صدور العدد السابع والخمسين من مجلة العودة
الإثنين، 04 حزيران، 2012
أصدرت مجلة «العودة» العدد السابع والخمسين وهي مجلة شهرية تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة.
ممثلما فوجئ العدو الصهيوني بقدرة الفلسطيني على تحويل الحجارة إلى أسلوب مقاومة في وجهه في انتفاضة كانون الأول/ ديسمبر 1988م، ظلّ الفلسطيني عبر عقود يبدع في البحث عن أدوات ووسائل يحفر فيها طريق العودة.
في أيار/ مايو 2011، أعطى الفلسطينيون في الشتات رسالة العودة عبر المسيرة التي اجتازت الحدود، وقدموا خلالها الشهداء والجرحي.
أما في أيار/ مايو 2012، فكانت الرسالة الأقوى من الأسرى والمعتقلين عبر إضرابهم الذي امتدّ لدى بعضهم إلى أكثر من 75 يوماً، وإحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة بطريقة متكاملة عبر التضامن مع الأسرى عبر كل وسيلة ممكنة.
في الأيام الماضية، قال الأسرى الأبطال كلمتهم (مفاتيح العودة... أمعاؤنا، ومفاتيح الحرية من السجن كذلك هي أمعاؤنا)، الأمعاء التي تلتف على رقاب المحتل.
بالجوع تارة، وبالدماء تارة أخرى، بالمسيرات والاعتصامات، وبكل وسيلة ممكنة يطلق الفلسطيني رسائله بأنّ حكاية الصمود ليست شعاراً يطرب الآذان، أو كلمات ينطق بها اللسان.
هي ليست شعاراً إذاً؛ فالأطفال الذين حملوا الأعلام وصور المدن والقرى التي ينتسبون إليها، خلال إحيائهم لذكرى النكبة في عشرات المدن والقرى والمخيمات، هذا العمل لا يقف عند كونه عملاً وطنياً فلسطينياً، بل إنه يشكل قلقاً عند الجانب الصهيوني.
علماء الاجتماع الصهاينة يحذرون باستمرار من الأجيال الفلسطينية التي تعيش ظروفاً متعددة في بيئات مختلفة وبلاد متباعدة، لكنهم يتوحدون في التمسك بوطنهم.
الأطفال الذين سهروا الليل في المخيمات ليرفعوا الأعلام الفلسطينية على جدار أو نافذة منزل، والشباب الذين شاركوا في مسيرات العودة ورائحة الوطن المضمخة برائحة الشهداء لا تزال تسكنهم.
الشيوخ الذين يستذكرون وجع التشرد وآلام الشتات بكثير من الصبر والمصابرة إلى يوم العودة.
كل هؤلاء يراهم الصهاينة، يراقبون حنينهم وعطاءهم، يرصدون الذاكرة الوطنية لديهم لعلهم يجدون في مساحاتها ما يقبل نسيان الأوطان، فلا يجدون!!
في مفتاح العودة اليوم، نفتح نوافذ جديدة إلى الوطن لنكتشف مع القراء الكرام أن العودة شجرة متجذرة رغم الشتات، وطائر يحلّق في سماء التشرد القسري لا يقبل إلا أن يحطّ بجناحيه على أشجار فلسطين.