عباس ينأى بالفلسطينيين
عن التطورات اللبنانية .. واتفاق تعاون بين الفصائل والأجهزة الأمنية

الخميس، 04 تموز، 2013
كانت مدوية صرخة المطارنة
الموارنة أمس الذين وضعوا النقاط على الحروف وحذّروا بوضوح لا لبس فيه من أن "السلاح
غير الشرعي سيستجلب سلاحاً غير شرعي بالمقابل”، ما يفتح الأزمة السياسية الداخلية على
أبواب الانفلات الأمني الذي لن يرحم أحداً أو منطقة أو فريقاً بعينه وأن يؤدي إلى الإطاحة
بالعيش المشترك، رافضين التدخّل في سوريا على اعتبار أنه خرق للأعراف ولاتفاق بعبدا
الذي التزم حياد لبنان عن المحاور والتطورات الإقليمية، فيما كانت زيارة الرئيس الفلسطيني
محمود عباس إلى بيروت مناسبة لتظهير موقف تنسيقي بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية
والأجهزة الأمنية اللبنانية، كما لإعلان الرئيس ميشال سليمان موقفاً يدعو إلى حسم مسألة
السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها.
وفيما كانت الأوساط السياسية
تتابع ما وصلت اليه العلاقة بين النائب ميشال عون وحليفه "حزب الله”، جاءت الزيارة
التي قام بها السفير الإيراني غضنفر ركن ابادي إلى عون أمس ليزيد من يقين تدهور العلاقات
بين الرابية وحارة حريك، على الرغم من أن أبادي حاول التقليل من أهمية توقيتها بالزعم
"أننا طلبنا موعداً منذ أسبوع”، وأكّدته زيارة عون المفاجئة أيضاً إلى قصر بعبدا والاجتماع
إلى الرئيس سليمان بعد "مقاطعة” استمرت أشهراً.
وعلى الصعيد الحكومي، يبدو
أن الملف مجمد في انتظار حصول تبدل ما في مواقف الكتل السياسية، وتشير المعلومات المتوافرة
الى أن أي اختراق لم يتحقق حتى الآن وان خطوط الوساطات الجدية والفاعلة شبه مقطوعة
وبالتالي فان الرئيس المكلف تمام سلام يبدو كأنه دخل دائرة الانتظار، وقد أعلنت مصادره
أمس أنه لا "يمكن ان ينتظر الى ما لا نهاية وانه وضع نهاية الشهر الجاري حدا أقصى لتشكيل
حكومته أو الاعتذار”.
المطارنة الموارنة
وكان المطارنة الموارنة
الذين عقدوا اجتماعهم الشهري أمس دعوا الى التخلي عن التنظيمات المسلحة لمصلحة القوى
العسكرية والأمنية الشرعية التي لها وحدها حق امتلاك السلاح واستعماله وهي وحدها الضامنة
للسلم الأهلي، مؤكدين أن "الشعب اللبناني غير راض عن الشحن الطائفي والمذهبي وما يرافقه
من انتشار للسلاح غير الشرعي، مع تنقل الأحداث الأمنية من منطقة الى أخرى”، مستنكرين
"كل تدخل لأي لبناني كان في الأزمة السورية، تحريضاً ودعماً أو مشاركة ميدانية، لأنه
خروج على الأعراف اللبنانية وعلى الدستور وعلى مبدأ السيادة”.
عباس
إلى ذلك، لفتت مصادر الوفد
اللبناني المشارك في المحادثات التي أجراها الرئيسان عباس وسليمان لـ "المستقبل” إلى
انه تم الاتفاق على "تعاون مكثف بين الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير
الفلسطينية ومخابرات الجيش اللبناني ووزارة الداخلية، لضبط الوضع في المخيمات والحؤول
دون تسرب أي حالات فردية فلسطينية، تريد التدخل لصالح هذا الطرف اللبناني او ذلك في
ظل الازمة اللبنانية الحاصلة، وسيترجم هذا التعاون من خلال إجتماعات متلاحقة بين الجانبين
خصوصا في ظل الاوضاع التي يعيشها لبنان والمنطقة”.
