الثلاثاء، 13 كانون الأول، 2011

على وقع حراك سياسي متصاعد، تنفست صيدا الصعداء، بدأت تستعيد هدوءها وحركتها الطبيعية بعدما تجاوزت بفضل وعي قواها قطوعين سياسيا وأمنيا تمثلا في تطويق ومعالجة ذيول الاحتقان والتشنج المذهبي والقاء القبض المتهم الرئيسي بإحراق السيارات في المدينة والتي اثار موجة من الغضب والتنديد. علمت "صدى البلد" من مصادر موثوقة، أن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي ما زالت تحقق مع الموقوف الفلسطيني من مخيم عين الحلوة (حسن.ح) لمعرفة الدوافع الحقيقية لاقدامه على احراق السيارات والجهة التي تقف وراءه، وقد إستطاعت تحديد هوية احد الاشخاص "المحرضين" وفق إعتراف الموقوف وهو فلسطيني أيضا من مخيم عين الحلوة يتنمي الى احدى التنظيمات الفلسطينية الوطنية وقد تم توجيه طلب الى مسؤوله لتسليمه والتحقيق معه والانتظار قائم.

وفيما ينصرف رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد للتحضير للمؤتمر العام الذي ينوي عقده في العام القادم لتفعيله واشراك جيل الشباب، يعتزم المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود عقد لقاءات تشاورية مع القوى والشخصيات والجمعيات الاسلامية في سبيل تحصين الموقف على قاعدة "نبذ الفتن وتعزيز الوحدة الاسلامية".

وبينهما اكد رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري "ان الملف الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من الملف الصيداوي، معتبرا خلال لقائه وفدا من حركة "حماس" برئاسة ممثلها في لبنان علي بركة ان حماس هي حركة مقاومة ومناضلة، وممثل لشريحة كبيرة ومهمة من الشعب الفلسطيني سواء في الشتات ام في الداخل".

الامن الذاتي

وشددت النائب بهية الحريري "أننا طلاب دولة ونريد ان تكون دولتنا هي المسؤولة عن امننا واستقرارنا وتنظم الحياة اليومية للناس، ونريد ان نعيش مرفوعي الرأس وكرامتنا محفوظة، معتبرة أن الدولة تقوى عندما يكون هناك خط دائم متواصل بين مكوناتها".

وقالت الحريري خلال لقائها في مجدليون روابط العائلات الصيداوية ضمن اللقاءات التشاورية.. ان صيدا بإرادة ابنائها هي ضد الأمن الذاتي وضد المربعات الأمنية، وهي مع حقها في الدولة وحق ابنائها في ان يأخذوا بكفاءتهم اماكنهم في الوظائف التي تعرض.

واضافت اننا نتشاور مع بعضنا لنحاول تمرير مرحلة صعبة، وهي ليست بسيطة وغير مسبوقة على الساحة اللبنانية والعربية وهذه المدينة الفاضلة بوجودكم ووجود اهلها ارتأت واتفقت مع بعضها على انها ضد الأمن الذاتي وضد المربعات الأمنية، هي مع حقها في الدولة.. حق ابنائها في ان يأخذوا بكفاءتهم اماكنهم في الوظائف التي تعرض، فالناس هي الدولة لأنه بدون ناس لا يوجد دولة.

وتوقفت الحريري عند ما شهدته صيدا في الآونة الأخيرة من احداث امنية وتشنجات فتساءلت: لماذا استهداف المدينة؟ قائلة اولا لان هذه المدينة تضم ملفات متفجرة، الملف الفلسطيني والحمد لله بالتعاون مع اهل المخيم ومع العقلاء استطعنا ان ننشىء مساحة اطمئنان وجسرا من المودة والمحبة الذي عاد امتد بين المدينة وبين المخيم تحت سقف الدولة وهذا انجاز كبير.. الملف الثاني هو التنوع الموجود في المدينة والناس التي تقصد هذه المدينة هي من هذا التنوع والكتلة القاطنة في المدينة دليل على انها مدينة متنوعة، ثوابتنا واضحة ولا تتغير وسنبقى نراكم بشكل ايجابي ومستدام ونحن من المدن القليلة التي رغم كل التناقضات الموجودة وطبيعي أن يكون لدينا تناقضات في المدينة، استطعنا ان نحافظ على هذه المدينة وان نؤسس الأطر التشاورية لطرح قضايا المدينة وقضايا المحيط والوطن وحتى المنطقة العربية وبالنسبة لنا امن المدينة يتقدم على مصلحة الأفراد وانا اعتبر أن الاحتواء الذي قامت به المدينة لكل المشكلات والأحداث التي واجهتها أثبتت من خلاله انها قادرة على ادارة امورها، وعلى استيعاب المراحل الصعبة واحتواء آثارها السلبية، مؤكدة ان من حق صيدا ان تنال حصتها كاملة من التغذية بالتيار الكهربائي، وان هذا الموضوع هو موضع متابعة يومية من قبلها مع المعنيين.

وفي موضوع المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قالت: رغم كل ما شن من حملات وما قيل عن المحكمة في النهاية تم تمويلها، وتبين ان كل الكلام الذي قيل كان كلاما سياسيا، ليس مهما من اين مولت بل المهم انها مولت.

المصدر: البلد | محمد دهشة