عباس يلتقي بري وميقاتي وسلام
والجميل: لا نمانع في سحب السلاح من المخيمات

الجمعة، 05 تموز، 2013
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس
«عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني»، مجددا القول أن «الفلسطينيين في لبنان هم
تحت القانون وليس فوقه». وأشاد بدور لبنان الــــذي «ضحى الكـــثير ورفـــع ويرفع
لواء القضية الفلسطيــــنية».
بدوره، أشاد رئيس مجلس النواب
نبيه بري بالموقف الفلسطيني الأخير خلال أحداث صيدا بـ«عدم امتدادها وإطفائها».
ونبه إلى أن «إسرائيل تحاول إقامة أشرطة حدود حولها فيما نحن نتلهى بأمور تغيب
القضية المركزية أي القضية الفلسطينية».
وكان بري استقبل أمس في عين
التينة، الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق وسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وأركان
السفارة، في حضور الوزيرين عدنان منصور وعلاء الدين ترو.
وعقد عباس وبري مؤتمرا صحافيا،
أشار فيه رئيس المجلس إلى أن «علينا جميعاً أن نتنبه الآن في المنطقة العربية ولا
نغتر دائماً بما يسمى الربيع العربي، وبكل صراحة إن إسرائيل هي المستفيد الأكبر
بالنسبة لهذا الموضوع وهي تحاول أن توجد أشرطة حدود سواء كان في الجولان او سيناء
او في اكثر من بلد ونحن نتلهى بأمور تغيب القضية المركزية التي كانت تجمعنا».
بدوره، قال عباس: «كل ما يهمنا
هو وحدة هذا البلد واستقراره وأمنه دون النظر إلى أي ظروف أخرى وبذلك قمنا بما يجب
علينا أن نقوم به وهو أبسط الأشياء التي نفعلها تجاه لبنان الذي استضافنا ورحب بنا
وكرمنا والذي ضحى من أجلنا». أضاف: «ما دمنا ضيوفا فنحن تحت قانون البلد ولسنا
فوقه، ولا يمكن أن نفكر أو نحلم بأننا سنكون فوق القانون، نحن تحت القانون، وما
يقرره المشرع اللبناني والرئيس اللبناني والبرلمان اللبناني والمسؤول اللبناني نحن
نلتزم به».
وأكد عباس أن «المصالحة ستستمر
ولن تتأثر بأي ظروف تمر بها المنطقة»، معتبراً أنها «مصلحة وطنية حيوية للشعب
الفلسطيني»، وآملاً أن تتحقق وبأقصى سرعة ممكنة.
وأشار إلى أن «كل ما نطلبه هو
الانتخابات، وإذا ما حصلت هذه الانتخابات سنكون سعداء جدا لأن نستعيد الوحدة».
ومن جهة أخرى، قال عباس: «نحن
نتفاوض الآن مع الجانب الأميركي من أجل إفساح المجال للدخول في مفاوضات مع الجانب
الإسرائيلي».
وأكد أنه «إذا وصلنا إلى حل
نهائي، يجب أن يكون هذا الحل بموافقة كل الشعب الفلسطيني أولا، ثم كل من يتأثر
بهذا الحل، أي وبمنتهى الصراحة الدول المجاورة التي تتأثر لظروف كثيرة، لبنان،
سوريا، الأردن ومصر». وجدد التمسك بالمبادرة العربية للسلام، مؤكداً عدم السماح
بتغييرها «لأنها مقدسة».
وخــــلال اللقاء تبادل بري
والرئيس الفلسطيني الهدايا التذكارية.
وكان عباس زار السراي الحكومي،
حيث التقى رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، الذي تمنى أن «يلتزم الأخوة
الفلسطينيون قرار السلطة الفلسطينية عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية،
وعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان الى منطلق لافتعال
أحداث أمنية تضر بالأمن اللبناني والعلاقات بين الجانبين».
بدوره، أكد عباس «أننا لا نريد
أي عمل من شأنه أن يعبث بأمن لبنان، ولا نقبل لأحد أو من أحد أن يخرج عن هذا
الالتزام». وشدد على «أننا لسنا بحاجة الى سلاح، فنحن محميون من الشعب اللبناني
والجيش والحكومة».
