على وقع المعلومات التي تحدثت عن بدء تفشي بعض الامراض المعدية في صفوفهم وان بحالات محدودة حتى الان، والاستياء من تأخر وصول المساعدات الدولية وعدم شمول المدينة بها، وغياب دور الحكومة اللبنانية، اطلقت صيدا خطة طوارىء موحدة لتنظيم عملية استقبال ورعاية النازحين السوريين والفلسطينيين والذين تخطى.. عددهم حتى الآن 2400 عائلة يعيشون ظروفا انسانية واجتماعية صعبة.

وقد رصدت "صدى البلد" جملة من التطورات ابرزها بدء تفشي الامراض المعدية في عدد من المراكز التي تأوي نازحين سوريين في صيدا وان بحالات محدودة، اذ تحدثت المعلومات عن ظهور حالة جرب وحالتين من الكبد الوبائي عملت اتحاد مؤسسات الاغاثة على معالجتها سريعا ودق ناقوس الاخطر من الاسوأ، ثانيها الاستياء السياسي الصيداوي من من عدم شمول المدينة بالمساعدات الانسانية الدولية وسط استغراب من افتتاح مركز في بلدة الغازية وليس مدينة صيدا لتسجيل النازحين، ثالثها ازدياد معاناة النازحين السوريين والفلسطينيين في منطقة صيدا مع بدء فصل الشتاء رغم كل الجهود التي تبذلها مؤسسات المجتمع الأهلي اللبنانية والفلسطينية وضمن امكانياتها المتوافرة لتأمين الحد الأدنى من شروط مستلزمات الحياة الكريمة لهؤلاء النازحين لوجستيا وصحيا ومعيشيا وتربويا ورابعها دق ناقوس الخطر من انفجار سكاني في المدينة التي ضاقت على سكانها ونازحيها، خامسها صرف نحو 3 مليون دولار على النازحين منذ بدء الازمة بجهود اهلية واجتماعية.

وقد انبثقت خطة الطوارىء الصيداوي عن لقاء موسع دعت اليه النائب بهية الحريري في مجدليون وشارك فيه ممثلو كافة الهيئات الأهلية والأطر والقطاعات الصيداوية والفلسطينية المعنية بأعمال الاغاثة تقوم على اعتماد قاعدة معلومات موحدة للنازحين السوريين والفلسطينيين في صيدا ومخيماتها، وتنظيم عملية استقبالهم وايوائهم ورعايتهم ومتابعة شؤونهم والتواصل بشأنهم مع الجهات الرسمية والعربية والدولية المعنية لتأمين المساعدات الضرورية والملحة لهم وذلك عبر تشكيل لجان لوجستية واجتماعية وصحية وقانونية واعلامية لمتابعة كل جانب من هذه الجوانب بما يخفف من معاناة النازحين.

ولم تخف النائب الحريري عتبها الكبير على الحكومة اللبنانية بعدم تصديها لهذه المشكلة وعتبا مماثلا على المنظمات الدولية التي لم تبادر لغاية هذه اللحظة تجاه صيدا ومنطقتها معلنة عن خطة متكاملة لمواكبة اوضاع النازحين على الصعيد الاجتماعي او النفسي او الايوائي او الاحصائي او الصحي او التربوي لتكون عبارة عن مشاريع مكتملة تقدم الى الجهات المانحة ان كانت عربية او دولية، وقالت بدأت بالتواصل مع الاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة والأونروا، لوضعهم في جو الخطة وما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني من تعاون وتكافل عقدت اجتماعا مع المسؤول عن الحملة الشعبية السعودية، وتوصلنا الى عدة خطوات واطر من خلالها يجري المساعدة ضمن الأنماط التنظيمية، موضحة ان عدد العائلات كل يوم في ازدياد وقد بلغ نحو الـ2425 عائلة منتشرين في ظروف لا انسانية وبالحد الأدنى من المستلزمات، كاشفة ان رابطة الأطباء في صيدا برئاسة الدكتور نزيه البزري قامت بمبادرة لوضع اطار للوضع الصحي وخاصة الوقائي وخلال أسبوع سيجري وضع الخطة المتكاملة.

من جهته رئيس اتحاد المؤسسات الاغاثية في صيدا كامل كزبر طالب بوضع صيدا على خارطة العمل الاغاثي لأنه حتى الآن لم تلحظ المدينة باية مساعدة دولية او من قبل الدولة او الدول المانحة، لافتا الى ان كافة المساعدات تقوم على مجهود المجتمع المدني، مشددا على ضرورة ان تكون هناك مبادرة سريعة والتواصل مع الدول المانحة لوضع صيدا على خارطة العمل الاغاثي والمساعدات الاغاثية.

دفء الشتاء

ميدانيا، وزعت جمعية "عمل تنموي بلا حدود ـ نبع" بالشراكة مع منظمة أرض البشر الإيطالية وبدعم من المفوضية الأوروبية احتياجات الشتاء لنحو 719 عائلة (3235 شخصا) شملت دفايات، وقوارير غاز ستتم تعبئتها على مدى خمسة شهور القادمين، قسيمة لشراء ثياب، وأخرى لشراء طعام، بالإضافة إلى مساعدة 30% من العائلات في إيجار منزل واوضح رئيس الجمعية قاسم سعد، ان المشروع بدأ منذ اسبوعين حيث تم توزيع دفايات وقارورة غاز لـ 251 عائلة في مخيمات البص، الرشيدية، برج الشمالي والتجمعات في منطقة صور، و230 عائلة في مخيمات عين الحلوة والمية ومية، على ان يتم إستكمال التوزيع في منطقة الشمال.

كما قامت حركة "حماس" في مخيم عين الحلوة بتوزيع حرامات على العائلات النازحة الجديدة والبالغ عددها 420 عائلة وبمعدل حرامين لكل عائلة، إضافة إلى توزيع 150 طرد غذائي حيث اشرف على التوزيع المسؤول السياسي للحركة أبو احمد فضل والمسؤول الإعلامي خالد زعيتر وزارت الحركة النازحين المقيمين في مدرسة الكفاح وقدمت لهم غازات صغيرة لحاجتهم لها.

نزوح مؤقت

سياسيا، اكد امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات أن النزوح الفلسطيني في لبنان هو عملية مؤقتة مربوطة بتحسن الأوضاع في سوريا ، كاشفا عن انه بعد الاتفاق الذي جرى في دمشق بين الفصائل الفلسطينية من جهة وبين الحكومة والمعارضة من جهة ثانية سيتيح عودة اعداد من العائلات الى مخيم اليرموك عندما نتمكن من ذلك ونؤمن لهم عودة سليمة الى بيوتهم، لافتا الى ان وكالة الأونروا تتحمل مسؤولية تجاه النازحين الفلسطينيين كما تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ابو العردات وخلال لقائه الحريري في مجدليون مع وفد مركزي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بحضور منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، قال اتفقنا على اساس ان تكون هناك معايير واحدة في التعاطي مع النازحين الفلسطينيين والسوريين من قبل المؤسسات ومن قبل المجتمع الدولي، واهمية ان تبقى الجهود مستمرة ومتواصلة في اطار لجان مشتركة فلسطينية ولبنانية تعمل من اجل التخفيف من معاناة النازحين الفلسطينيين.

المصدر: البلد | محمد دهشة