القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 18 حزيران 2025

ضغوط مرتقبة لتسليم ارهابيي «عين الحلوة»

ضغوط مرتقبة لتسليم ارهابيي «عين الحلوة»


الأربعاء، 30 آب، 2017

مع طيّ صفحة إرهابيّي الجرود اللبنانيّة، ومع خلوّ المنطقة الحدوديّة بين لبنان وسوريا من أيّ جماعات مُسلّحة، سينتقل التركيز الأمني اللبناني من الحدود إلى الداخل، حيث يُنتظر أن تأخذ أجهزة الإستخبارات الرسميّة المُختلفة في لبنان، دوراً مُضاعفاً في تعزيز الإستقرار الداخلي، وذلك بعد أنّ أدّت الوحدات المُقاتلة في الجيش اللبناني دورها في هذا الصدد.

وفي هذا السياق، كشف مصدر أمني أنّ السُلطات العسكريّة والأمنيّة اللبنانيّة ستعقد في خلال الأيّام المُقبلة أكثر من إجتماع لتقييم مرحلة ما بعد تحرير الجرود من المجموعات الإرهابيّة كافة، حيث يُنتظر - بحسب المعلومات المتوفّرة، أن يتمّ في الأسابيع المُقبلة إطلاق خطّة أمنيّة تهدف إلى تعزيز وتحصين الإستقرار الداخلي، وذلك من خلال العمل على أكثر من خطّ ومُستوى. وأوضح المصدر أنّ الخطة تقضي بمُتابعة عمليّات الرصد والعمل الإستخباري لكشف «الخلايا النائمة» في مهدها، وإعتقال أفرادها قبل تحرّكهم الميداني، وهو ما أثبت فعاليّة كبيرة في تجنيب لبنان أكثر من تفجير إرهابي وأكثر من عمليّة إغتيال غادرة في الأشهر والسنوات القليلة الماضية.

وتابع المصدر نفسه أنّ جديد الخطة المُرتقبة يتمثّل في رفع وتيرة التنسيق مع الجهات الفلسطينيّة المعنيّة في مخيّم «عين الحلوة»، للعمل على تسليم كل المطلوبين بمُذكّرات توقيف من قبل القضاء والأجهزة الأمنيّة في لبنان، وكل المشبوهين بالتورّط بعمليّات إرهابيّة أو بالتحضير لتنفيذ إعتداءات في الداخل اللبناني. وقال إنّه في حال لم يتمّ التجاوب هذه المرّة من قبل الفصائل والقيادات الفلسطينيّة المُعتدلة، فإنّ ضُغوطًا أكبر ستُمارس على غير مُستوى لتسليم الإرهابيّين. وأكّد المصدر الأمني نفسه أنّ السُلطات اللبنانيّة لن تسمح بعد مُعالجتها ملفّ الجرود الذي كان يُشكّل بؤرة أمنيّة تُرسل منها السيارات المُفخّخة وعبوات التفجير وحتى الإنتحاريّين، بأن تبقى البؤر الأمنيّة المُشابهة مُنتشرة في العمق اللبناني، كما هي الحال في مخيّم «عين الحلوة» على سبيل المثال لا الحصر.

وشدّد المصدر الأمني على أنّ المُعالجات الجزئيّة والمحصورة في الزمان والمكان والتي كانت القوى الفلسطينيّة قد دأبت على تنفيذها داخل المخيّم بين الحين والآخر في السنوات الماضية، لن تكون مقبولة في المُستقبل، لأنّ عدم إنهاء هذه الظواهر الأمنيّة الشاذة بشكل جذري ونهائي، يُبقي خطرها قائماً على الفلسطينيّين واللبنانيّين على السواء. ولفت المصدر نفسه إلى أنّ تحقيقات أكثر من جهاز أمني لبناني مع إرهابيّين ومُعتقلين من هويّات مُختلفة، وتحيدًا مع لبنانيّين وسوريّين وفلسطينيّين، أظهرت وجود العديد من الأدوار لإرهابيّين داخل «عين الحلوة» في تأمين الدعم اللوجستي لخلايا إرهابيّة خارجه، من مال وسلاح ومُتفجرّات وغيرها من المُستلزمات، الأمر الذي يَستوجب العمل على إستئصال هذا الفكر الإرهابي الذي يختبأ داخل المخيّم الفلسطيني ويُهدّد الإستقرار العام. وتابع المصدر بأنّ القيادة الفلسطينيّة المركزيّة لمست بدورها الخطر المُتنامي على الفلسطينيّين أنفسهم، وعلى نُفوذها داخل المخيّم وسيطرتها على أمنه، نتيجة تنامي حُضور هؤلاء الإرهابيّين، وهي ترغب ـ كما اللبنانيّين، بإقفال ملفّ هؤلاء الإرهابيّين نهائياً، وتبحث عن أفضل الطرق لذلك.

وختم المصدر كلامه بالتأكيد أنّ المرحلة المُقبلة ستشهد ضُغوطًا لبنانيّة تصاعديّة لإنهاء ملفّ المطلوبين والإرهابيّين المُختبئين داخل «عين الحلوة» منذ سنوات طويلة، لأنّ إستمرار وجودهم هناك زاد من عدد أتباعهم وأنصارهم داخل «المخيّم» وخارجه، وسمح بتمويل وبإدارة عمليّات بعض «الخلايا الإرهابيّة» خارج المخيّم أيضًا. وتوقّع المصدر أنّ لا تتهاون هذه المرّة السُلطة السياسيّة اللبنانيّة العليا، وكذلك السُلطات الأمنيّة على إختلافها، إزاء هذا الملفّ العالق منذ سنوات طويلة، وذلك لإقفال آخر الثغرات التي تُهدّد الأمن اللبناني والإستقرار الداخلي، وكذلك لامتصاص النقمة الشعبيّة على التساهل إزاء خروج الكثير من الإرهابيّين من دون عقاب من الجرود.

المصدر: ناجي سمير البستاني- الديار