صلاح اليوسف في حفل تأبين زينب شحرور: عاشت وماتت من اجل فلسطين
الثلاثاء، 25 أيلول، 2012
نظم الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية ـ فرع لبنان احتفالا تأبينيا بمناسبة مرور أربعين يوماَ على رحيل عضوة الهيئة الإدارية للإتحاد مسؤولة الإطار النسوي لجبهة التحرير الفلسطينية زينب شحرور ـ أم ربيـع وذلك قاعة الشهيد اللواء زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة شارك فيه ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينة وقوى التحالف الفلسطيني.. والإتحادات النقابية واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع الأهلي، وحشـد واسع من عضوات الإتحاد وممثلات الأطر النسائية الفصائلية الفلسطينية ومحبي المغفور لها الراحلة أم ربيـع شحرور.
بدأ الحفل بآيات من القرأن الكريم وقراءة سورة الفاتحة، ورحبت عريفة الحفل عضوة الهيئة الإدارية أبتسام أبو سالم بالحضور متحدثة عن مفاصل في حياة الراحلة وخصالها الحميدة.
وفي تأبينها عرضت كريمتها نـدى محطات من حياة أمها، فالولادة كانت في بيروت ـ منطقة النبعة العام 1954، وبالعشرينات أقترنت برفيق دربها أبو ربيع وعاشت مع زوجها وعائلتها حياة سعيدة جمعت فيها بين السعادة والفرح والحزن ووجـع الحرب وشرف النضال والتضحية والدفاع عن الحق والبذل لتربية الأولاد..
وقالت حاولت أمي كتم مرضها.. ورغم الشدة لم تقصر بواجباتها إلى أن جاءت ساعة الرحيل"، وختمت بأبيات كتبها الطالب الجامعي أخوها أحمـد "سـلام ياأمي والقلب مُعاتبُ... فالشكوى لمن من بعدك أشكيها ... تقولين هذه الحياة فلا بد أن نعيش فرحها وأن نعيش مآسيها".
صلاح اليوسف
واعتبر عضو المجلس الوطني الفلسطيني عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسـف باسم المنظمة ان حفل التأبين بمثابة تكريم من الإتحاد للراحلة أم ربيع شحرور، قائلا "كانت عنواناَ للأم اللبنانية ـ العربية ـ الفلسطينية.. فأم ربيع تعرضت للإعتقال لعدة مرات من أجل فلسطين ولتمسكها بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل وأستمرت بدرب الكفاح ولعبت دوراَ محورياَ في حماية وتفعيل وتطوير الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان"، ومن جهة أخرى رد شراسة الهجمة "حصار أقتصادي ـ مالي ـ معنوي" التي تيعرض لها الرئيس الفلسطيني أبو مازن على المستوى الدولي والاقليمي لإصراره على المضي بمطالبة الأمم المتحدة بالإعتراف بدولة فلسطين، ولتمسكه بالثوابت التي قضى دونها الشهيد الرئيس ياسر عرفات، كما وأكـد على شرعية منظمة التحرير ممثلاَ وحيداَ للشعب الفلسطيني بالوطن والشتات والمنافي وعلى شرعية المؤسسات التي أنثقت عنها "السلطة الوطنية، مجلس الوزراء، المجلس التشريعي، المجلس الوطني"، مطالبا كافة القوى الوطنية والإسلامية بالعمل لإنجاز المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية ليتمكن الفلسطينيون بوحدتهم من التصدي لسياسة الإحتلال الإسرائيلي.
امنة جبريل
عضوة الامانة العامة للأتحاد ورئيسة فرع لبنان أمنـة جبريل" قالت في على درب النضال والشهادة، على درب العودة والحرية والاستقلال، افتقدنا الكثير الكثير من أخوات مناضلات، أخترن طريق الكرامة من أجل فلسطين حرة، أبية مستقلة.
أفتقدناكم يا أخواتنا، جميلة صيدم عضو المجلس التشريعي والمجلس الوطني، وعضو الأمانة العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، فتحية غزاوي ، رامية عباس، خزيمة رحمة، جميلة سليمان، وفاء طه، أمل الباشا، تيسيرعسقول. وبالأمس القريب أفتقدنا الأخت المناضلة زينب شحرورمعتوق ـ أم ربيع، كما كانت تحب أن نناديها. لبنانية الهوية، فلسطينية الهوى، أحبت لبنان ولكنها عشقت فلسطين كما الشعب الفلسطيني، ناضلت في صفوف جبهة التحريرالفلسطينية وترأست مسؤولية منظمة المرأة. ترعرعت في أطرالإتحاد العام للمرأة الفلسطينية فكانت عضوالهيئة الإدارية للإتحاد، هذا الإطار الذي شكل الحاضنة المحفزة لتطورها وزيادة وعيها النضالي والإجتماعي.
