عدوان: ردة فعل اللاجئين تجاه الخطوات
الأمريكية التصفوية "باهتة"

الخميس، 28 حزيران، 2018
وصف الخبير في شئون اللاجئين
الفلسطينيين عصام عدوان ردة فعل اللاجئين بمناطق اللجوء الفلسطيني تجاه الخطوات
الأمريكية التصفوية لقضاياهم بـ "الباهتة"، مشيرًا إلى أن ذلك أعطى
إشارات سلبية للمجتمع الدولي، وأنها شكل من أشكال القبول بالواقع والتعايش معه.
وشدد عدوان في مقال نشره على حسابه في
"فيسبوك" على أن حل أزمة أونروا يتلخص في حراكات فلسطينية شعبية ورسمية
عارمة في كل ساحات العالم تتوسع تدريجيًا، وتتصاعد درجاتها تجاه الاحتلال
الإسرائيلي.
وعزا ذلك ليقنعوا العالم بأن القضية لم
تخبو في صدور أبنائها، مشيرًا إلى أنه بهذه الطريقة فقط يمكن أن يوفر احتياجات
الأونروا و"بغيره توقعوا الأسوأ".
وأوضح عدوان أنه منذ سنوات وعجز
الأونروا المالي يزداد، ليصل ذروته في هذا العام بسبب تجميد الإدارة الأمريكية
معظم مساعداتها للأونروا في سياق ما يسمى بـ "صفقة القرن".
وقال إن: "استمرار عمل الأونروا
لسبعين سنة مضت كان (بسبب) خشية المجتمع الدولي من توتير المنطقة وخلق صعوبات أمام
الكيان الإسرائيلي تحول دون دمجه في المنطقة".
وأضاف: لقد رأى المجتمع الدولي أن
برامج التشغيل تسهم في تحسين ظروف اللاجئين ودمجهم في الحياة الطبيعية في أماكن
لجوئهم، الأمر الذي يهيئ الظروف أمام التوطين.
وتابع: "يبدو أن الإدارة
الأمريكية، وبضغط صهيوني، ضاقت ذرعًا باستمرار قضية اللاجئين، واستجابت للدعاية
الصهيونية الخبيثة التي تقول إن استمرار عمل الأونروا يُبقي على قضية اللاجئين
حية، ومن الضروري إنهاؤها".
وتساءل عدوان: "إزاء هذه الإرادة
الدولية الهادفة لتصفية قضية اللاجئين والشاهد عليها وهي الأونروا، ماذا فعل
اللاجئون الفلسطينيون؟"، وأجاب: "اعتصم وتظاهر مئات من اللاجئين أمام
مقرات الأونروا في قطاع غزة ولبنان، وأحيانًا في الضفة الغربية، ونادرًا في
الأردن".
ووفق الخبير بشأن اللاجئين فإن أونروا
رصدت أعداد هؤلاء المتظاهرين وهتافاتهم، ومكوناتهم السياسية، ونقلت الصورة إلى بعض
الدوائر الغربية، التي استنتجت أن رد الفعل الفلسطيني يكاد يصل إلى الصفر.
ولفت إلى أن نسبة المشاركة تلك تعني أن
الشعب الفلسطيني أصبح جاهزًا لتمرير مخطط تصفية الأونروا، وأن أمن واستقرار منطقة
الشرق الأوسط لن يتعرض لأية هزات جرّاء تصفيتها.
أما على المستوى القيادي الفلسطيني،
أشار عدوان إلى أن قيادة الأونروا اعتادت سماع عبارات الإطراء والمديح والثناء على
جهودها، وعبارات التأكيد على الحاجة لاستمرار عملها، وأنه لن يتم السماح لأي عمل
من شأنه الإضرار بها.
وحسب عدوان فإن هذا الأمر منح الأونروا
مزيدًا من الطمأنينة التي ربما فهما المجتمع الدولي على أنها شكل من أشكال القبول
بالواقع والتعايش معه.
وبين الخبير أن ردة فعل تجمعات
اللاجئين في داخل فلسطيني وخارجها-باستثناء قطاع غزة-تجاه خطوات الإدارة الأمريكية
التصفوية، "باهتة" وأعطت إشارات سلبية عن مدى حماسة الفلسطينيين تجاه
قضاياهم الرئيسية.
وذكر على سبيل المثال أن مسيرة العودة
الكبرى اقتصرت على قطاع غزة، ولم تنخرط فيها الساحات الفلسطينية الأخرى إلا على
استحياء ولساعات محدودة فقط.
وأكد عدوان أنه "لا يمكن للمجتمع
الدولي قراءة هذا المشهد الهزلي إلا بأن الفلسطينيين؛ قيادةً وشعبًا، لم يعودوا
يكترثون لقضيتهم المركزية ولا لمشروعهم الوطني، وأن غزة تنتفض بسبب ما أصابها من
ألم الحصار ليس أكثر".
وشدد على أنه يؤكد ذلك بأنه-حتى-في غزة
لم تزد أعداد المعتصمين أمام مقرات الأونروا احتجاجًا على التقليصات أكثر من بضعة
مئات فقط.
ونوه إلى أنه ليس للفلسطينيين استهجان
عدم قدرة 90 دولة في مؤتمر روما في مارس الماضي عن جمع 100 مليون دولار للأونروا،
ونحو 70 دولة في مؤتمر نيويورك قبل يومين (الاثنين) لم يجمع سوى 50 مليوناً فقط.
وعزا عدوان ذلك لكون أن الرسائل
الفلسطينية قد وصلت المجتمع الدولي وأدرك تمامًا أن أوان تجفيف الأونروا وتصفية
قضية اللاجئين الفلسطينيين قد أزف، وأنه إذا لم يبك الفلسطينيون على قضيتهم فلن
يبك عليها أحد.
وتقدم الأونروا المساعدة والرعاية لنحو
خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية
المحتلة وقطاع غزة.
وتنعكس أزمة أونروا على الخدمات التي
تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في مجالات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة
والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية.
وأول أمس الاثنين عقد مؤتمر
"التعهدات المستمرة" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك للدول المانحة
لوكالة الغوث، لمحاولة علاج العجز الحاصل في ميزانية "أونروا" والبالغ
نحو 250 مليون دولار.
وتحصل الوكالة على الدعم المادي عبر
التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ومؤخرا قلصت الولايات المتحدة
تبرعاتها مما عمل على زيادة العجز المالي لديها.