عذراً حسين هو انسان !!!
الأربعاء، 31 تموز، 2013
على بعد عشرات الأمتار من الحي الذي أسكنه، هناك
منزل مهجور حسب إعتقادي موصد بابه الحديدي بإحكام ومضاف عليه جنزير مع قفل. كنت أمر
من امامه عدة مرات في الإسبوع أثناء تجولي في المخيم وكنت أظنُ انه فارغ.
إستوقفني اليوم أحد شبان المخيم أثناء عودتي من
إحدى الزيارات خارج المخيم وروى لي ان هناك قضية إنسانية فلماذا السكوت عنها؟! كانت
ْ الصاعقة بأن هنالك شاب سجين داخل منزل مهجور منذ اكثر من سنة وتم تحديد المكان لي.
أنا شخصياً لا علم لي بالموضوع وطلبت منه بعض الوقت لأستوضح عن الأمر. وبالفعل قمتُ
بركن سيارتي وتوجهتُ مباشرةً إلى المكان لأقف امام المنزل وهو فعلياً مقفل بجنزير وقفل.
وقام أحد الجيران وساعدني بالمناداة على الساكن
بإسمه حسين لأتفاجئ بشاب يسترق النظر من احدى شبابيك المنزل عمره بين 40 و50 عام وأخذتُ
أتجاذب الحديث معه عن فترة حبسه في المنزل فقال لي وهو يرفع إحدى اصابعه سنة، سألته
عن اسمه فقال لي حسين والعائلة تركماني. من وضعك هنا ؟ أخي علي.من يطعمك؟ الجيران يعطونني
الطعام من النافذة وايضاً اخي علي يعطيني
الدواء.ولعدم رضاه على ما يعانيه كان طيلة
الوقت يردد :"اخي علي بدو يروح على النار!" وكان يقول أيضاً:" الباب
ماكن ما بيفتح واخذو السلم من البيت”.
وحضر عدد من الجيران للمكان وقالوا أن اخاه لا يسمح
لأحد بفتح الباب له وأكدوا أنه ودود جداً ولا يسبب أي إزعاج لأحد وكل ما يقوم به هو
المناداة على الجيران طلباً للطعام.بعد النقاش بيني وبين حسين والجيران تبين أنه مريض
عقلياً ولكنه هادئ جداً.
وهنا نتوقف قليلاً حيث لا يبرر وضع حسين العقلي
بأنه قد فقد إنسانيته، وأن نضعه في ظروف غير انسانية دون ادنى اهتمام! تخيل عزيزي القارئ
انسان مقفل عليه في منزل مهجور يفترش الأرض بدون إضاءة أو كهرباء ولا إهتمام يذكرعلى
مدى أكثر من عام. وهنا نقول يجب على جمعياتنا العمل مع أهله لنقله الى المكان المخصص
لحالته رغم معرفتي بأخيه أنه إنسان مهذب ولكن هذا لا يعني أنه من حقه معالجة مشكلة
أخيه بهذه الطريقة. وإذا لم يستطع علي معرفة طريقة التصرف الصحيح فعليه اللجوء الى
مؤسساتنا الإجتماعية في المخيم والفعاليات الأهلية لمساعدته على علاج الموضوع.
المصدر: موقع مخيم الرشيدية