بقيت لنا الذكريات الجميلة لتُنسينا دائما حقيقة أنها رحلت، نتذكرها ببساطتها، بطيبتها، بإنسانيتها وبتسامحها الذي كان أسلوب حياتها، تُذكرنا بصبرها، بتواضعها، بصلابتها التي لم تكسرها قساوة الحياة وألم الحرمان وكانت دائما الزميلة والأخت والصديقة الداعمة، والمساندة لكل من عرفها. شعارها المحبة والتسامح، ولماذا نختلف طالما ليس هناك ما يستحق بين الأخوة أن نختلف من أجله.
واضافت جبريل عام 1984 أعتقلت وعُذبتْ لمدة ستة أشهر، حدثتني أكثرمن مرة وبمرارة الكبرياء المجروح عن إعتقالها، الذي ترك جرحا نازفاَ في نفسها وروحها وذاكرتها، وظل يؤلمها حتى لازمها طوال حياتها. علمتها دروب الحياة الصعبة أن تتحمل المسؤولية بجدارة المرأة المكافحة، متناسية نفسها التي لها عليها حق إلى أقصى الحدود، في سبيل أن تحمي عائلتها لتؤمن لأولادها حياة كريمة، حتى نال أولادها قسطا كبيرا من حياتها وعالمها. دون أن تنسى إنتماءها الوطني والتنظيمي، ومهامها التي كانت تتحملها من أجل الإرتقاء بوضع المرأة وإحداث تغييرمن شأنه ان يطوروضعها وتتعزز فيه المشاركة السياسية جنباَ الى جنب مع الرجل في المجتمع الفلسطيني، بإتجاه التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كنا سوية أثناء إنعقاد المؤتمرالخامس للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، حيث للمرة الأولى التي ندخل فيها أرض الوطن، وعندها أحسستُ بها كطفلة تبرقُ عيناها ببريق يوم العيد، تُحدق وتتلمس الأشياء من حولها، خوفاَ من أن تصحومن هذا الحلم، وتجد أنها لم تكن على أرض فلسطين.
وتابعت جبريل فلسطين هواها الذي كانت تعشقه إلى جانب أنها كانت تضم أحبتها، والأحبة كثيرون وبينهم أختها التي لم تكن قد رأتها منذ أثنين وثلاثون عاماَ، والتي كانت كافية حتى لنسيان ملامحها، وإذ هي تستقبلها مع أبناء قريتها إستقبالاَ حاشداَ ومؤثراَ، حيث ضاعت هوية الدمعة بين دموع الفرح ودموع الحزن ومرت الأيام إلى حين إنتكاستها بوعكة صحية حادة أتت على أثرها الى مقرالإتحاد قائلة بأنها تريد أن تودع زميلاتها لأنها باتت تشعربأن رحيلها بات قريبا. وبدأت بالبكاء حتى أبكت جميع من حولها، عندها باحت بوصيتها الأخيرة، تطلب مني أن أهتم بإبنها أحمد الذي كان هاجسها الوحيد، أن يتخرج من الجامعة مهندسا، وأنا أقول لك ما أردت يا أم ربيع بإذن الله تعالى.
وقالت جبريل لقد أفتقدناك في محطة من أصعب المحطات النضالية التي يمربها شعبنا، حيث يتعرض لأبشع المؤامرات والهجمات الإستيطانية التي تسرق الأرض وتستهدف القدس وتهويد معالمها وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني الذي دفعنا من أجله أثماناَ غالية من الشهداء والأسرى والجرحى، ومن أجل حل الدولتين حيث لم نجد من ينصرنا على حل الدولة، هذا بالإضافة إلى الحملة الصهيونية الإرهابية المسعورة، التي تستهدف سيادة الرئيس أبومازن في محاولة للنيل من إرادته وعزيمته والنيل من مشروعية م ـ ت – ف والمشروع الوطني الفلسطيني، لتمسكه بالثوابت الوطنية، التي شكلت إجماعاَ وطنياَ فلسطينياَ على الصعيدين الرسمي والشعبي، ولتمسكه بعملية السلام إستنادا لقرارات الشرعية الدولية والحقوق الفلسطينية الغيرقابلة للتصرف.
واردفت جبريل من هنا نخاطبك يا سيادة الرئيس بأننا كشعب فلسطيني، نقف معك وخلفك في مسيرتك النضالية من أجل التوجه للأمم المتحدة لنيل عضوية فلسطين، ولا يحق لأحد المس بشرعيتك، ولا المس بشرعية نظامنا السياسي الذي تعمّد بالتضحيات الجسام منذ عام 1948 ونحن متأكدون أن كل هذه الإستهدافات والتهديدات الإسرائيلية المتغطرسة لن تزيدنا إلا إلتفافاَ وتمسكاَ بقيادتنا الفلسطينية، وبمنظمة التحريرالممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ورغم أن الموت يتسلل دون إنذارلأحبائنا ويخطفهم منا إلا أن هذا قضاء الله وقدره وما علينا إلا القبول والقول "الرحمة والسكينة لروحك الطاهرة، وأسكنك الله فسيح جنانه أنت وكافة شهيدات وشهداء فلسطين".
المصدر: القضية