القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 17 حزيران 2025

طلاب "عين الحلوة" إلى المدارس.. وأيادي الأهالي على قلوبهم!

طلاب "عين الحلوة" إلى المدارس.. وأيادي الأهالي على قلوبهم!


الإثنين، 11 أيلول، 2017

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة قلقاٌ مع بدء العام الدراسي الجديد وتوجه الطلاب إلى مدارسهم، في وقت لا يزال المخيم يعيش تحت وطأة تداعيات الأحداث الأمنية الدامية التي شهدها في آب الماضي، وفي ظل استمرار المخاوف من تجدد الأحداث، رغم الخطوات العملية التي أقرتها الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية لتثبيت الاستقرار. ورغم عدم حصول "الأونروا" على ضمانات رسمية من أي طرف داخل المخيم بعدم تجدد الاشتباكات، إلا أن تحييد مؤسساتها، بما فيها المدارس، دفعها لاتخاذ قرار استئناف الدراسة فيها، فالتحق الخميس الماضي أكثر من ثلاثة آلاف تلميذ وتلميذة بمدارس "الأونروا" الإحدى عشرة الموجودة داخل المخيم، في أول يوم دراسي من العام الجديد.

ومؤخراً، جال مدير منطقة صيدا في "الأونروا"، إبراهيم الخطيب، على مدارس المخيم يرافقه مسؤول قسم التربية في الأونروا في منطقة صيدا، محمود زيدان، حيث التقيا عدداً من المدراء والمعلمين والطلاب. وقال الخطيب: "إن العام الدراسي يبدأ في ظل ظروف أمنية ومصاعب. لكن، وبدعم من الشركاء في اليونيسيف وجمعية نبع وجمعية تضامن وغيرها، نقدم دعماً نفسياً اجتماعياً للطلاب ليستطيعوا أن يتأقلموا بالجو الجديد بعد الأحداث الأليمة التي مرت على المخيم. ونأمل أن يستمر الوضع الأمني بالتحسن".

ولفت الخطيب، إلى أن هناك خطة أقرتها الوكالة لعام دراسي آمن ومنتظم قائلاً: "قمنا بدعم من "الصليب الأحمر الدولي" بتأمين ممرات آمنة وملاجئ لطلاب المدارس الموجودة على خطوط التماس حيث هناك تجميع للطلاب في نقطة مدرسة قبية في حال حصول أي خلل أمني، بحيث يتسنى حينها للأهالي تسلم أبناءهم بأمان وبالتنسيق مع "الصليب الأحمر" و"القوة المشتركة" وقيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية."

لكن، رغم عودة الحياة إلى طبيعتها، وتوجه الطلاب إلى مدارسهم، هناك مخاوف عند الأهالي من تكرار ما حصل. السيد إبراهيم أ.، وهو أب لأربعة طلاب، قال لـ"وكالة القدس للأنباء": "أرسلت أولادي الأربعة إلى مدارسهم في أول يوم دراسي، بعد أن طلعت إلى الشارع ورأيت الطلاب متوجهون إلى مدارسهم؛ لكن رغم ذلك لا شيء يضمن لنا عدم تكرار ما حدث، لذلك أنا أسعى إلى نقل أولادي إلى مدارس خارج المخيم، كذلك أبحث عن منزل في الخارج".

من جانبها، قالت السيدة حنان ص. "أرسلت ابني في أول يوم دراسي إلى مدرسته بيسان كبقية الطلاب لاستلام الكتب، وأنا الآن أسكن خارج المخيم بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت، ومطمئنة تقريباً كون أن المدرسة تقع في أول المخيم، وإذا حصل أي شيء من السهل أن يعود ولدي إلى المنزل، وأتمنى أن تعود الحياة كما كانت وأن لا يحصل أي شيء، ويبقى تفكيرنا بالمستقبل مجرد مخاوف".

أما الطالب في مدرسة بيسان محمد ط. فقال: "ذهبت إلى المدرسة في أول يوم، وكان تقريباً الصف ممتلأ بالطلاب، رغم الظروف السيئة والصعبة التي مر بها مخيمنا، فأنا كطالب في المدرسة أطالب كل المعنيين لمساعدة أهل المخيم لتخطي ما حصل، والسعي لعودة الحياة إلى طبيعتها"، مضيفاً: "نحن الآن بدأنا في الدراسة ولا نريد أن يحصل أي خلل أمني يعطل علينا ويوقف مدرستنا، نحن طلاب علم، وإذا لم نتعلم لن يكون لنا أي مستقبل لا هنا ولا في الخارج".

أما جنى، وهي طالبة في الصف التاسع الأساسي ومن المتفوقين في الدراسة، فقالت لوكالتنا، "إن علمنا هو سلاحنا كفلسطينيين، فهناك من يريد أن نكون مجتمعاً جاهلاً، نحن شعب يريد أن يتعلم ويحب العلم"، مطالبة جميع الطلاب بالعودة إلى مدارسهم وتحدي كل الصعوبات لإثبات أن الشعب الفلسطيني شعب جبار وقادر على تحمل كل المآسي، فنحن شعب سلبت منا أرضنا وما زلنا نقاوم وسننتصر بإذنه تعالى".

يشار إلى أن "الأونروا" أخضعت موظفيها ومعلميها لدورات تدريبية في الإسعافات الأولية وكيفية محاكاة والتعامل مع الأزمات الأمنية والعسكرية وعلى إجلاء الطلاب بالتعاون مع "الصليب الأحمر اللبناني والدولي". وأخضعت الطلاب لبرامج دعم نفسي واجتماعي وترفيهي لإخراجهم من تأثيرات الأحداث الأمنية عليهم، وذلك بعدما كانت الوكالة استحدثت في وقت سابق ممرات آمنة ونقاط تجمع وإخلاء للطلاب.

يبقى أهالي مخيم عين الحلوة، رغم الآثار السيئة التي تركتها الاشتباكات، متفائلين بمستقبل أجمل وقادرين على تحمل وتخطي كل الأزمات التي مروا بها، لا شك أنهم الآن أمام امتحان صعب، لكن رغم ما حصل ورغم المآسي التي عاشوها والذعر الذي دب في قلوبهم بسبب الاشتباكات العنيفة التي عايشوها، توجه الطلاب إلى مدارسهم طالبين للعلم والأمان، وتخييب أملهم له هدف واحد هو حرمانهم من حقهم في التعليم وتهديد مستقبلهم وزعزعة تمسكهم بقضيتهم وبحقهم في العودة إلى أرضهم، هذا الهدف الذي لم يستفيد منه سوى العدو الصهيوني، وهم لم يكونوا سوى الضحية، وسيدفعون ثمناً لا ذنب لهم به، فعلى الأقل يجب بلسمة جراحهم من خلال الحفاظ على أمنهم واستقرارهم، فهل سينجح المعنيون في ذلك؟؟

المصدر: وكالة القدس للأنباء