القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عاد حي جنين في مخيم نهر البارد ولم يعد أهله إليه

عاد حي جنين في مخيم نهر البارد ولم يعد أهله إليه


الخميس، 07 شباط، 2013

بعد نكبة مخيم نهر البارد، في العام 2007، أصبح لكل حي، بل لكل بيت، قصة. ولعلّ قصة "حي جنين" أشهرها. كان الحي يضم 45 عائلة، تسكن 26 مبنى. وبعد دخول الجيش اللبناني الى المخيم، أعلن الحي منطقة عسكرية مغلقة، يمنع إعادة إعماره، أو السكن فيه، أو حتى الدخول إليه. لكن، وبعد سلسلة الاعتصامات والاحتجاجات في نهر البارد وطرابلس، وصولاً الى بيروت، واجتماع القوى والفصائل الفلسطينية مع رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، صدر الأمر بتسليم الحي الى سكانه، في 4 أيلول 2012. غير أنه لا يزال مهجوراً الى اليوم. والسبب هو عدم إعادة بناء البيوت المدمرة، وكل بيوته مدمرة، إما جزئياً أو كلياً، إضافة الى عدم وجود بنى تحتية، من طرقات، وشبكات مياه وكهرباء، وغيرها من مستلزمات الحياة.

أصرت الدولة اللبنانية، في مؤتمر الدول المانحة، أنها الجهة المسؤولة عن توزيع التعويضات، والحي مدرج ضمن الهبة الإيطالية التي لم يصل منها شيء حتى الآن.

ينتظر أبو ممدوح، أحد سكان الحي، منذ 5 سنوات و4 أشهر التعويض لترميم بيته، ويقول: "البيوت مهدمة وغير صالحة للسكن. وحي جنين آخر منطقة تم تسليمها في المخيم. والعوامل الطبيعية أثرت بشكل كبير على المنازل. أما تعويضات الهبة الإيطالية فننتظرها منذ سنوات، ولا نسمع غير الوعود." ويضيف: "بعد مراجعات من قبل أهالى الحي لمدير مشروع الإعمار، محمد عبد العال، تم رصد مبلغ من المؤسسات الإيطالية لإنشاء البنية التحتية في الحي. وما حصلنا عليه لغاية الآن هي وعود بأنه سيتم البدء بتجهيز دفتر الشروط والمناقصات خلال شهرين."

ويقول أمين سر اللجنة الشعبية الدوري، أحمد معاري: "بعد إبلاغنا من قبل لجنة ملف البارد بتحديد أرقام الوحدات التى تم الموافقة على أن تشملها الهبة الايطالية من قبل لجنة الحوار وشركة خطيب وعلمي وصندوف المهجرين، تم الطلب من المعنيين بتحضر أوراقهم الثبوتيه ليصار الى دفع التعويضات لهم. كذلك تمت معاينة المنازل من قبل لجنة الملف واللجنه الشعبية. وقد تم ابلاغنا أنه سيتم الدفع للمتضررين في أسرع وقت، والبدء بحي جنين. إلا أنه وحتى هذه اللحظه لم يتم دفع أي مبلغ لأسباب لا تزال مجهولهة ونسمع تبريرات غير مقنعة، علماً بأن الوحدات المشمولة بدفع التعويضات لا تتجاوز 30% من مجموع الوحدات، بعد أن تم شطب العديد من المباني بحجة أنها شيّدت على مشاعات."

الوضع اليوم هو كالتالي: عاد الحي، ولكن أهله لم يعودوا! لأنهم ببساطة لا يملكون القدرة على إعادة بنائه. فهل سيلجأون مرة أخرى الى الاعتصامات، كما يقول قسم كبير منهم؟ وهل سينتظر الحي 5 سنوات أخرى، قبل أن تتم إعاد إعماره؟ وما مصير الأهالي الذين لا تشملهم التعويضات؟ أسئلة من شأن الإجابة عليها إعادة حي جنين الى الواجهة مجدداً.

المصدر: نشرة الجهاد