عائدون إلى فلسطين..
في الناقورة

الثلاثاء، 14
أيار، 2013
تأبط يوسف الحاج
يوسف (82 عاما)، المتحدر من بلدة الخالصة في فلسطين المحتلة علمه، بينما رفعت نسوة
شاركن في مسيرة العودة، مفاتيح عملاقة ترمز إلى مفاتيح البيوت التي يحتفظ بها الفلسطينيون،
الذين يحيون الذكرى الخامسة والستين للنكبة.
تحفظ ذاكرة يوسف،
الذي شارك في المسيرة بكامل أناقته، تفاصيل بلدته الخالصة، التي هجر منها في العام
1948، بعدما كان يظن أن العودة ستكون بعد أسبوع، بحسب ما وُعد به الفلسطينيون آنذاك.
يتمسك يوسف اليوم أكثر من أي يوم مضى بالعودة إلى فلسطين، التي لا بديل عنها على الإطلاق،
يقول: «هذه فلسطيننا من البحر إلى النهر، وهكذا نعلم أولادنا وأحفادنا حب فلسطين والنضال
من أجلها بكل الأثمان». لم يختلف أبو رياض، الذي أتى من مخيم القاسمية شمال صور، والذي
يتحدر من قرية طوبا في صفد، في إصراره، عن رفيقه يوسف. يؤكد أبو رياض، كما طرفة المحمود
من حيفا، أن «فلسطين لن تضيع. وستبقى فلسطينية إلى الأبد». ويشير إلى أن المشاركة في
مسيرة العودة إلى الناقورة على حدود فلسطين، لها رمزية خاصة، حيث نرى بالعين المجردة
بيوتاتنا المغتصبة من كيان العدو.
رحلة العودة، التي
انطلقت من مخيمات منطقة صور باتجاه أقرب نقطة ساحلية إلى فلسطين المحتلة، بمؤازرة من
الجيش اللبناني، والتي نظمتها «لجنة حق العودة»، بمشاركة غالبية فصائل «منظمة التحرير
الفلسطينية» وقوى التحالف، لوحظ غياب «حركة حماس» عنها. وألقيت خلال التجمع في وسط
الناقورة، الذي استقبل بحفاوة من أهالي البلدة وفعاليات المنطقة كلمات، استهلت بكلمة
ترحيبية لمسؤول قطاع الناقورة في «حزب الله» خليل حسين، تلاه أبو سامر موسى باسم «حركة
الجهاد الإسلامي»، ويوسف أحمد باسم «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، وعلي أيوب
باسم «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، شددت جميعها على التمسك بحق العودة، ورفض
كل أنواع التوطين والابتعاد عن فلسطين. وفي ختام المسيرة توجه وفد من المشاركين إلى
البوابة الرئيسية لمقر قيادة اليونيفيل. وسلم مذكرة إلى الأمين العام للامم المتحدة
بان كي مون، بواسطة مساعد القائد العام لليونيفيل أوليفيه دي سيفان، وممثل مكتب الشؤون
المدنية والسياسية في اليونيفيل سلطان سليمان. وتضمنت عددا من المطالب، في مقدمها التمسك
بحق العودة ورفض كل أشكال العدوان الإسرائيلي، وضرورة قيام الامم المتحدة بدورها في
تنفيذ ذلك.
وللمناسبة ذاتها،
وتحت عنوان «كبارهم يورثون وصغارهم لا ينسون»، نظم المكتب الطلابي لـ «حركة فتح» ـ
شعبة الرشيدية، يوماً مفتوحاً إحياءً لذكرى النكبة، وتأكيداً على التمسك بحق العودة،
في ساحة روضة الشهيد صلاح خلف . تضمن النشاط معرض صور وعرض مقتنيات تراثية وأدوات منزلية
ولباس تراثي، وتجسيد حياة الآباء والأجداد في فلسطين.
وفي مخيم البداوي
(«السفير»)، نظمت «جمعية النجدة الاجتماعية»، احتفالا تحت شعار «العودة حق»، وذلك بمشاركة
ممثلي الفصائل الفلسطينية ومشاركين من المخيم رفعوا لافتات تؤكد حق العودة. تضمن الاحتفال
فقرات فنية وتراثية ورسومات ومعرضا لصور مدن وقرى فلسطين، وتخللته كلمة باسم جمعية
النجدة القتها فاطمة عبد العزيز، التي أكدت «أن لا بديل عن العودة الا العودة وأن الشعب
الفلسطيني سيبقى يناضل من أجل تحقيق هذا الحق الذي يتوارثه الاجيال جيلاً بعد جيل».
واختتم الحفل برقصات ووصلات فنية لأطفال النجدة و«روضة كنفاني».
واختارت «الديموقراطية»
فرع البقاع، معلم المقاومة مليتا، ليكون وجهة مسيرة العودة التي انطلقت أمام المركز
التقافي الفلسطيني سعدنايل، بمشاركة الفصائل واللجان الشعبية والفعاليات وحشد من اللاجئين
الفلسطينين. وفي مليتا («السفير») نظم استقبال رسمي للوفد الفلسطيني من قبل قيادة
«حزب الله» التي تمثلت بالحاج مصطفى مشرف الذي أكد وقوف المقاومة الأسلامية مع نضال
الشعب الفلسطيني، حتى استرجاع حقوقه المشروعة، شارحا عن تأسيس معلم مليتا معلم المقاومة
التي دحرت الاحتلال. وأكد عبد الله كامل عضو اللجنة المركزيه للديموقراطيه «تمسك الفصائل
الفلسطينية بحق العودة، ورفضها مشاريع التوطين والتهجير». وتمسكا بحق العودة، تنظم
«الجبهة الديموقراطية» اعتصاماً عند الحادية عشرة اليوم أمام مقر الأمم المتحدة - الإسكوا،
في بيروت.
المصدر: السفير