ولفتت المصادر إلى ان رئيس
الجمهورية أكّد للوفد الفلسطيني "أهمية أن تبقى معالجة السلاح الفلسطيني ضمن إطار ما
أقرته هيئة الحوار الوطني”، فكان جواب الرئيس عباس بان "الفلسطينيين على قناعة تامة
بضرورة تحييد السلاح الفلسطيني عن الصراعات الخارجية في المنطقة، سواء أكان في لبنان
او سوريا او أي بلد آخر، وهذا ما حصل أبان أحداث نهر البارد، إذ لم يتحرك السلاح الفلسطيني
في البداوي، وكذلك في أحداث عبرا الاخيرة حيث لم يتحرك السلاح في مخيم عين الحلوة،
وبالتالي فالسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات في لبنان هو أمر سيادي والفلسطينيون
على إستعداد لتطبيق أي قرار يتخذ بشأنه”.
عون
وبعد أن استقبل في الرابية
قبل ظهر أمس السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، قام النائب ميشال عون مساء
بزيارة مفاجئة ولافتة إلى قصر بعبدا، حيث عرض مع الرئيس سليمان التطورات السياسية والأمنية،
ووضعت مصادر مواكبة الزيارة في إطار "حسن النية من قبل عون تجاه رئيس الجمهورية بالرغم
من الاختلاف في الرأي في الملفات الداخلية”.
غير أن المصادر لم تستبعد
لـ "المستقبل” أن تكون الزيارة حظيت "بمباركة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي
الذي سبق أن زار بعبدا قبل يوم من زيارة عون”، مشيرة إلى أن البند الأساسي في المباحثات
كان "الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة ومنتجة في ظل التطورات في المنطقة”.
"14
آذار”
من ناحية أخرى، شدّدت الأمانة
العامة لقوى 14 آذار على ان هذه القوى "ستبقى السد المنيع من أجل الوقوف في وجه مخطط
حزب الله، وأن تؤمن للبنان واللبنانيين السلم الأهلي والعيش المشترك والعبور إلى الدولة
الفعلية”. وفيما أعلن المنسق العام للأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد أن "الاجتماع
كان مخصصاً للتحضير للقاء 14 آذار يوم الاحد المقبل في صيدا للتضامن مع أهلها، بسبب
تعرضها لجرح كبير”، أشار الى ان "صيدا بكل فئاتها نموذج للعيش المشترك الاسلامي ـ المسيحي،
وكانت ولا تزال خزاناً أساسياً للتظاهرة المليونية الاولى في 14 آذار 2005، ومن الطبيعي
ألا يكون جرحها محصوراً في صيدا، بل أن يكون جرح كل لبنان”.
مكاري
إلى ذلك، اقترح نائب رئيس
مجلس النواب فريد مكاري على رئيس المجلس نبيه بري للخروج من مشكلة الخلاف حول دستورية
جلسة الهيئة العامة، الدعوة الى "عقد جلسة لمجلس النواب تسبق الجلسات التشريعية المقرر
عقدها بدءاً من 16 الجاري لتفسير المواد الدستورية المتعلّقة بالتشريع في وجود حكومة
مستقيلة، لأن المجلس النيابي هو صاحب الحق والوحيد في تفسير هذه المواد”. وقال "لا
نستطيع كهيئة مكتب تعديل جدول الاعمال من دون دعوة الرئيس بري الى عقد اجتماع لهذه
الغاية”، واضعاً تأجيل عقد الجلسات التشريعية الى 16 الجاري في خانة "إفساح المجال
امام الاتصالات والمشاورات”.
واشار الى "إشكال في تفسير
المواد الدستورية المتعلقة بالتشريع في وجود حكومة مستقيلة، والمخوّل تفسير هذه المواد
هو مجلس النواب”، متمنياً على الرئيس بري "دعوة المجلس الى جلسة لتفسير هذه المواد
قبل موعد الجلسات التشريعية، ومهما تكن نتيجة التفسيرات نسير بها”.
المصدر: المستققبل