عتب فلسطيني على الراعي.. وانشطة في مئوية وعد بلفور

الأربعاء، 25 تشرين الأول، 2017
توقفت القوى الفلسطينية في لبنان، بإهتمام بالغ أمام تصريحات البطريرك
مار بشارة بطرس الراعي التي أطلقها من أميركا والتي تعتبر ان الفلسطينيين والسوريين
باتوا عبئا كبيرا وخطرا ديمغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأمنيا على لبنان، معتبرة
انها مواقف تسيء للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
تصريحات البطريك الراعي ليست الاولى ضد الشعب الفلسطيني في لبنان، اذ
اطلق قبل اشهر قليلة خلال زيارته منطقة درب السيم المجاورة لمخيم عين الحلوة تصريحا
مشابها، اعتبر فيه ان المخيم بات مصدر تهديد لمنطقة درب السيم، ما استدعى توضيحا لاحقا
من الاب عبدو ابو كسم حول ما قصد البطريك الراعي فيه وطويت الصفحة.
امام هذه التصريحات، يستعيد ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان ما قدمه ممثل
منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير السابق عباس زكي من وثيقة حملت عنوان
"إعلان فلسطين في لبنان" وتجرأ فيها على أن يسامح وينبذ الماضي.. زار الصرح
البطريركي في بكركي حاملاً وثيقة بعنوان "كلمة شرف وعهد ووفاء الى اخوتنا المسيحيين
في لبنان"، وقدمها الى البطريرك مار نصر الله بطرس صفير لمناسبة عيد الفصح
2008، وأبرز ما جاء فيها "أكثر ما يواجهنا اليوم من تحديات تبعث على القلق الشديد،
تناقص أعداد المسيحيين في الشرق، لا سيما في لبنان وفلسطين، بفعل تداعيات الاحتلال
الاسرائيلي، وتنامي الاصوليات، إن الدور المسيحي في الشرق، وتحديداً في لبنان وفلسطين
يعبر الآن درب الآلام، على رجاء الخلاص من الحروب، عبر صناعة السلام، وهزيمة العنف
والتطرف، من أجل شفاء النفوس المتصالحة مع ذاتها ومع الآخــر".
اليوم، تتابع القوى الفلسطينية في لبنان باستغرابٍ كبير تصريحات البطريرك
الراعي وأبلغت مصادر فلسطينية "صدى البلد"، ان هذا الكلام مستهجن سيما وان
الفلسطيني في لبنان خلال السنوات الماضية ابدى احتراماً كبيراً لسيادة لبنان وأمنه
واستقراره ومصالحه، وسجّل تعاوناً وثيقا مع الأشقاء في لبنان في مواجهة التهديدات الخطيرة
التي هدّدت أمنه واستقراره، ومارس بكل مسؤولية والتزام الحياد الإيجابي إزاء كل التطورات
التي حصلت في لبنان، وبدلا من تحميل المجتمع الدولي والاحتلال الصهيوني الذين سبّبوا
نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده، وكانوا السبب في وجوده في لبنان، والذين يخططون إلى
شطب حقه في العودة وتوطينه هنا وهناك وبدلاً من الإشادة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية
وتهنئة الشعب الفلسطيني عليها وحثّه على استثمارها في لبنان في تعزيز دوره الإيجابي
في معالجة التحديات الأمنية فيه بالتعاون مع الأشقاء اللبنانيين، فإنه يُهين الشعب
الفلسطيني ويتهمه باتهامات لا تمتُّ إلى الواقع والحقيقة بصلة، فهو لا يشكّل عبئاً
ولا خطراً على لبنان، إذ إن الشعب اللبناني الشقيق بكل مكوناته والذي تربطنا معه علاقات
أخوية وثيقة، يشيد بالوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني في لبنان ودوره الملتزم، وانعكاسهما
الإيجابي على معظم نواحي الواقع اللبناني، وتعاونه الوثيق معهم باستمرار في تكريس ذلك.
لقاء لبناني فلسطيني
واستكمالا، عقد لقاء لبناني فلسطيني بدعوة إمام مسجد الغفران في صيدا
الشيخ حسام العيلاني وذلك في مكتبه في صيدا، شارك فيه رئيس مركز المفتي جلال الدين
الثقافي الشيخ احمد نصار، نائب الأمين العام لحركة "أنصار الله" الحاج ماهر
عويّد، مسؤول العلاقات السياسية في "حركة الجهاد الإسلامي" شكيب العينا،
المحامي محي الدين حمود، قائد القوة الفلسطينية المشتركة العقيد بسام سعد ومساعده المقدم
عبد الأسدي ممثل عصبة الأنصار الاسلامية ابو صهيب دهشة.
وقال الشيخ العيلاني، ان هذا اللقاء هو لقاء اخوي يهدف إلى تعزيز الأخوة
اللبنانية الفلسطينية وكانت مناسبة للبحث في المواضيع التي تهم الشعبين اللبناني والفلسطيني،
مستغربا ما قاله البطريرك الراعي، متسائلا "أين الخطر الديموغرافي الذي يشكله
الفلسطيني في لبنان وهو محروم من حق التملك أما عن الخطر الأمني فالجماعات الإرهابية
تضم من مختلف الجنسيات وعن الخطر الإقتصادي فالفلسطيني تأتيه الأموال من أقاربه في
الخارج ليصرفها في لبنان وسأل اين هو الخطر الثفافي والسياسي"، مؤكدا ان الفلسطيني
محروم في هذا البلد وهو اصلا لم يأت إلى لبنان برضاه فهو هجر من وطنه على يد العصابات
الصهيونية التي أحتلت وتحتل ارضه فمن باب أولى إعطاءه الحقوق الإجتماعية والإنسانية
وتأمين حياة كريمة له حتى عودته إلى وطنه.
انشطة بلفور
سياسيا، التقت النائب بهية الحريري التقت في مجدليون وفدا من "اللقاء
التشاوري للمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية في منطقة صيدا"، اطلعها على برنامج
الأنشطة التي يقوم بها بمناسبة ذكرى مئوية وعد بلفور المشؤوم (2 تشرين الثاني
1917) الذي منحت بموجبه الحكومة البريطانية آنذاك حقا لليهود بإقامة وطن قومي لهم على
أرض فلسطين.
وبحث الوفد مع الحريري رعايتها لبعض هذه الأنشطة على صعيد مدينة صيدا،
وابرزها عقد جلسة محاكاة للجمعية العامة للأمم المتحدة لطلاب مدرسة الحاج بهاء الدين
الحريري لتوجيه نداء بإسم اطفال الشعوب الممثلة في الجمعية العامة الى دولهم للضغط
على بريطانيا للإعتذار عن وعد بلفور، وايضا اطلاق حملة تواقيع على صعيد مدارس الشبكة
المدرسية على عريضة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار، حيث رحبت الحريري بالفكرة
واعربت عن دعمها لهذه الأنشطة لما تشكله من تسليط للضوء على هذا الوعد المشؤوم الذي
كان مقدمة لتهجير شعب فلسطين وسلبه ارضه ووطنه ومنحهما دون وجه حق لليهود، معتبرة ان
فلسطين الدولة والقضية اليوم وبعد مائة عام على وعد بلفور هي اكثر حضوراً وأقوى صوتاً
في العالم لأن شعب فلسطين استطاع بتمسكه بهويته وتراثه وبتضحياته ان يبقي قضيته وحقه
في دولته ومقدساته حياً راسخاً في ذاكرة الأجيال مهما تقادم عليها الزمن.
المصدر: محمد دهشة - البلد