القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عباس في بيروت: قرار سلاح المخيمات بيد لبنان وسليمان لعدم انزلاق الفلسطينيين في الخلافات الداخلية

عباس في بيروت: قرار سلاح المخيمات بيد لبنان وسليمان لعدم انزلاق الفلسطينيين في الخلافات الداخلية


الخميس، 04 تموز، 2013

ثلاثة عناوين تمحورت حولها المحادثات اللبنانية الفلسطينية، التي انعقدت امس في القصر الجمهوري، على مرحلتين، ثنائية جمعت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس محمود عباس، وموسعة ضمت اليهما اعضاء الجانبين اللبناني والفلسطيني.

تركز البحث في اللقاءين حول: العلاقات الثنائية وسبل تفعيلها في ظل وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتنامي أعدادهم مع توافد لاجئين من مخيمات سوريا، أهمية تنظيم الوضع الفلسطيني، بما يمنع انزلاقه في قضايا لبنانية، كيفية مساعدة الفلسطينيين في المحافل الدولية، وتطورات عملية السلام في الشرق الاوسط في ضوء المساعي الاميركية على هذا الصعيد، مع تأكيد مصدر رسمي لبناني لـ”السفير» ان "لا ترابط بين زيارة عباس وأحداث عبرا في صيدا لان الزيارة كانت مقررة مسبقا”.

وخلصت المحادثات الى تأكيد سليمان أهميّة عدم انزلاق الإخوة الفلسطينيين في التجاذبات والخلافات الداخليّة اللبنانيّة، وتحييد أنفسهم عن التداعيات السلبيّة للأزمة السوريّة، في وقت يسعى لبنان للمحافظة على استقراره وسلمه الأهلي وتلافي الانقسام الداخلي، خصوصاً من طريق الالتزام "بإعلان بعبدا”.

وشدد سليمان على ضرورة العمل مع السلطة الفلسطينية لمتابعة قرارات مؤتمر وهيئة الحوار الوطني الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة، ووضع آليّة لتنفيذها، سواء ما يتعلّق منها بمعالجة المسائل الحياتيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة للاجئين، بالتعاون المفترض مع وكالة الأونروا، أو ما يتعلّق بالسلاح في داخل المخيّمات وخارجها.

وأبدى حرص لبنان، وهو حرص الإخوة الفلسطينيين أنفسهم، على أن لا يأتي أيّ حل لازمة الشرق الاوسط بصورة تتعارض مع مصالح لبنان العليا، ومع المبادئ والأسس الواردة في قرارات الشرعيّة الدوليّة ومرجعيّة مؤتمر مدريد والمبادرة العربيّة للسلام، ووجوب ضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تتعارض أوضاعها الخاصة مع مثل هذا التوطين.

وايد سليمان دعم لبنان للمساعي الهادفة لقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضويّة في منظمة الأمم المتحدة.

من جهته، اعرب عباس عن أمله في "تجنيب اللاجئين من الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا ولبنان، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية”. وأكد "أننا لسنا طرفاً في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك»، مشدداً على رفض التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد، ومؤكداً "الحاجة لدعم الجميع وتضامنهم مع شعبنا الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله”.

وجدد عباس التأكيد أن وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو وجود مؤقت، إلى حين عودتهم إلى ديارهم، وقال: "ليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا، ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم، فوحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها هي مسألة مقدسة في نظرنا”.

وتطرق الى موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان، فاعتبر ان "قرار هذا السلاح بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية. ونحن نطيع كل ما نؤمر به في هذا الموضوع وفي غيره باعتبارنا ضيوفاً ومقيمين بشكل مؤقت”.

واذ جدد عباس تمسكه بالحل العادل والشامل لازمة الشرق الاوسط، اعتبر ان "المبادرة العربية للسلام اثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تغيير أو تبديل أو تعديل، وهي أنشئت لتنفّذ، وأعتقد أنها ستنفّذ لأنه لا توجد مبادرة أخرى على الطاولة غيرها”.

وكان عباس وصل الى القصر الجمهوري في مستهل زيارة رسمية يقوم بها للبنان بناء لدعوة رئيس الجمهورية الذي كان في استقباله.