وعقد عباس وميقاتي اجتماعاً
ثنائياً أعقبه اجتماع موسع شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، منصور، ترو
ووزير العمل سليم جريصاتي.
وقال ميقاتي: «إن لبنان يعاني
حاليا ضغط ملف النازحين من سوريا بسبب الأحداث هناك، ومن بينهم اعداد من
الفلسطينيين، لذلك ندعوكــــم الى ضــــبط هذا الواقع المستجد الى حــــين عودتهم
الى سوريا بــــــــعد انتهــــاء الأزمة، وعــــدم الســــماح بإدخال
المخــــيمات لمصـــلحة أي طرف في سوريا ضـــد الآخر، وكــــذلك عدم السمــــاح
بإدخـــال المخيمــــات في لبـــنان في الصراع الفلســــطيني الداخلي».
في ختام المحادثات، عقد الرئيس
الفلسطيني مؤتمرا صحافيا في السراي قال فيه: «إن الفلسطينيين في المخيمات ليسوا
بحاجة إلى سلاح».
أضاف: «نحن محميون من الشعب
اللبناني والجيش والحكومة، فعندما تقول الحكومة اللبنانية نحن نريد أن نسحب السلاح
إلى خارج المخيمات، فنحن علينا السمع والطاعة، وإذا أرادوا أيضا أن ينظموا السلاح
في داخل المخيمات أو يجدوا أي طريقة تناسبهم فعلينا السمع والطاعة، فنحن ضيوف في
هذا البلد وبالتالي ما يقرر ينفذ».
من جهة أخرى، وضع عباس إكليلا من
الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء، في احتفال رسمي شارك فيه وزير الدفاع فايز
غصن.
وكان عباس استقبل، في مقر إقامته
في فندق فينيسيا، وفد قيادة فصائل منظمة التحرير في سوريا، اطلع منه على أوضاع
النازحين الفلسطينيين وسبل معالجة أوضاعهم.
ومساءً، استقبل عباس في مقر
إقامته كلا من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام والرئيس أمين الجميل، واتصل
هاتفياً برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي أعرب عن أسفه لعدم
تمكنه من اللقاء بالرئيس الفلسطيني «لأسباب شخصية»، وأوفد إليه الوزراء: غازي
العريضي، وائل أبو فاعور، علاء الدين ترو، نائب رئيس الحزب دريد ياغي، وأمين السرّ
العام ظافر ناصر.
كما استقبل النائب نهاد المشنوق.
ومنح الفنان راغب علامة الجنسية الفلسطينية وجوازا ديبلوماسياً.
وعقد الرئيس عباس لقاء اعلاميا
في فندق فينيسيا، حضره نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين الياس عون والامين
العام لمنظمة العمل الـــــشيوعي محسن ابراهيم، وقــــال ردا على سؤال لـ«السفير»
عن الخــــيار البديــل لدى السلطة الفلسطينية بعــــد رفض العـــدو الاسرائيلي كل
مقــــترحات الحل: خيارنــــا ان نبقى في ارضنا.
أضــــــاف: لن اقول كلمة مقاومة
مسلحة، فقــــد جربــــناها مــــطولا وآخرها كــــانت الانتفاضة الثـــــانية
وحرب العام 2007 والعام 2009، وكانت النتيجة تــــدمير كــــل شيء، هــناك مقاومة
سلمـــية شعبية ســـــنلجأ اليها كما يحـــــصل في «بـــــاب شمــــس» الآن،
وقــــد اتفقــنا سابــــقا مع حركة حــــماس وخطــــيا على المقــــاومة
الشعبيـــــة السلمية، ولن ارفع شعــــار المقاومة المسلحـــــــة غير المجدية.
وعن سبب عدم لقائه الامين العام
لـحزب الله السيد حسن نصر الله خلال زيارته، قال: «لم يحصل ان تحدث احد بطلب حصول
هذا اللقاء، وانا مستعد لو طلب اي احد عقد لقاء معي».
المصدر: السفير