صدور العدد الثاني والستون من مجلة العودة
الأربعاء، 07 تشرين الثاني، 2012
أصدرت مجلة العودة عددها الواحد والستون وهي مجلة فلسطينية شهرية تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، حيث جاء بافتتاحية العدد والذي حمل عنوان: « الصبر... مفتاح الشعب!!»..
يظن البعض أن المواجع تفتح علينا ألف باب، لكنّ التاريخ المعاصر يقول إنّ الشعب الفلسطيني يحاول دائماً أن يفتح هذه الأبواب بإيمانه وعزيمته وإرادته وصموده.
فرغم امتداد الأزمة في سورية على كل البلاد، واقتراب شراراتها في كثير من الأحيان من المخيمات والتجمعات، لا يزال الشعب يفتح قلبه وبيته أمام النازحين من الشعب السوري وفاءً، وأمام أبناء شعبه من القادمين من الهجرة الداخلية حبّاً وكرامة.
ينخرط عشرات الشباب في لجان شعبية وخيرية لاستقبال النازحين والعمل على إيوائهم، وتفقد العائلات المستورة بالقدر الذي يملكه من إمكانات وقدرات، فيما يتطوع عشرات آخرون في نقل وقائع أخبار المخيمات لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة. يقدمون دروساً في التفاني الإعلامي من أجل القضية، ورفع الصوت في فضاءات العالم الإلكتروني.
حالة من الحراك الإيجابي ليست مستغربة على أهلنا هناك، ولا على أهلنا في لبنان، الذين تناسوا همومهم، وجور القوانين عليهم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فتنادوا للالتحام مع العائلات الفلسطينية النازحة من سورية، وفاءً للجسد الواحد، وللقضية الأساس، وللرسالة الأم.
في أكثر من بلد، ينهض الفلسطيني من كبوته ليواصل المسير، فلا يلبث أن يضع حقيبة السفر في المكان الجديد لإقامته، حتى تراه مشغولاً في كيفية نصرة فلسطين، والعمل من أجلها،
والعودة من خلال منبرها الإعلامي، وصوتها النابض بالعمل من أجل اللاجئين الفلسطينيين.
يتواصل معها عشرات الفلسطينيين من أبناء الشتات، كلٌّ يحكي قصة هجرة، أو حكاية وجع، أو رواية ألم، من واقع اقتصادي صعب، أو أمني معقد، أو سياسي خانق، غير أنّهم يتفانون بإطلاق جهود فردية سرعان ما تتطور إلى عمل جمعي مشترك، تحاول أن تحاكيه وتنطلق معه جهود فردية وجمعية أخرى، في مشهد يبعث على الطمأنينة، ويشعر الصهاينة باستمرار بأنهم أمام شعب لا تُذوّبه الأهوال.
لا تسعفنا السطور هنا لسرد الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون اليوم، لكن ما نستطيع أن نصفه بكل ثقة هو الإرادة التي يمتلكها، والإيمان الذي يحمله، فيجعله قادراً على اجتياز المحن، فالسنوات الطويلة علمته أنّ "الصَّبر... مفتاحُ الشعب".
المصدر: مجلة العودة العدد الـ62