صحيفة السفير: لقاءات بين إيران و"حزب
الله" و"الإخوان المسلمين" وحماس
لإعادة ترتيب العلاقة
.jpg)
الأربعاء، 14 آب، 2013
فرضت المتغيرات في المنطقة، ولا سيما التطورات المصرية
وعودة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، على قوى محور المقاومة إعادة ترتيب
أوضاعها ومعالجة الخلل الذي برز خلال الأشهر الأخيرة بسبب "الأزمة السورية"،
ولا سيما بين إيران و"حزب الله" من جهة و"الإخوان المسلمين" وحركة
حماس من جهة أخرى.
ويسعى هذا المحور، بحسب مصادر إسلامية مطلعة، لإعادة
ترتيب العلاقة بين إيران و"حزب الله" و"الإخوان المسلمين" في
ظل ما يتعرض له الإخوان من حملة عربية ودولية لمحاصرتهم وإقصائهم عن الحكم، وضرب
قوتهم الشعبية في أكثر من بلد عربي.
وتقول هذه المصادر: "إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية
الإيرانية السيد علي خامنئي اعتبر، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الإيراني، أن
ما جرى في مصر مؤلم وخطير وستكون له انعكاسات سلبية على كل الواقع الإسلامي، وانه
بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها الإخوان المسلمون خلال إدارتهم للحكم في مصر،
فإن ذلك يجب أن لا يؤدي للقبول بإنهاء الصحوة الإسلامية في المنطقة، بل يجب دعم
هذه الصحوة وإعادة الحوار مع أركانها".
وتكشف هذه المصادر "انه بناء لرؤية الجمهورية الإسلامية
بضرورة إعادة التواصل مع قيادات الإخوان للبحث في كيفية مواجهة التطورات المقبلة
ومعالجة الثغرات السابقة، فقد بدأ بعض المسؤولين الإيرانيين بعقد لقاءات مكثفة مع
قيادات بارزة في التنظيم الدولي للإخوان، ودراسة كل الملفات العالقة ووضع الحلول
المناسبة، مع حرص القيادة الإيرانية على التوازن في مواقفها تجاه الأوضاع في مصر،
وعدم التدخل في شؤون هذا البلد العربي - الإسلامي والمهم، وإبقاء قنوات التواصل مع
القيادة المصرية الجديدة".
وتتوقع المصادر أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من
اللقاءات والمبادرات الإسلامية والعربية، إن لجهة المساهمة في تخفيف التوتر في مصر
والوصول لحلول سياسية تحفظ دور الجميع، أو على صعيد بلورة محور عربي - إسلامي قائم
على قاعدة دعم قوى المقاومة وتفعيل دوره.
وقد شكل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد
حسن نصر الله في يوم القدس رسالة واضحة في هذا الإطار والذي يؤكد على طي صفحة
الخلافات بين قوى محور المقاومة، وتأكيد العلاقة القوية مع مختلف الفصائل
الفلسطينية، ولا سيما حركة حماس.
أما على صعيد العلاقة بين إيران و"حزب الله"
وحماس فتشير المصادر الإسلامية إلى انه خلال الأسابيع الأخيرة عقدت لقاءات قيادية
مكثفة بين هذه الأطراف في بيروت وطهران، وجرى خلالها إعادة تقييم ما يجري من أحداث
والاتفاق على تعزيز التعاون الميداني والسياسي رغم استمرار التباين بشأن "الأزمة
السورية"، وجرى تكثيف التعاون على الصعيد العسكري من أجل مواجهة احتمالات
حصول تطورات عسكرية مفاجئة ضد قطاع غزة أو جنوب لبنان. وتشير المصادر إلى أن هناك
جهودا مكثفة تبذل من أكثر من جهة لبنانية وفلسطينية وعربية وإيرانية من أجل إعادة
قراءة المتغيرات في المنطقة برؤية جديدة، والبحث عن نقاط التلاقي والمشتركات بين
مختلف قوى محور المقاومة، والبناء على هذه الرؤية لوضع استراتيجية جديدة تتلاقى مع
الجهود التي تبذلها وستبذلها القيادة الإيرانية الجديدة بعد تسلم الرئيس الشيخ حسن
روحاني منصب الرئاسة لتعزيز الوحدة ووقف الفتنة المذهبية في المنطقة ودعم قوى
المقاومة.
المصدر: السفير، بيروت