صحيفة فرنسيّة تفتح ملف نهر "البارد":
شرارة الطفل "محمد" تُشعله!

الجمعة، 28 كانون الأول، 2018
بعنوان "غضب وإحباط اللاجئين الفلسطينيين في
لبنان"، نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية مقالاً تطرّقت فيه الى وفاة
الطفل محمد وهبي في مخيّم نهر البارد، التي سلّطت الضوء على الوضع الإجتماعيّ الصعب
الذي يعشيه الفلسطينيون في لبنان.
وتحدثت الصحيفة عن المعاناة التي يعيشها عددٌ من
اللاجئين في المخيّم، الذي شهد معارك عام 2007، وإعادة إعماره لم تنتهِ حتى اليوم.
ولفتت الى أنّ المخيّم كان أكثر من مرّة مسرحًا لاعتصامات وتظاهرات إجتماعيّة، بسبب
البطء في الإعمار، واعتراضًا على تقليص خدمات الأونروا، إضافةً الى تظاهرات سياسيّة
فلسطينية.
وأشارت الصحيفة الى أنّ الأحياء في نهر البارد سُميت
بأسماء القرى التي قدم منها الفلسطينيون في العام 1948، كما تحدّثت عن الطفل محمد وهبي
الذي توفي عن عمر 3 أعوام، بعدما كان يعاني من ورم في الدماغ، وقد بقيَ 3 أيام في غيبوبة
قبل أن يجري نقله الى المستشفى، حيثُ توفي بعد ساعات من نقله الإثنين في 17 كانون الأول،
ووصفت الصحيفة مشهد والده المؤثّر الذي احتضن جثمانه، قبل دفنه.
وأوضحت "لو موند" أنّ معظم اللاجئين الفلسطينيين
كانوا يعتمدون علة تقديمات الأونروا، من أجل الدخول الى المستشفيات. والجدير ذكره أنّ الأونروا أكدت أنّها بذلت كلّ
الجهود الممكنة من أجل تأمين العلاج للطفل، كذلك أوضحت وزارة الصحة تفاصيل ما جرى قبل
وفاته، نافيةً حصول أي تقصير من قبلها.
من جانبه، قال والده مجدي وهبي إنّ إبنه أجرى عمليات
عدّة، إلا أنّه سئم بعد حين من إغلاق المستشفيات بوجهه.
صعوبات إجتماعيّة
وهنا تابعت الصحيفة أنّ هذه المأساة تسلّط الضوء
على التمييز الذي يتعرّض له الفلسطينيون، لا سيما وأنّ معظم المستشفيات خاصّة، والدخول
اليها غير مضمون.
وباتَ الممولون في المخيّمات يركّزون على الإحتياجات
الصحية الأساسية للفلسطينيين مثل التطعيم، متابعة النساء الحوامل والأمراض المزمنة
مثل داء السكري.
ورأت الصحيفة أنّ وفاة الطفل محمد وهبي كانت شرارة
أعادت الى الواجهة الصعوبات الإجتماعيّة التي يعيشها الفلسطينيون في نهر البارد، إضافةً
الى البطالة والإحباط بسبب إعادة الإعمار البطيئة.
وشدّدت الصحيفة على أحد أبرز مطالب اللاجئين والمتمثّل
ببناء مستشفى داخل المخيّم، وكان وعدَ بها الرئيس محمود عباس.
من جانبه، قال فراس علّوش أحد الناشطين في المخيّم:
"نريدُ أن يسمع الجميع خارج المخيّم أننا ضحايا الظلم"، لافتًا الى أنّ الطبابة
حق إنساني.