشها.

المصدر: السفير