عباس زار مدافن الشهداء والتقى بهية الحريري وفلسطينيين وأكد بأنه بوعي شعبنا تجاوزنا مأزقاً في لبنان

السبت، 06 تموز، 2013

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفلسطينيين الى "أن يبقوا على مستوى المسؤولية في الحفاظ على لبنان وحماية أمنه وسلامته حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ونعود الى الوطن جميعاً"، مشيراً الى "أننا كدنا نقع في مأزق ربما تحول الى مصيبة، في الأيام الماضية، ولكن بوعي الفلسطينيين في لبنان ومسؤولياتهم تجاوزناه بسلام".

واصل عباس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في اليوم الثالث من زيارته الرسمية للبنان، فالتقى في مقر إقامته في فندق "فينيسيا" أمس، النائب بهية الحريري يرافقها وفد صيداوي ضم رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود، رئيسة اللجنة اللبنانية ـ الفلسطينية للحوار والتنمية مايا مجذوب، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، عضو المجلس البلدي للمدينة عرب كلش وعدنان الزيباوي وهبة حنينة من "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة"، في حضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين سر "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.

وجرى خلال اللقاء الذي استمر نحو أربعين دقيقة عرض للأوضاع اللبنانية والفلسطينية، ونقلت الحريري الى عباس تحيات أبناء صيدا ومخيماتها وترحيبهم بهذه الزيارة، مؤكدة "أهمية وخصوصية العلاقة التي تربط صيدا بالقضية وبالشعب الفلسطيني باعتبارها حاضنة لمعاناة اللجوء الفلسطيني منذ النكبة، وداعمة لنضالات هذا الشعب من أجل تحرير واستعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة جميع لاجئيه الى وطنهم فلسطين".

وثمّنت المواقف الأخيرة للرئيس عباس في ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان وسلاح المخيمات، مشددة على "وحدة الشعب الفلسطيني وسلامة القضية الفلسطينية". واعتبرت أن "حياد الأشقاء الفلسطينيين عما يجري في لبنان، مصدر قوة للقضية الفلسطينية كما يجسد دعماً للبنان واستقراره".

من جهته، رحب عباس بالحريري والوفد المرافق، مثنياً على "مواقفها الداعمة للقضية والشعب الفلسطيني، والجهود والمبادرات التي تبذلها على صعيد إعادة مد وتمتين جسور العلاقة والثقة بين الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان، وعلى صعيد ترسيخ الأمن والاستقرار في صيدا ومخيماتها".

وزار عباس مدافن شهداء فلسطين في منطقة شاتيلا، حيث كان في استقباله السفير دبور وممثلو الفصائل الفلسطينية وحشد من أهالي المخيمات. ووضع اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء، ثم توجه الى مقر السفارة الفلسطينية في بئر حسن حيث أدى صلاة الجمعة الى جانب حشد من الفلسطينيين.

وأمّ المصلين نائب رئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية الشيخ جهاد الحاج الذي شكر في خطبته الدولة اللبنانية والجيش اللبناني على "حسن استضافتهم للرئيس الفلسطيني"، مؤكداً أن "الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف يحترمون الشرعية اللبنانية والسلم الأهلي اللبناني".

وعقب الصلاة، التقى الرئيس الفلسطيني في مقر السفارة، حشداً من الفلسطينيين الموجودين في لبنان، في حضور دبور وعدد من ممثلي الفصائل. وقال: "إن لبنان مهم جداً في حياتنا، وقد بحثت الهموم الفلسطينية ـ اللبنانية المشتركة خلال لقاءاتي مع الرؤساء الثلاثة، وهي هموم بقدر ما تهم اللبنانيين تهم الفلسطينيين. إن الأوضاع التي يشهدها المجتمعان الفلسطيني واللبناني سليمة وجيدة للغاية، وعلى الفلسطينيين أن يبقوا على مستوى المسؤولية في الحفاظ على هذا البلد المضياف وحماية أمنه وسلامته وأمن وسلامة الفلسطينيين فيه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ونعود الى الوطن جميعاً".

أضاف: "لمست لدى الدولة اللبنانية كل الرضى تجاه المستوى العالي من المسؤولية الذي يتحلى به اللاجئون الفلسطينيون تجاه لبنان وأمنه وسلامته، وعلى كل أطياف الشعب الفلسطيني الحفاظ على هذا البلد كي يتخطى أزماته الصعبة. وفي الأيام الماضية، كدنا نقع في مأزق ربما تحول الى مصيبة، ولكن بوعي الفلسطينيين في لبنان ومسؤولياتهم تجاوزناه بسلام".

ودعا الى "الصبر حتى يصل الفلسطينيون الى حقهم بدولة مستقلة عاصمتها القدس بكل أركانها، من الكنيسة حتى الأقصى، وهذا الأمر أساسي، لأي حل للقضية الفلسطينية"، مشدداً على أن "الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة لن يتم إلا عبر استفتاء عام يجريه كل الفلسطينيين ليكون لهم رأيهم في هذا الشأن".

وإذ رأى أن "الدول العربية تعاني صعوبات كبيرة"، أشار الى أن "الفلسطينيين لا يريدون أن يتدخلوا في شأن أي من البلدان العربية التي تتعرض للأزمات، فهم ضيوف حتى عودتهم الى وطنهم الأم فلسطين، وهم لا يريدون أن يكون لهم أعداء بل أن يكون الجميع أصدقاء لهم".

وتلقى عباس اتصالاً هاتفياً من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مرحباً بزيارته، وناقش معه شؤون المنطقة والتطورات الأخيرة فيها.

وكان عباس اتصل أول من أمس برئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وتمّ التشاور في آخر التطورات السياسية. وأسف جنبلاط لعدم تمكنه من لقائه لأسباب شخصية.

المصدر: المستقبل