وبعد مراسم الاستقبال، انعقدت قمة لبنانية - فلسطينية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والمقاربات الكفيلة بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط.

بعد ذلك، انتقل سليمان ونظيره الفلسطيني الى قاعة مجلس الوزراء، حيث عقدا لقاء موسعاً حضره عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل ووزراء: الخارجية عدنان منصور، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، العمل سليم جريصاتي، شؤون المهجرين علاء الدين ترو والداخلية مروان شربل، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية السفير ناجي ابي عاصي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد عبد المطلب الحناوي.

وشارك عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لـ”حركة فتح» عزام الاحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء زياد ابو عمرو، وزير العمل أحمد مجدلاني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، مستشار الرئيس للشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي، امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات.

وفي ختام المحادثات، جرى تبادل للأوسمة، فمنح سليمان الرئيس الضيف وسام الاستحقاق من الرتبة الاستثنائية، وبدوره منح الرئيس الفلسطيني الى سليمان وسام نجمة فلسطين، ثم كان تبادل للهدايا، دوّن بعدها عباس كلمة في سجل الشرف. ثم زرع أرزة الصداقة اللبنانية الفلسطينية.

بعد ذلك، عقد سليمان وعباس مؤتمرا صحافياً مشتركاً في قاعة 22 تشرين الثاني.

وردا على سؤال لـ”السفير» حول كيفية تنظيم العلاقات الثنائية بما يصون الحقوق المدنية الفلسطينية والأمن في لبنان ويحفظ السيادة اللبنانية، قال عباس: "قلت منذ أربع سنوات، واكرر الآن بمنتهى الصراحة، إن مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها يعود القرار فيه إلى الحكومة اللبنانية وما تقرره. وهذا متفق عليه بين كافة الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن كما تفضل وذكر فخامة الرئيس، فهنالك أشخاص لا علاقة لنا بهم ولا نستطيع أن نعطيهم الأوامر أو نوجههم”. أضاف: "ما على الحكومة اللبنانية إلا أن تقرر ونحن علينا التنفيذ داخل المخيمات وخارجها. وبالنسبة إلى توحيد المرجعية فنحن لدينا سفارة وهناك أجهزة مسؤولة سواء وزارة الداخلية أو المخابرات أو الجيش والأبواب مفتوحة والصلاحيات مطلقة للسفارة للقاء في أي وقت ونحن لدينا أيضاً أجهزة في الوطن يمكن أن تجري اتصالات وتتعاون مع الأجهزة اللبنانية”.

ومساء عقد اجتماع في قصر بعبدا بين الرئيسين سليمان وعباس، انضم إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصــريف الأعـــمال نجيـــب ميقاتي.

ومساء، أقام سليمان مأدبة عشاء على شرف عباس حضرها اركان الدولة ونواب ووزراء وكبار الموظفين.

وألقى سليمان كلمة رأى فيها أن "الاستقرار في لبنان يفترض الابتعاد عن لغة التوتير ودعم مؤسسات الدولة، وعلى رأسها مؤسسة الجيش التي نثمن اليوم كامل تضحياتها، والالتزام بمندرجات إعلان بعبدا”.

وقال: "يقلقنا ويؤلمنا ما يجري في سوريا من أحداث، فلا يلومنا أحد إذا سعينا لحماية استقرارنا الداخلي ولا سيما من خلال الاعتراض على أي اعتداء على وطننا”.

وشدد على ضرورة تنظيم العلاقات اللبنانية الفلسطينية، داعياً الفصائل الفلسطينية الى احترام القوانين اللبنانية.

وردّ عباس مؤكّداً ان "الفلسطينيين في لبنان ضيوف وهم تحت القانون»، رافضاً التوطين فـ”وطننا هو فلسطين ولن نرضى عنه بديلاً”. وأكد "على وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها”. وقال: "لسنا طرفاً في أي نزاع أو صراع داخل الوطن العربي، ونحن بأمس الحاجة لدعم الجميع لشعبنا الذي يسعى لنيل استقلاله”.

المصدر: السفير